اليوم الرياضي في قطر.. لا صوت يعلو فوق صوت الرياضة

مدربون محترفون لتعليم تدريبات اللياقة البدنية

عماد مراد-الدوحة

يحرص حمد البلوي يوميا على القدوم إلى حديقة "أسباير زون" في العاصمة القطرية الدوحة لممارسة رياضة الجري على الممر الموجود في الحديقة الذي يبلغ طوله قرابة عشرة كيلومترات، فالبلوي البالغ من العمر 45 عاما يعتبر أن هذه الحديقة وغيرها من حدائق قطر دافع كبير لممارسة الرياضة يوميا.

فعلى مدار العام يلتقي البلوي مع مجموعة من أصدقائه بعد الانتهاء من العمل وقبل غروب الشمس لممارسة رياضة الجري في الحديقة ثم التدريب على الأجهزة الرياضية المنتشرة في كافة الأركان والتي تساعد على جذب كل من يحرص على الرياضة.

ويري البلوي أن ممارسة الرياضة في قطر -التي تحتفل بـ"يومها الرياضي" في ثاني ثلاثاء من فبراير/شباط من كل عام- لا تحتاج إلى تكاليف أو شراء أي معدات فما على الشخص إلا الرغبة في المحافظة على بدنه عن طريق الرياضة وسيجد كل ما يعينه على الاستمرار في ذلك دون أدنى تكلفة، وعلى العكس سيكون ذلك لقاء اجتماعيا يجمع الأصدقاء الراغبين في ممارسة الرياضة.

undefined

حديقة أسباير ليست وحدها التي تعد ميدانا للتدريب، فعلى كورنيش الدوحة وعلى مقربة من أكبر تجمع إداري قطري لكافة مؤسسات الدولة بمنطقة الدفنة تجد حديقة البدع المترامية الأطراف التي تعد الأكبر في الدولة وتشتمل على ناد تدريبي متكامل في الهواء الطلق.

ملاعب مختلفة
ولم يكتف القائمون على تصميم الحديقة بعمل ممر للجري وآخر للدراجات وعدد كبير من المعدات الرياضية بل حرصوا على إقامة العديد من الملاعب المفتوحة لممارسة التنس وكرة القدم والكرة الطائرة وغيرها من الألعاب الجماعية.

الشاب الفلبيني جلفر ليني الشغوف بلعبة التنس اعتبر أن إقامة أحد ملاعب التنس في الحدائق المفتوحة دون أي رسوم كانت مفاجأة سارة له ولكل محبي هذه اللعبة الجميلة، مما يدل على أن قطر تدعم الرياضة من أجل الرياضة ولبناء الإنسان.

ويرى ليني (32 عاما) أن هذه المبادرة عرفته على العديد من الشغوفين بلعبة التنس داخل قطر وكون صداقات كبيرة مع هؤلاء من مختلف الجنسيات لتؤكد الرياضة مجددا أنها تجمع ولا تفرق.

undefined

مساحات شاسعة
ووفقا لسجلات إدارة الحدائق في وزارة البلدية والبيئة، فإن حديقة البدع تمتد على مساحة نحو مليوني متر مربع، وتعد إحدى كبريات الحدائق في المنطقة وتتضمن العديد من المرافق الخدمية العامة، أهمها مواقف للسيارات تحت الأرض وتتضمن ثلاث صالات كبيرة للياقة البدنية، إحداها مخصصة للنساء، إضافة إلى أجهزة التمارين الرياضية الخارجية وملاعب رياضية وملاعب مفتوحة للأطفال، وتوجد مسارات خاصة بالدراجات الهوائية وأخرى للخيل والهجن ومساحات مائية ومرافق أخرى.

وتعتبر حديقة أسباير من أهم الحدائق بالدولة وتمتد على مساحة تصل إلى 880 ألف متر مربع، مما يمنح جميع مرتاديها خيارات ترفيهية متنوعة لتعزيز أنماط الحياة الصحية.

وكشف محمد الخوري مدير إدارة الحدائق العامة التابعة لوزارة البلدية والبيئة عن وجود 98 حديقة في قطر، بينها 43 حديقة بمساحة نحو 250 ألف متر مربع، وتصل تكلفة المتر المربع منها إلى 1292 ريالا بتكلفة إجمالية تصل إلى 350 مليون ريال.

undefined

وأوضح أن في الحدائق ممرات للهرولة وللدراجات وملاعب رياضية متنوعة ومناطق لألعاب الأطفال، مشددا على أن الوزارة حريصة على تركيب أجهزة رياضية في عدد من المواقع، وذلك في إطار مساهمتها بجهود الدولة لترسيخ مفاهيم الرياضة المجتمعية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الأنشطة الرياضية المختلفة.

ولفت الخوري إلى أن توفير الأجهزة الرياضية يحفز المترددين على هذه المواقع بهدف التنزه على ممارسة الرياضة وجعلها عادة يومية، مشيرا إلى وجود تعليمات عن كيفية استخدام هذه الأجهزة باللغتين العربية والإنجليزية للتسهيل على مختلف شرائح الجمهور.

المصدر : الجزيرة