أوزيل وآخرون.. أبطال عند النصر منبوذون عند الهزيمة
نكأ النجم الألماني مسعود أوزيل جرحا متجددا في عالم الرياضة، وطرح إلى العلن مخاوف اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة ممن يعانون من ازدواجية في التعامل معهم، تستدعي أصولهم أو تتغاضى عنها وفقا للظروف وتقلبات النتائج.
وقد أعلن أوزيل (29 عاما) أمس الأحد اعتزاله اللعب الدولي مع المنتخب الألماني بسبب "السلوك العنصري" الذي تعرض له و"عدم الاحترام"، في إشارة إلى اللغط الكبير الذي أثارته الصورة التي التقطها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن خلال مايو/أيار الماضي.
وبرر لاعب نادي أرسنال الإنجليزي التقاطه للصورة وأكد أنها لم تكن لهدف سياسي أو دعائي، بل لها علاقة باحترام أعلى منصب في بلده الأصلي، وقال "وظيفتي هي لاعب كرة قدم ولست سياسيا. اجتماعنا لم يكن دعما لأي سياسات".
وانتقد أوزيل طريقة التعامل مع اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة، وقال "أنا ألماني عندما أفوز.. ومهاجر عندما أخسر، وعلى الرغم من أنني أدفع الضرائب في ألمانيا وأتبرع للمدراس وفزت بكأس العالم مع المنتخب الألماني 2014؛ فإنني ما زلت غير مقبول مجتمعيا وأعامل بشكل مختلف".
وتساءل "هل هناك معايير ضرورية لأن تكون ألمانيا لا تتوفر بي؟ لم أسمع يوما بمناداة زميلي في المنتخب لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه بالألماني البولندي، إذن لماذا يتم توصيفي بالألماني التركي؟ هل لأنني تركي؟".
وكشف عن تلقيه العديد من الخطابات العنصرية والتهديدات على بريده الإلكتروني وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال "لم يعد بإمكاني تمثيل ألمانيا دوليا وأنا أشعر أنني تعرضت للعنصرية وعدم الاحترام، كنت أرتدي قميص المنتخب الألماني بكل اعتزاز وحماسة، لكنني لا أشعر بالشيء نفسه".
وأصبح أوزيل أحدث ضحايا الوضع المعقد للاعبين ذوي الأصول المهاجرة في العديد من المنتخبات.
وفي تصريحات سابقة، أكد مهاجم المنتخب البلجيكي روميليو لوكاكو أنه يوصف بالمهاجم البلجيكي عندما يسجل أهدافا ويقدم أداء مميزا، لكن حين يمر بفترات فراغ يطلق عليه وصف اللاعب البلجيكي ذي الأصول الكونغولية.
من جانبه، تحدث المهاجم كريم بنزيمة عن التعامل معه بمعايير مزدوجة أيضا تستدعي أصوله الجزائرية عند كل أزمة أو أداء مخيب مع منتخب فرنسا.
وخلال كأس العالم الأخيرة في روسيا تعرض اللاعب السويدي ذي الأصول التركية جيمي دورماز لتهديدات وإهانات عنصرية، بعد خطأ تسبب في الخسارة أمام ألمانيا في الدور الأول.
وتزايدت المخاوف من تنامي مشاعر الكراهية ضد اللاعبين ذوي الأصول الأجنبية مع صعود اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية في أوروبا.
في المقابل، تسعى العديد من الحكومات لتقديم الرياضة نموذجا لقدرة الجميع على التعايش والمساهمة في تحقيق الإنجازات بغض النظر عن الأصول والانتماءات.