كأس الأمم الأفريقية.. بطولة كبيرة في مهب الريح
4/12/2018
مجدي السعيدي-تونس
تباينت ردود الأفعال في الأوساط الكروية عقب إعلان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) سحب تنظيم بطولة كأس الأمم (كان) 2019 رسميا من الكاميرون الجمعة الماضي.
وقرر الكاف فتح الباب مجددا لاستضافة البطولة، على أن تدرس الملفات على عجل ويعلن البلد المستضيف في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ووضع قرار الاتحاد الأفريقي سمعة البطولة القارية على المحك، حيث سبق له في الماضي القريب سحب تنظيم الكان من ثلاث دول كانت ستستضيف النهائيات في أعوام 2013 و2015 و2017.
وعصفت رياح سوء التنظيم بكأس أمم أفريقيا خلال السنوات الست الماضية، وتحديدا منذ نسخة 2013 التي كان مقررا إقامتها في ليبيا غير أن الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في البلاد آنذاك كانت سببا مباشرا لنقلها إلى جنوب أفريقيا مع تعهد الكاف بمنح ليبيا شرف استضافة نسخة 2017.
واستمرت الأزمة في نسخة 2015 التي فازت المغرب بشرف تنظيمها، فقد أعلنت الحكومة المغربية في أكتوبر/تشرين الأول 2014 رغبتها في تأجيلها للعام التالي، بسبب انتشار فيروس إيبولا في غرب أفريقيا آنذاك وتزايد المخاوف من تسربه للبلاد.
ورفض الكاف طلب الرباط قبل أن تقدم غينيا الاستوائية ملف ترشحها لتعويض المغرب وتفوز باستضافة النسخة الثلاثين قبل شهرين فقط على انطلاق النهائيات.
ولم تقف "فوضى" التنظيم عند ذاك الحد، ففي 2015 أعلنت ليبيا عدم قدرتها على الإيفاء بشروط استضافة دورة 2017 بسبب استمرار التوتر الأمني في البلاد، لتمنح الغابون مهمة تنظيم تلك النسخة لاستضافة المسابقة بعد أن كانت استضافت بالاشتراك مع غينيا الاستوائية نسخة 2012.
ملفات متسرعة
وفي 20 سبتمبر/أيلول 2014 منح "الكاف" الكاميرون حق احتضان النسخة 32 من البطولة، غير أن الشكوك أحاطت بقدرة هذا البلد على الإيفاء بالشروط اللازمة فيما يتعلق بتجهيز الملاعب ومقرات الإقامة والتدريبات.
وفي 20 سبتمبر/أيلول 2014 منح "الكاف" الكاميرون حق احتضان النسخة 32 من البطولة، غير أن الشكوك أحاطت بقدرة هذا البلد على الإيفاء بالشروط اللازمة فيما يتعلق بتجهيز الملاعب ومقرات الإقامة والتدريبات.
وحسم تقرير لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الجدل خلال الشهر الماضي عندما ألمح إلى "إخلالات واضحة في جاهزية الملاعب وسائر الشروط التنظيمية".
وبرفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 كان لزاما على الكاميرون أن تجهز سبعة ملاعب لاحتضان المباريات، غير أن تقرير التفقد أشار إلى وجود ملعبين فقط فيما يجري تطوير ملعبين آخرين.
وعن أزمة الاستضافة التي تعاني منها المسابقة منذ سنوات قال عضو لجنة القوانين السابق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم ماهر السنوسي إن تهافت بعض الدول على طلب احتضان المسابقة من دون تقييم مدى قدرتها على الإيفاء بما ورد في كراس الشروط يعد أبرز أسباب دخول المسابقة في مهب سوء التنظيم.
وقال السنوسي للجزيرة نت "سحب تنظيم المسابقة في أربع مناسبات متتالية مؤشر يضع مكانة البطولة ووزنها على المحك، لا بد من طرح ضمانات مالية وتنظيمية من قبل كل المرشحين قبل التصويت على الملفات وحسم مكان احتضان البطولة لتفادي مثل هذا المأزق".
وأوردت مصادر إعلامية انتقال تنظيم "الكان 2019" للمغرب، غير أن تقارير أخرى أعلنت أن تونس ومصر وجنوب أفريقيا ستدخل بدورها المنافسة.
من جهته استبعد عضو الاتحاد التونسي لكرة القدم هشام بن عمران أن تقدم تونس ملف ترشحها لاحتضان البطولة، معللا ذلك بحاجة الملاعب إلى عمليات صيانة قد تأخذ وقتا طويلا.
وقال بن عمران للجزيرة نت "تنظيم الكان يتطلب جاهزية سبعة ملاعب على الأقل، وتونس رغم وفرة ملاعبها يخضع أغلبها للإصلاح، أعتقد أن المغرب وبدرجة أقل جنوب أفريقيا يتمتعان بأوفر الحظوظ ليستضيف أحدهما النهائيات".
وتعد نسخة أمم أفريقيا 2019 الأولى في تاريخ البطولة التي تجري صيفا (من 15 يونيو/حزيران حتى 13 يوليو/تموز المقبلين)، كما أنها الأولى التي تشهد مشاركة 24 منتخبا بعدما كانت 16 فقط.
المصدر : الجزيرة