فلسطين بكأس آسيا.. رهان النتائج بعد الفوز بالقلوب

والآن، وبعد أن اكتسب الفريق بعض الخبرة في البطولات الكبيرة، يأمل نتيجة أفضل خلال مشاركته الثانية عندما يخوض النسخة المقبلة في الإمارات بين الخامس من يناير/كانون الثاني والأول من فبراير/شباط المقبلين.
ويدرك المنتخب الفلسطيني أن مهمته بالنسخة الجديدة لن تكون أسهل من سابقتها، لكن طموحه ينصب على أن يظهر لمتابعي البطولة خطوة إلى الأمام من خلال تحقيق الفوز الأول له ومحاولة العبور إلى الدور الثاني.
وكان المنتخب آخر الفرق تأهلا إلى بطولة كأس آسيا 2015 في أستراليا والوجه الجديد في تاريخ البطولة، لكنه برز كأكثر الفرق المشاركة جذبا للأنظار والاهتمام من جميع المتابعين بعدما تغلب على كل الصعاب وترجم حماسه وإصراره إلى بطاقة تأهل ثمينة ومستحقة إلى البطولة القارية.
وودع الفريق البطولة بثلاث هزائم إضافة لاهتزاز شباكه 11 مرة مقابل تسجيل لاعبيه هدفا واحدا فقط.
ولذا، سيكون الهدف الأساسي في النسخة الجديدة تحقيق أول فوز له في البطولة القارية، وتقديم سجل تهديفي أفضل مع محاولة العبور إلى الدور الثاني.
ويحظى المنتخب الفلسطيني بتعاطف هائل من جميع المشاركين والمتابعين للبطولة نظرا للظروف الصعبة التي يواجهها الفريق في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يعرقل انتظام منافسات الكرة في فلسطين، ويحرم لاعبي المنتخب من التجمع والتدريب في ظروف مناسبة قبل مبارياته.
ويواجه تعقيدات كبيرة تحرمه أحيانا من السفر لخوض المباريات والبطولات أو تدفعه للتأخر في هذه الرحلات ومكابدة ظروف صعبة خلال مختلف الرحلات.
وكانت رحلة الفريق إلى جزر المالديف للمشاركة في بطولة كأس التحدي عام 2014 نموذجا لهذا حيث حرمته السلطات الإسرائيلية من بعض لاعبيه سواء بسبب الاعتقال أو المنع من السفر مما دفع الفريق لخوض فعاليات البطولة بدون بعض عناصره المؤثرة.
ولكن المنتخب الفلسطيني المعروف بألقاب "الفدائي" و"أسود كنعان" و"الفرسان" تغلب على هذه الصعاب والعراقيل وأكد لاعبوه أنهم بالفعل من الفرسان ومن الفدائيين فانقضوا كالأسود على لقب بطولة كأس التحدي.
وقبل مشاركته الثانية في البطولة الآسيوية، أظهر الفريق مؤشرات على تحسن مستواه خاصة على مستوى الجانب التهديفي.
وخلال مسيرته بالتصفيات، خاض المنتخب الفلسطيني 14 مباراة فاز في تسع منها وتعادل في اثنتين وخسر ثلاث مباريات وهو سجل يتشابه كثيرا مع سجله بتصفيات كأس آسيا 2015.
وقدم المنتخب الفلسطيني مستويات تهديفية أفضل كثيرا حيث سجل لاعبوه 49 هدفا في التصفيات مقابل 18 هدفا فقط في تصفيات النسخة الماضية واهتزت شباكه ثماني مرات مقابل سبع مرات في تصفيات النسخة الماضية.

ويراود الأمل "منتخب الفدائيين" في اجتياز دور المجموعات رغم أن القرعة أوقعته هذه المرة في مجموعة مشابهة مع نظيرتها عام 2015 حيث يلتقي في مسيرته بالدور الأول مع منتخبات أستراليا حامل اللقب والأردن وسوريا بينما ضمت مجموعته عام 2015 منتخبات اليابان (حامل اللقب وقتها) والأردن والعراق.
ويعتمد المنتخب الفلسطيني ومدربه الجزائري نور الدين ولد علي على مجموعة من اللاعبين الذين ينشطون بالأندية المحلية مما لا يوفر لهم استعدادا جيدا، ولكن وجود أكثر من لاعب محترف خارج فلسطين يمنح الفريق كثيرا من التفاؤل بإمكانية تحقيق مفاجأة أو على الأقل تقديم عروض جيدة في ثاني مشاركة له بالبطولة الآسيوية.
ويبرز من بين هؤلاء اللاعبين المحترفين خارج فلسطين كل من ياسر إسلامي مهاجم كوكيومبو يونيدو التشيلي، وأليكسيس نورامبوينا مدافع ديبورتي ميليبيلا التشيلي، ونظمي البدوي لاعب خط وسط سينسيناتي الأميركي، إضافة للاعب تامر صيام نجم حسنية أغادير المغربي.
ورغم عدم احتراف أي لاعب في أندية أوروبية كبيرة، يتمسك المنتخب الفلسطيني بالأمل في ظل حماس لاعبيه ورغبتهم في تقديم ما يسعد مواطنيهم في الظروف القاسية التي يعيشها تحت وطأة الاحتلال.
كما كانت النتائج التي حققها الفريق في المباريات الودية مؤخرا بادرة أمل على أن الفريق يمكنه تقديم مشاركة جيدة في البطولة حيث حقق الفوز على باكستان وتعادل مع كل من الصين وإيران.
ويستهل المنتخب الفلسطيني مسيرته في البطولة بلقاء نظيره السوري ثم يلتقي في المباراتين التاليتين بالمجموعة الثانية منتخبي أستراليا والأردن على الترتيب.