نوران.. قصة طفلة تعشق الكرة حتى النخاع

مجدي بن حبيب-تونس
التونسية نوران البرجي شوشان (6 سنوات) تسارع الخطى للوصول إلى ملعب التمارين في مركز التدريبات بأكاديمية كرة القدم للنادي الأفريقي.
بدأ عشق المستديرة الساحرة يكبر مع نوران منذ أن بلغت سن الثالثة، فالطفلة المولعة بالكرة ولدت ونشأت في بيئة رياضية تتنفس كرة قدم، فوالدها كان لاعبا بجمعية جربة (جنوب) أما والدتها فكانت لاعبة بمنتخب الكرة النسائية ونادي "تونس الجوية".
ولم تستطع نسرين كبح جماح ابنتها للانطلاق في ممارسة معشوقتها الأولى، فقد نزل خبر إطلاق الأفريقي أول أكاديمية لتلقين الفتيات أصول وفنون اللعبة الشعبية الأولى بمثابة المفاجأة المفرحة للعائلة قبل أن تسارع الأم باصطحاب ابنتها لتكون أول من سجلت اسمها في دفاتر الأكاديمية.
خطوات بطيئة
ورغم قلة عدد اللاعبات وتعثر مسار الأكاديمية بحكم حداثة التجربة وتردد بعض العائلات في تسجيل بناتهن فإن عزيمة نوران كانت أكبر، عندما طلبت أن تتلقى أبجديات كرة القدم مع الأطفال الذكور في انتظار أن تستقبل إدارة الاكاديمية مزيدا من الطلبات لاستقبال الفتيات.
"لم تأبه بالتدريبات المختلطة التي أقرها المشرفون على الأكاديمية ومضت في طريق حلم جميل يراودها كما لو كانت في العشرين من عمرها، بداخلها قلب فتاة يتوق نحو مسيرة لامعة في كرة القدم" بهذه الكلمات تحدثت الأم نسرين للجزيرة نت عن شعور ابنتها وهي تكشف رغبتها أن تبدأ رحلة خاصة في عالم الكرة.
من جانبه يرى رضوان والد نوران أن ممارسة كرة القدم في إطار الأكاديمية يبدو أفضل لمن هن في سن ابنته من انتظار سنوات طويلة للالتحاق بأحد الأندية.
ويقول للجزيرة نت إنه "رغم حداثة التجربة والصعوبات التي تشهدها من حيث إقبال اللاعبات على الانخراط فإن المشروع يبدو واعدا وقادرا على تخريج نجمات في عالم الساحرة المستديرة".
غياب التمويل
وتبدو نوران بدورها سعيدة بالتجربة ومواظبة على حضور التدريبات والدروس النظرية، بل تتلهف لموعد التمارين التي حددت بمعدل ثلاث إلى أربع حصص في الأسبوع، وتدوم الحصة الواحدة نحو ساعة يتلقى فيها الأطفال أبجديات اللعبة ويخضعون لتمارين في التمرير والترويض وغيرها.
وببراءة الأطفال تقول نوران -التي تزاول دراستها بالسنة الأولى للمرحلة الابتدائية- إن حلمها اللعب ضمن ناد أوروبي وأن يشاهدها والداها على شاشة التلفاز وهي تلعب كرة القدم.
كان الأفريقي أول فريق تونسي يعلن إطلاق أكاديمية لكرة القدم للفتيات، لكن المشروع يمر بصعوبات كبيرة في البداية بسبب تردد العائلات في تسجيل بناتهن، وفق ما أكده مدير الأكاديمية جمال بن سالم للجزيرة نت.
وبدأ إطلاق الأكاديمية رسميا في 15 الشهر الماضي، لكن غياب اللاعبات في البداية عن التدريبات دفع المسؤولين إلى إجراء تدريبات مختلطة (فتيان وفتيات) تحت إشراف مدرب واحد في انتظار أن تتوسع قاعدة المشاركات.