خطة بتونس لاستقطاب اللاعبين المولودين بأوروبا
مجدي بن حبيب-تونس
عادت قضية اللاعبين التونسيين مزدوجي الجنسية المولودين بفرنسا مجددا إلى سطح الأحداث في الأوساط الكروية، عندما انتقدت وسائل الإعلام ما رأته إهمالا للمواهب تونسية الأصل، وفشلا من اتحاد الكرة في إقناعهم باللعب لبلدهم الأم.
وبدأت خطة اتحاد الكرة تثمر نتائجها بعد النجاح مؤخرا في تأهيل ثلاثة لاعبين، وهم لاري عزوني وأنيس البدري ووائل بالعربي، وإقناعهم بالدفاع عن ألوان تونس في مباراتيها ضد منتخب توغو ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017.
استقطاب المواهب
وكان رئيس الاتحاد وديع الجريء أعلن قبل أيام من انتخابه مؤخرا لفترة نيابية ثانية أن من بين أهدافه وقف نزيف استفادة بعض المنتخبات الأوروبية من خدمات المواهب الكروية تونسية الأصل، والسعي لتأهيل هؤلاء للدفاع عن منتخب بلادهم.
وقال الجريء -أمام وسائل الإعلام خلال تقديم برنامجه الانتخابي- "لدينا العديد من المواهب الحاملة جنسيتي بلد المنشأ وبلد الإقامة، وبعد أن نجحنا في تحفيز البعض وضمهم لتونس سنواصل استقطاب من هم قادرون على إفادة المنتخب والكرة التونسية بوجه عام".
بدوره، كشف عضو الاتحاد أمين موقو عن أن خطة تونس لاسترجاع لاعبيها مزدوجي الجنسية بدأت برصد قائمة اللاعبين الذين يحملون الجنسية التونسية، والموزعين على مختلف الدوريات الأوروبية قبل الاتصال بهم في مرحلة ثانية، والتأكد من رغبتهم في اللعب لمنتخب "النسور".
وقال في تصريح للجزيرة نت "انضمام لاري عزوني أول مرة وإقناع كل من أنيس البدري ووائل بالعربي باللعب للمنتخب يؤكد أن خطة استقطاب المواهب الناشئة بفرنسا بدأت تعطي ثمارها".
وكان عزوني -المولود بفرنسا- ارتدى زي منتخب فرنسا للشباب، وأحرز معه المرتبة الثانية في بطولة أوروبا للأمم، قبل أن يختار في أوائل مارس/آذار الجاري اللعب لمنتخب تونس بعد الحصول على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي.
وأعرب لاعب نادي نيم (22 عاما) عن افتخاره بحمل راية تونس واللعب لبلده الأم بوصف ذلك شرفا لكل لاعب يحمل الجنسية التونسية.
وتابع "وجدت أجواء طيبة داخل المنتخب، ونجحت في التأقلم بسرعة، ولن ادخر جهدا لتقديم الإضافة لمنتخب بلادي والإسهام في التأهل إلى كأس أمم أفريقيا التي أحلم أن أكون حاضرا فيها".
وكانت قائمة تونس لمباراة توغو ضمت ثمانية لاعبين من حاملي الجنسية المزدوجة، وهم لاري عزوني وجمال السايحي وأنيس بدري ووائل بالعربي وبلال محسني وصيام بن يوسف ووهبي الخزري وبشير كامي، وجميعهم مولودون وناشئون بفرنسا.
خيار ثان
وسبق لتونس أن ضمت عددا من اللاعبين حاملي الجنسية الفرنسية، الذين لعبوا لمنتخبات "الديكة" في الأصناف الشابة، مثل حسين الراقد وشوقي بن سعدة، فضلا عن لاعبين آخرين أبرزهم أنيس بن حتيرة المتوج مع منتخب ألمانيا للشباب بكأس أوروبا للأمم 2009.
في مقابل ذلك، فشلت تونس في استقطاب لاعبين آخرين اختاروا الدفاع عن ألوان بلدان المنشأ، مثل صبري اللموشي وحاتم بن عرفة ووسام بن يدر مع فرنسا، وسامي خضيرة الذي توج مع ألمانيا بلقب مونديال 2014.
وأكد المدرب التونسي المنصف العرفاوي أن اللاعبين الناشئين بفرنسا، الذين عززوا صفوف منتخب تونس، هم "لاعبو الدرجة الثانية" من الذين فقدوا كل أمل في اللعب لمنتخب "الديكة"، فوجدوا أنفسهم مجبرين على قبول الانضمام لبلدهم الأم للظهور في واجهة الأحداث من جديد.
وقال العرفاوي للجزيرة نت "العديد من اللاعبين رفضوا الانضمام لتونس، لكنهم تراجعوا بعد فقدان فرصتهم في اللعب مع منتخبات أوروبية على خلاف المواهب من ذوي الأصول الجزائرية والمغربية، الذين اختاروا الدفاع عن ألوان بلدانهم رغم إغراءات فرنسا وهولندا وبلجيكا على وجه الخصوص".
وينشط نحو 250 لاعبا من أصول تونسية بأوروبا، ويحملون الجنسية المزدوجة، من بينهم ما يزيد على تسعين لاعبا في فرنسا.