الفراعنة نحو نهائيات أفريقيا.. هل يستعيدون بريقهم؟

عبد الرحمن محمد-القاهرة
ويتصدر "أبناء الفراعنة" المجموعة السابعة بسبع نقاط بفوزهم الثلاثاء الماضي على نيجيريا (1-0)، ولم يعد أمامه سوى الفوز بأي نتيجة في مباراته القادمة أمام تنزانيا، أو حتى الهزيمة بفارق لا يتجاوز ثلاثة أهداف.
هذا الفوز السابع بالبطولة الذي جاء في العام السابق لثورة 25 يناير 2011 حقق أرقاما قياسية أخرى للمنتخب المصري الذي كان في أزهى فتراته، فقد فاز بتسع مباريات متتالية، ولعب 19 مباراة على التوالي دون هزيمة.
إلا أنه وفي رِدة واضحة لمستوى وأداء المنتخب المصري، وبعد حيازته اللقب الأفريقي 3 دورات متتاليات (2006 و2008 و2010)، فشل في التأهل للثلاث اللاحقة (2012 و2013 و2015)، وهو ما انعكس على تصنيف الفيفا له.
ومؤخرا، نشرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية تقريرا عن تراجع المنتخب المصري في السنوات الست الأخيرة وفقدانه السيطرة على الكرة الأفريقية، وربطت ذلك بمغادرة المدير الفني حسن شحاتة وعدد من لاعبيه، إضافة إلى الواقع السياسي الذي تشكل بعد ثورة يناير.

توقف الدوري
في هذا السياق، عزا الخبير في التشريعات الرياضية محمد عباس تدني مستوى المنتخب في الفترة الماضية إلى عدد من الأسباب، أبرزها توقف الدوري المصري بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية.
وأضاف إلى هذه الأسباب "بروز خلافات ونزاعات داخل اتحاد الكرة الذي انقسم إلى جبهات، ما أدى إلى عشوائية في أدائه وبعده عن المنهجية العلمية في اختيار كوادر المنتخب المختلفة".
وتوقع -في حديث للجزيرة نت- تحسن أداء المنتخب في الفترة المقبلة "مع بروز جيل جديد كمحمد صلاح ومحمد النني يمكن أن يخلفوا نجوم المنتخب السابقين".
أما الناقد الرياضي أحمد سعد فقد أشار في سياق حديثه عن تدني مستوى المنتخب إلى الهزيمة الثقيلة التي تلقاها من غانا (1-6) في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وتراجعه المستمر في تصنيف الفيفا حتى وصل للمرتبة 64 في فبراير/شباط 2012، بعدما كان وصل إلى المرتبة التاسعة في يوليو/تموز 2010.

غياب الجمهور
واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن من أسباب ذلك "اعتزال معظم اللاعبين الذي شاركوا في الفوز بآخر ثلاث بطولات أفريقية، وفشل الجهاز الفني صاحب ذلك الإنجاز في إعداد لاعبين بدلاء، وتراجع مستوى المسابقات المحلية التي تعد مسار احتكاك للاعبين المصريين".
وأشار إلى أن من المؤثرات الأساسية "ظروف مصر السياسية منذ ثورة 25 يناير، والأزمات الكبرى التي شهدتها الملاعب، وأخطرها مجزرتا بورسعيد والدفاع الجوي التي راح ضحيتهما قرابة مئة مشجع، وغياب الجماهير، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي جعلت الإنفاق على المنتخب يتراجع كثيرا".
بدروه، يرى الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي حسن عبد العظيم أن "المنتخب بدأ يستعيد بريقه شيئا فشيئا باقترابه من العودة للبطولة الأفريقية".
ولفت في حديثه للجزيرة نت إلى أنه "رغم هذا التقدم سيظل المنتخب متأثرا بالأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في البلاد"، معتبرا أن غياب الجمهور له تأثير كبير على اللاعبين لأنهم بمثابة إكسير الحياة للعبة، وغيابهم يؤثر على حيوية المباريات والبطولات المحلية.