ساني.. والده كافح العنصرية ومهد طريقه للنجومية

منذ بضعة أشهر ولاعبو نادي شالكه ملاحقون من كشافي بعض الأندية العالمية البارزة كبرشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتي الذين باتوا ضيوفا دائمين على مدرجات ملعب "فيلتينس أرينا".
والسبب في ذلك هو الموهبة الصاعدة ونجم المستقبل ليروي ساني (20 عاما)، الذي استدعاه مدرب المنتخب يواكيم لوف ليكون أحد أعضاء التشكيلة الأولية للمنتخب الألماني الذي يستعد للمشاركة بعد بضعة أسابيع في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في فرنسا.
وقبل عامين فقط، لعب ليروي ساني مباراته الأولى في البوندسليغا، ومن يومها وهو النجم الصاعد ومحبوب جماهير النادي الأزرق.
أما دوليا، ففي جعبة ساني مباراة دولية واحدة، وهي الودية الشهيرة أمام فرنسا في باريس، والتي تخللتها الهجمات التي ضربت "عاصمة النور".
وفي 31 من هذا الشهر سيتم استبعاد أربعة لاعبين من التشكيلة الأولية، ليستقر العدد على 23 لاعبا يسافرون إلى فرنسا. وتبدو حظوظ ساني كبيرة.
ويقول لوف "ساني يمكنه تحقيق إضافة مميزة في الملعب"، ويتميز ساني بموهبة كبيرة وسرعة في الميدان وحسن تمركز في منطقة جزاء الخصم وعلى حدودها.

تغير المزاج
ولد ليروي لعائلة رياضية، فأمه هي نجمة الجمباز الألمانية ريغينا فيبر، التي أحرزت ميدالية أولمبية في ألعاب لوس أنجلوس 1984. أما والده فهو سليمان ساني اللاعب الدولي السنغالي
(55 مباراة لمنتخب السنغال)، الذي احترف في عدة أندية ألمانية، منها فرايبورغ في الدرجة الثانية وكان بصحبته في النادي لوف نفسه. ولكن سليمان ساني لعب في دوري الدرجة الأولى أيضا في نادي فاتنشايد.
وكان سليمان ساني أحد أوائل اللاعبين الأفارقة الذين احترفوا في البوندسليغا، واضطر يومها لتحمل الكثير من الإهانات العنصرية. وفي مطلع التسعينيات من القرن الماضي كتب -إلى جانب توني بافوي وأنطوني ييبواه- رسالة ضد العنصرية، التي كان لها وقع مؤثر مهّد الطريق أمام تغير المزاج العام، وكانت الرسالة بمثابة نعمة على كرة القدم الألمانية التي عرفت التنوع بشكل أكبر بعدها.
وبينما عانى سليمان من العنصرية، نجد أن السنوات فعلت فعلها وصار ابنه ليروي لاعبا في صفوف المنتخب الألماني ومحبوب جماهير نادي شالكه التي تهتف باسمه.
والآن على ليروي أن يُخرج أفضل ما عنده ليكون في فرنسا. وإذا سافر إلى هناك وتألق، فستضطر أندية أوروبا لدفع المزيد لإدارة شالكه كي توافق على بيع نجمها الصاعد.