اللاعب المحلي بالجزائر.. إلى متى يستمر التجاهل؟

سفيان مهني-الجزائر
فبعد انتظار دام 36 سنة قاد اللاعبون المحليون -الذين تعلموا أبجديات كرة القدم في شوارع وأحياء الجزائر- منتخب بلادهم إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 عقب خوضهم نهائي البطولة الأفريقية أمام منتخب نيجيريا على الرغم من الخسارة 2-1.
كما ظفر المنتخب العسكري ببطولة كأس العالم، الأمر الذي سيجعل التفكير عميقا في الاعتماد على اللاعب المحلي خلال المواعيد الأفريقية الكبرى بعد أن فشل المحترفون بالظفر بكأس أمم أفريقيا في غينيا الاستوائية 2015.

بعث الأكاديمية
بعد إنجاز الفريق الأولمبي وجد رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري (الفاف) محمد روراوة نفسه مجبرا على إعادة بعث أكاديمية "الفاف" من جديد بعدما قام بغلقها في وقت مضى من دون أسباب مقنعة.
ويبدو أنه شعر بالإحراج نوعا ما وهو يشاهد زين الدين فرحات وعبد اللاوي وبن خماسة يقودون منتخب بلادهم إلى أولمبياد ريو دي جانيرو، وهم الذين تكونوا في الأكاديمية سنة 2010 على يد المدرب سليم مناد.
وبعد الحسرة على إغلاق الأكاديمية يشعر المدرب سليم مناد بالفخر اليوم، حيث علق قائلا "اقشعر بدني وبكيت حين رأيت فريقا كنت أنهض من أجله على الخامسة صباحا، كانوا صغارا واليوم أصبحوا أبطالا بعدما تكونوا في الأكاديمية، ولكن للأسف الشديد أتى روراوة وأمر بغلقها بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي طالبه بضرورة تأهيل الجزائر إلى المونديال إسعادا للجماهير وترويجا للحملات الانتخابية التي سبقت العهدة الثالثة".
ومن بين اللاعبين الذين تكونوا في أكاديمية "الفاف" وقادوا الجزائر إلى الأولمبياد المقبلة زين الدين فرحات ورياض كنيش ومحمد بن خماسة وزكريا حدوش وعبد الرحمن مزيان.

فشل الخضر
في المقابل، وعلى الرغم من أنه كان يضم عددا من النجوم والمحترفين في صفوفه من أمثال رياض محرز وسفيان فيغولي وياسين براهيمي فشل منتخب الجزائر في إحراز كأس أمم أفريقيا في غينيا الاستوائية.
ولم يتعد "محاربو الصحراء" ربع النهائي بعدما تكبدوا هزيمة قاسية أمام منتخب الفيلة (3-1).
وأرجع مدرب المنتخب أسباب خسارة الفرنسي كريستيان غوركيف للعوامل المناخية كالحرارة والرطوبة.
لكن سليم مناد يرى أن "روراوة لم يعمل لمصلحة الكرة الجزائرية واتبع ما كانت تمليه عليه السلطة ليقود الخضر إلى المونديال، بينما الجميع يعلم أن الرئيسين الفرنسيين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند هما اللذان أمرا بإعادة اللاعبين الفرنسيين من أصول جزائرية إلى بلادهم".
وقال "كم من لاعب نشط في الأقسام السفلى الفرنسية وحمل ألوان المنتخب الجزائري".

تغيير الإستراتيجية
يشدد الكثير من التقنيين الجزائريين على ضرورة التفكير في المنتوج المحلي للاعتماد على لاعبي الدوري في الاستحقاقات القادمة التي تنتظر المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف وأشباله.
وقال مدرب المنتخب العسكري يونس إفتيسان للجزيرة نت إن اللاعب المحلي رد على من انتقدوه.
ويعتقد أن اللاعب الجزائري المحلي "أصبح ناضجا تكتيكيا ولا تعيقه العوامل المناخية كالحرارة والرطوبة، فالجميع شاهد الأولمبيين يلعبون بارتياح في السنغال وقت الزوال، لأننا بطبيعة الحال أفارقة".
ويبدو أن الاستحقاق الأفريقي القادم سيغير تفكير ونظرة القائمين على شؤون الكرة في الجزائر بتوجيه اهتمامهم نحو اللاعب المحلي ووضع الثقة فيه.
ويضيف إفتيسان أن "المواهب موجودة في الجزائر، ومنتخب أقل من 23 سنة برهن على ذلك، وعليه فلا بد من تغيير الإستراتيجية".
ويشارك المنتخب الجزائري الأولمبي لكرة القدم في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016، لكن اتحاد كرة القدم الجزائري راح يستنجد باللاعبين الناشطين في أوروبا، ووجه لهم دعوة رسمية على غرار رياض محرز وياسين براهيمي وإسلام سليماني وعيسى ماندي.