رائد حويطي.. مقعد ينتصر لذاته بالرياضة

عاطف دغلس-نابلس
وحتى يتمكن حويطي، وهو رياضي فلسطيني من ذوي الإعاقة، من قطع مسافة خمسة كيلومترات في 23 دقيقة ونصف الدقيقة، ويحرز المركز الثاني كما هي الحال بإحدى بطولاته الأخيرة بالأردن قبل أيام قليلة، عليه مواصلة التدرب وبكثافة.
ولذلك فهو لا يدخر جهدا لتدريب يومي بشوارع مدينته نابلس شمال الضفة الغربية أو بمكان عمله استعدادا لأي مشاركة محلية ودولية يمثل عبرها فلسطين ويحقق طموحه معا.
وكل يوم كعادته ينشغل حويطي (42 عاما) بالتدريبات أكثر فأكثر، فموهبته بالمشاركة في عدة ألعاب حركية تدفعه لذلك، يقول الرجل الذي يعاني إصابة بشلل نصفي في رجله اليمنى.
إبداع متنوع
منذ صغره أصيب حويطي بهذا المرض نتيجة لخلل طبي أعاق حركته ولم يعق إراداته وتميزه على كثيرين من نظرائه من ذوي الإعاقة وأصحّاء غيرهم.
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن نشاطه الرياضي يتنوع بين سباق المسافات ورمي الرمح والقرص وألعاب القوى مثل كمال الأجسام وغير ذلك من الأنشطة التي دفعته للانخراط في فريق كرة السلة لذوي الإعاقة بنابلس.
بالكاد تجد متسعا من الوقت لدى الرياضي حويطي حتى تتمكن من الحديث معه، فانشغاله بالتدريب وعمله داخل مكتبة بلدية نابلس يأخذان جزءا كبيرا من وقته، أما بحثه المتواصل وسعيه للمشاركة في البطولات فذلك حكاية أخرى.
مارس حويطي نشاطه الرياضي وهو في الثامنة عشر من عمره، متحملا ظروفا صعبة مادية ومعنوية وسط غياب من الجهات المسؤولة عن دعمه ونظرائه من الرياضيين من ذوي الإعاقة.
ويردف الرجل قائلا إن جميع مشاركاته كانت بجهد شخصي منه دون دعم يذكر من أي جهة مسؤولة، حتى إنه يتكبد تكاليف السفر والإقامة.
لكن مثل ذلك لا يعيق نشاطه الرياضي أو يثبط من عزيمته، فهو يرى نفسه بكل نجاح يحققه، "فهذا نجاح فلسطين وليس رائد حويطي وحده" يتابع قوله.
وبعربته أيضا ينتصر الرياضي حويطي لقضايا مجتمعه المختلفة، حيث يظهر بمشاركاته الواسعة في المناسبات الوطنية يتقدم صفوف المتظاهرين ويشد على أيديهم.

مسؤولية من؟
وأمام عجز الآخرين والمسؤولين عن دعمه، يحظى حويطي بدعم كبير من رب عمله في مكتبة البلدية وزملائه هناك، فهم يعتبرونه رأس مالهم الرياضي، يقول مدير مكتبة البلدية ضرار طوقان.
ويوضح طوقان أن نشاط الرجل الرياضي واجتهاده في إعداد نفسه يجعلانه يحظى باحترام الجميع، وأنهم لا يدخرون جهدا في تلبية طموحه بتوفير أبسط احتياجاته وخاصة فيما يتعلق بالتدريب ومكانه.
في المقابل يقر المدير العام للتخطيط في المجلس الأعلى للشباب والرياضة نزار بصلات بأن هناك تقصيرا فعليا في رعاية الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة نتيجة لقلة الإمكانيات والأزمات التي تعصف بالمؤسسات المسؤولة عنهم لا سيما اللجنة "البار أولمبية" التي تعنى بهؤلاء الناس تحديدا.
ويقول إن جهات ثلاث وهي اللجنة البار أولمبية والأندية الرياضية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، تتحمل مسؤولية مشتركة عن نحو أربعة آلاف لاعب ولاعبة من ذوي الإعاقة.
وبين أن الجهات المسؤولة لا تتعامل مع الأفراد بل مع الأندية، داعيا هؤلاء الرياضيين للالتحاق بتلك النوادي المنتشرة بالضفة الغربية وقطاع غزة لتحقيق أهدافهم وتلبية طموحهم بالوصول للنجومية العالمية.