الغريبي.. "غزالة" تسطع بسماء ألعاب القوى العالمية

مجدي بن حبيب-تونس
وقطعت الغريبي السباق في زمن قدره تسعة دقائق وخمس ثوان و36 جزءا من مئة من الثانية محطمة بذلك الرقم القياسي العالمي الذي كان بحوزتها منذ 6 أغسطس/آب 2012.
وأضافت البطلة التونسية حلقة جديدة لسجلها الحافل بالتتويجات عندما انتزعت اللقب العالمي من الكينية "هيفن جيبكيمو" التي حلت ثانية، في حين آل المركز الثالث للإثيوبية "صوفيا أسيفا".
رحلة شاقة
رحلة الغريبي نحو التتويجات العالمية لم تكن مفروشة بالورود بل تخللتها المصاعب والتحديات فقد ولدت العداءة في بيئة ريفية خالية من روافد الرياضة، وتحديدا بقرية الشراردة بمحافظة القيروان (وسط) وذلك في التاسع من أبريل/نيسان 1984، ولكن انتقال عائلتها للإقامة بصفاقس (جنوب) فتح أمامها كل الآفاق.
يقول والدها مسعود إنه انتقل مع عائلته سنة 1994 للإقامة بمنطقة "العوابد" بصفاقس وكانت حبيبة ذات السنوات العشر تدرس بالمرحلة الابتدائية قبل أن تلتحق بالمدرسة الإعدادية، وكان شاهدا على دخولها رياضة العدو حيث أحرزت عدة ميداليات ضمن المسابقات المدرسية.
ويضيف للجزيرة نت أنه بعد تألقها في السباقات المدرسية انضمت للنادي الصفاقسي سنة 1999 وبعد عام واحد انتقلت للمعهد الرياضي بالمنزه والتحقت بمنتخب تونس للشبان، وتوجت مرات عديدة محليا وقاريا وعربيا، ويعود الفضل في اكتشافها -وفقا لوالدها- للمدرب محمد البهلول الذي شجعها منذ خطواتها الأولى وتكهن لها بالنجاح.

الغزالة التونسية
بدورها أوضحت العداءة الملقبة بـ"الغزالة التونسية" أنها شاركت في عدة سباقات قبل أن تتخصص في سباق ثلاثة آلاف متر موانع، علما أنه الاختصاص الذي عرفت فيه أوج تألقها وأغلب تتويجاتها العربية والعالمية.
وفي 2007 تعاقدت مع نادي فرانكوفيل الفرنسي وهو العام نفسه الذي حققت فيه أفضل رقم شخصي وذلك في التصفيات المؤهلة لأولمبياد بكين 2008 بتوقيت قدره تسع دقائق و51 ثانية.
وأضافت أن التألق في رياضة ألعاب القوى يتطلب توفر إمكانيات مادية كبيرة للمشاركة بالملتقيات الدولية والتربصات الإعدادية، وقالت إن "تونس تعج بالأبطال ولا تنقصهم سوى الإمكانيات المادية والتشجيعات لإحراز الميداليات".
وبخصوص أهدافها المقبلة قالت الغريبي -في أعقاب الاستقبال الذي حظيت به ظهر الأحد بمطار قرطاج- إن الميدالية الذهبية الأولمبية في أولمبياد 2016 أمل ستظل تسعى لتحقيقه رغم أن المهمة -حسب قولها- لن تكون سهلة بالنظر لوجود أسماء عديدة لامعة على الساحة.
وصرحت وسط المئات من الجماهير التي هبت لاستقبالها بأن التتويج العالمي بالميدالية الذهبية يتجاوز كونه إنجازا شخصيا ليشمل الرياضة التونسية والعربية.

طموحات أولمبية
بدوره اعتبر محمد المرابط -المدير الفني الجهوي لاتحاد ألعاب القوى- أن المسيرة الذهبية لحبيبة الغريبي يعود الفضل فيها لنشاطها الرياضي بالوسط المدرسي ولكن انطلاقتها الحقيقية كانت سنة 2008 عندما اكتشفها الروماني كونستانتان نوريسكو الذي كان مدربا للمنتخب الجهوي فراهن عليها وصقل مواهبها، على حد قوله.
ويرى المرابط أن العداءة التونسية قادرة على مواصلة نجاحاتها من خلال إحراز الميدالية الذهبية الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016.
من جهته اعتبر عادل حفيظ -المدرب المساعد للغريبي- أن الميدالية الذهبية التي أحرزتها البطلة التونسية جاءت لتوكد أفضليتها على منافستها الكينية وجدارتها بالمراهنة على الذهب في أولمبياد 2016.
وقال للجزيرة نت إن هناك العديد من المواهب في ألعاب القوى بتونس ولكن نقص الإمكانيات المادية يظل عائقا أمام إشعاعهم.

تتويجات
يذكر أن الغريبي شاركت في أولمبياد بكين 2008 وأنهت السباق في المركز الثالث عشر ولكنها عوضت ذلك الإخفاق بعد أربع سنوات إذ أحرزت في أغسطس/آب 2012 الميدالية الفضية لسباق ثلاثة آلاف متر موانع بالألعاب الأولمبية 2012 لتنال شرف كونها أول رياضية تونسية تحقق هذا الإنجاز.
وحصلت في أغسطس/آب 2011 على الميدالية الفضية في السباق نفسه ضمن بطولة العالم في "ديغو" بكوريا الجنوبية، محققة أول ميدالية فضية تونسية في المسابقة.
وبلغت العداءة أوج تألقها في صيف 2015 ففي يوليو/تموز تمكنت من تحطيم الرقم القياسي العالمي في ملتقى موناكو ضمن منافسات الدوري الماسي.
وفي 26 أغسطس/آب هذا العام فازت بالميدالية الفضية لسباق ثلاثة آلاف متر موانع ضمن بطولة العالم لألعاب القوى "بيكين 2015″، قبل أن تضيف لسجلاتها الذهبية تتويجا جديدا يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري بفوزها بالميدالية الذهبية لملتقى بروكسل للدوري الماسي.