سيدي بوزيد تقود ثورة كروية في تونس

مجدي بن حبيب-تونس
انعتاق كروي

غير أن المسيرة الموفقة لأولمبيك سيدي بوزيد لم تمثل مفاجأة لرئيس النادي عبد القادر العافي الذي يعتبر أن صعود فريقه إلى دوري الأضواء في يونيو/حزيران الماضي، مثل انعتاقا من القيود التي كانت تكبل قطاع الرياضة في الجهة والتي حرمت الشباب من مرافق التنمية والترفيه والرياضة.
وقال العافي للجزيرة نت إن الثورة التونسية سمحت بتوسيع طموحات شباب المنطقة، كما مثّل صعود النادي لأول مرة في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى نقلة نوعية في المجال الرياضي الذي كان يعاني التهميش في العهد السابق في ظل غياب فضاءات رياضية واقتصار مطالب الشباب على التشغيل.
وأضاف أن طموحات فريقه ارتفعت بعد البداية الموفقة ولم تعد تقتصر على مجرد ضمان البقاء مع أندية النخبة، وأوضح أن النادي يراهن على تكوين مجموعة قادرة في غضون سنوات قليلة على المنافسة على المراكز الأولى.
من جانبه، اعتبر لاعب وقائد الفريق أيمن بن عمر أن العروض القوية لأولمبيك سيدي بوزيد تعكس انعتاقا من قيود التهميش والإقصاء وندرة المرافق والملاعب التي ظل القطاع الرياضي يعاني منها طيلة العقود الماضية.
وحول علاقة ذلك بثورة الحرية والكرامة، قال بن عمر للجزيرة نت إن الثورة التونسية قدمت "شحنة كبيرة وحافزا إضافيا" لكرة القدم في المنطقة.

مؤشرات تغيير
وتأسس أولمبيك سيدي بوزيد عام 1959 ولكنه لم يدخل غمار المسابقات الرسمية إلا عام 1963، وظل حبيس الأقسام السفلى طيلة العقود الماضية، قبل أن يحقق الصعود للمرة الأولى في تاريخه إلى الدوري الممتاز.
وتداول على تدريب النادي عدد من المدربين الكبار على غرار فوزي البنزرتي مدرب منتخب تونس سابقا والنجم الساحلي حاليا.
وقال فوزي البنزرتي الذي قاد الفريق للارتقاء إلى دوري الدرجة الثانية منتصف الثمانينيات، إن "سيدي بوزيد كانت ولا تزال تزخر بالمواهب الكروية القادرة على الإشعاع، ولكنها لم تنل حظها من دعم السلطات التي كانت تمنح أندية الشمال والساحل فرصا أكبر للبروز والنجاح".
واعتبر البنزرتي أن "مسيرة الأولمبيك لحد الآن تحمل مؤشرات واعدة لتغيير الخارطة الكروية التي تعرف صعودا لافتا لأندية الجنوب بوجه عام، بعد أن مثلت الثورة شحنة معنوية كبيرة لقلب الموازين في ظل مراجعة السياسات الخاصة بالقطاع الرياضي والتي قطعت مع مبدأ الاختلال بين الجهات".