تألق لافت لرياضيي الاحتياجات الخاصة بتونس

مجدي بن حبيب-تونس
واستقطب الرياضيون التونسيون اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية على امتداد البطولة التي أسدل الستار على فعالياتها نهاية الشهر المنصرم.
واعتبرت الأوساط الرياضية المحلية أن حصيلة تونس من الميداليات تجاوزت كل التوقعات في مونديال الدوحة 2015، عندما أحرزت 15 ميدالية هي: 11 ذهبية وأربع فضيات وبرونزية واحدة.
وقال المدير الفني للاتحاد التونسي لرياضة المعوقين مروان الغالي للجزيرة نت إن سبعة رياضيين ضمنوا مشاركتهم في الألعاب البارأولمبية 2016، وأكد للجزيرة نت أن الاتحاد يهدف إلى تأهل 25 رياضيا على الأقل في ألعاب القوى خلال الأولمبياد الموازي الصائفة المقبلة.

نقص الدعم
من جانبه كشف رئيس الاتحاد التونسي لرياضة المعوقين محمد المزوغي أن الإنجازات الرياضية لتونس خلال السنوات الأخيرة اقتصرت على ألعاب القوى، رغم أن هذه الألعاب تشكو نقصا فادحا في الدعم من قبل السلطات.
ولا تحظى فئة الرياضيين المعوقين باهتمام كبير في تونس، بل إن معظم الاختصاصات الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة تشكو نقصا فادحا في الحوافز مقارنة بما يحصل عليه الأسوياء، وفقا للمزوغي.
وأوضح المزوغي أن الميزانية العامة التي تخصصها الحكومة لرياضة المعوقين تبلغ نحو 530 ألف دينار (265 ألف دولار)، وهي موزعة في جزء كبير منها على أجور المدربين ونفقات المشاركة في الدورات الإعدادية والمسابقات الرسمية.
وأشار إلى معاناة الرياضيين من هذه الفئة من انعدام مراكز لإقامتهم، بما أن معظمهم ينحدرون من الجهات الداخلية ويحتاجون إلى الإقامة في العاصمة.
ويحصل رياضيو النخبة المعوقون على أجور شهرية لا تتجاوز 700 دينار (350 دولارا)، كما أن تلك الأجور عادة ما يتم إنفاقها على التمارين والتربصات.
ويطالب هؤلاء بإبرام عقود أهداف مع وزارة الرياضة يحصلون بموجبها على أجور منتظمة تضاهي ما يحققونه من نتائج وما يحرزونه من ميداليات في التظاهرات الدولية.

تمييز وتجاهل
واعتبرت سمية بوسعيد -المشاركة في مونديال الدوحة 2015 للمعوقين- أن هذه الفئة من الرياضيين تعاني من تمييز كبير من قبل السلطات، وتشكو من تجاهل مستمر رغم الإنجازات التي يحققها هؤلاء.
وقالت سمية في حديث لوسائل الإعلام عقب عودة البعثة التونسية من الدوحة "نشعر بنقص كبير في معاملة السلطات لنا مقارنة ببقية الرياضيين، فسياسة التمييز هي الطاغية.. نطالب بإبرام عقود أهداف واضحة تضمن لنا حقوقنا المادية وتتماشى مع التضحيات التي نبذلها والإنجازات التي نحرزها".
وتوجت سمية بميداليتين إحداهما ذهبية والأخرى فضية، كما ضمنت المشاركة في النسخة القادمة من الألعاب البارأولمبية "ريو دي جانيرو 2016".
ويحصي الاتحاد التونسي لرياضة المعوقين أكثر من 2838 رياضيا: 1500 من الذكور و1338 من الإناث، وذلك في أربعة اختصاصاتوهي: ألعاب القوى وكرة الهدف للمكفوفين والبوتشيا وكرة القدم الخماسية.
ويبلغ عدد النوادي نحو 240 ناديا بينها 138 تنشط بصفة منتظمة، في حين تنشط البقية ضمن مراكز اجتماعية، وهي موزعة جغرافيا على ثماني رابطات جهوية.