ليستر سيتي.. من القاع إلى الصدارة

Leicester City's Leonardo Ulloa, center back, celebrates his goal with his teammates during the English Premier League soccer match between Newcastle United and Leicester City at St James' Park, Newcastle, England, Saturday, Nov. 21, 2015. (AP Photo/Scott Heppell)
ليستر ينفرد بمقدمة الترتيب وحقق فوزه الرابع على التوالي (أسوشيتد برس)

من فريق مهدد بالهبوط في نفس الفترة من العام الماضي إلى متربع على صدارة الدوري الإنجليزي، هذا هو حال ليستر سيتي الذي تفوق على أعرق الفرق من أمثال مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشلسي وأرسنال وليفربول.

يحافظ ليستر سيتي على أدائه المتميز ونسقه العالي منذ انطلاقة الموسم، ليستحق عن جدارة تصدر الدوري الإنجليزي.

تعتبر ليستر المدينة الـ16 من حيث عدد السكان في إنجلترا، لكن باستثناء الحارس الأسطوري غوردون بانكس والهداف غاري لينيكر وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة، لم تنجب المدينة فريق كرة قدم عتيدا، حيث ظل الفريق الأزرق يتأرجح بين الدرجتين الأولى والثانية منذ تأسيسه عام 1884.

أفلت ليستر العام الماضي من الهبوط وتخلى عنه مدربه المثير للجدل نايغل بيرسون، لكنه اليوم وبعد 13 مرحلة على انطلاق الدوري ينفرد بمقدمة الترتيب ويحقق فوزه الرابع على التوالي 3-صفر على نيوكاسل.

‪فاردي‬ فاردي (يمين) ومحرز تألقا مع ليستر ولهما الفضل في تسجيل أكبر عدد من الأهداف (رويترز)
‪فاردي‬ فاردي (يمين) ومحرز تألقا مع ليستر ولهما الفضل في تسجيل أكبر عدد من الأهداف (رويترز)

أسرار النجاح
ولعل السر في هذا التفوق يعود بالأساس إلى تألق نجم مهاجميه جيمي فاردي والجزائري الدولي رياض محرز ومدربه المدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري.

قدم ليستر إلى الجماهير الثنائي فاردي-محرز، فالجزائري الدولي يلعب دور الهداف (7) والممرر (6) من خلال مراوغاته التي تفوقت هذا الموسم على أمثال البلجيكي إدين هازار (تشلسي) والتشيلي ألكسيس سانشيز (أرسنال).

كما يتمتع لاعبو ليستر برفاهية الاطمئنان بفضل صلابة دفاعهم الذي سجل أعلى رقم من ناحية التحركات الدفاعية (قطع الكرات والتدخلات والتشتيت) بمجموع 703 تحركات.

وبفضل المتألقين فاردي ومحرز يعد ليستر أكثر الفرق تسجيلا للأهداف.

كما يدرك ليستر سيتي كيف يخلق فرصا للعب، وهذا من عوامل نجاحه هذا الموسم. وفي هذا الصدد لا يقتصر خلق الفرص والتمريرات على محرز فحسب، بل أيضا على الثنائي داني درينكولتر ومارك ألبرينتون اللذين يملكان في رصيدهما ست تمريرات حاسمة.

‪قدوم رانييري لم يكن يشجع بالخير لمشجعي ليستر‬ (رويترز)
‪قدوم رانييري لم يكن يشجع بالخير لمشجعي ليستر‬ (رويترز)

هل يصمد؟
لم يكن قدوم المدرب الإيطالي رانييري يبشر بالخير لمشجعي "الذئاب"، فقد أقيل بعد فترة قصيرة من تسلمه مهام تدريب منتخب اليونان وبعد خسارة مذلة أمام جزر فارو، لكن الإيطالي العائد إلى البريميرليغ بعد 11 عاما إثر مروره في تشلسي (2000-2004)، وجد التوازن واحترم طريقة لعب الفريق التقليدية التي تعتمد على القوة البدنية والانجراف نحو مرمى الخصم، مما جعله صاحب أقوى هجوم في الدوري (28 هدفا).

بدا رانييري واقعيا عندما تحدث عن نجاح حقيقي في أبريل/نيسان القادم وليس قبل انتهاء دور الذهاب، ولذلك ستظهر الأسابيع القليلة المقبلة حقيقة معدن الفريق هذا الموسم، لأن مرمى الحارس الدانماركي كاسبر شمايكل -نجل حارس يونايتد الأسطوري بيتر- سيتعرض لامتحانات جيدة أمام يونايتد السبت المقبل، ثم تشلسي (14 ديسمبر/كانون الأول)، وإيفرتون (19 ديسمبر/كانون الأول)، وليفربول ومانشستر سيتي يومي 26 و29 على التوالي من الشهر ذاته.

بعد هذه السلسلة سيتبين المعدن الحقيقي لفريق خطف الأضواء في إحدى أبرز البطولات الكبرى ولا يزال يحلم بلقبه الأول، أم أن الحقيقة المرة قد تعيده إلى أرض الواقع.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

إعلان