ألف طفل بسباق "نركض نحو الأمل" بغزة

سباق اختراق الضاحية في غزة تحت شعار نركض نحو الأمل)
سباق "نركض نحو الأمل" كان فرصة لاكتشاف عدد من المواهب (الجزيرة نت)

محمد عمران-غزة

تختصر كلمات الطفل مجد لحظة قطعه شريط النهاية بسباق اختراق الضاحية الذي نظم في غزة بعنوان "نركض نحو الأمل"، إحساسه بانتصار بلدته بيت لاهيا، التي تجرع أهلها صنوفاً من المعاناة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

فبعد أن أمسك ببطاقة الفائز الأول بفئة البراعم تحدث عن تحدي بيت لاهيا للدمار الذي لحق بها عبر قدرة أبنائها على الفوز، رغم غياب أدنى مقومات النجاح المادي، لكنه "الأمل بغد أفضل، هو الذي يزيد من الإرادة والإصرار على النجاح"، يضيف مجد وهو يبكي من شدة فرحته.

بيد أن الفائز بالمركز الأول بفئة الشباب إبراهيم البودي، تجاوزت فكرة الأمل لديه الانتصار على الاحتلال، لتمتد إلى تمثيل فلسطين في المحافل الدولية ضمن مسابقات ألعاب القوى، خصوصاً وأن إغلاق معبر رفح حال دون سفره للمشاركة بالفعاليات الرياضية الخارجية.

وقال البودي للجزيرة نت إنه يريد التأكيد على قدرة أطفال غزة وشبابها على الفوز والنجاح رغم واقعهم الصعب، مضيفاً أنه كبقية أقرانه لا يبحثون سوى عن الحياة الآمنة ويصرون على امتلاك الشعور بالأمل، الذي يحاول الاحتلال حرمانهم إياه.

السباق شهد مشاركة واسعة (الجزيرة نت)
السباق شهد مشاركة واسعة (الجزيرة نت)

ويمثل السباق -الذي شارك فيه نحو ألف من طلبة المدراس- جزءاً من فعاليات مشروع الدعم النفسي من خلال الرياضة واللعب الذي ينفذه مكتب فلسطين بالإغاثة الإسلامية، بهدف التخفيف من الضغوط النفسية لطلبة المدارس جراء الحروب المتتالية على غزة، بحسب منسقة المشروع علا أبو حسب الله.

وأكدت المنسقة أن الرياضة وسيلة مهمة وأساسية في التعامل مع التداعيات النفسية للحروب، خصوصاً إذا ما استثمرت حصة الرياضة بالمدراس في إطار دليل عمل تربوي ونفسي متكامل.

وقالت للجزيرة نت إن اختيار الأمل ليكون عنواناً لسباق غزة يجسد طبيعة الشعب الفلسطيني الذي ينظر للمستقبل دوماً رغم آلامه، وأشارت إلى أن أطفال غزة يبعثون رسالة البحث عن الحرية والأمان للعالم أجمع.

ذات الرسالة وغيرها من معاني الأمل والسلام والصمود، تحملها العبارات التي كتبت على اللافتات في موقع انطلاق السباق ومنصة تكريم الفائزين بميناء غزة للصيادين، بينما اختزلت ابتسامات الأطفال خلفها معاناة يحاولون تجاوزها عبر الركض تارة أو التصفيق على أنغام الأغاني الوطنية تارة أخرى.

ورغم الأهداف النفسية والتربوية والوطنية للسباق المنظم بالتزامن مع يوم الطفل العالمي الذي يوافق الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أنه يحمل أبعاداً رياضية تتعلق باكتشاف المواهب لدى الأطفال، وفق عضو الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى أحمد عبد الهادي.

وبيّن عبد الهادي أن تنظيم المسابقات الرياضية يعد فرصة مواتية لاكتشاف قدرات الأطفال ومواهبهم ومحاولة تطويرها، ثم دمجها بالمنتخب الوطني في ما بعد، لافتاً إلى أن صعوبة الحياة في غزة لم تكن يوماً عائقاً أمام شبابها للفوز بمراكز متقدمة في المسابقات الخارجية التي ينجح البعض بالمشاركة فيها.

المصدر : الجزيرة