مغربيات يقتحمن عالم احتراف الكرة بالدوريات الأوروبية

يبدو أن الرغبة الجامحة للرجال في ممارسة كرة القدم واحترافها بالدوريات الأوروبية أملا في تحسين المستوى وتأمين المستقبل، توازيها رغبة مماثلة من مجموعة من اللاعبات المغربيات، اللواتي قررن العبور إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لممارسة لعبتهن المفضلة.
وتنشط مجموعة من اللاعبات المغربيات بالدوريات الإسبانية والفرنسية والألمانية، منهن من تلعب في برشلونة وفالنسيا ومالقة وبامبلونا وتولوز وغرونوبل، في تكريس راسخ لفرضية أن الاحتراف الكروي لا يقتصر على الذكور بعدما اقتحمت النساء مجالا ظل بعيدا عنهن.

تمرد على الواقع
الأوضاع التي تعيشها كرة القدم النسوية في المغرب دفعت الكثير من اللاعبات إلى البحث عن آفاق أرحب بالدوريات الأوروبية من أجل تطوير المؤهلات التقنية والبدنية وتأمين المستقبل تحسبا لما قد تخبئه الأيام المقبلة.
الرغبة في الاقتران بالفرق الأوروبية طموح تتقاسمه حتى المغربيات اللائي ولدن بدول القارة العجوز، وهو ما تكرسه لاعبة المنتخب المغربي نسرين الداودي، التي عددت الفوارق بين الفرق المغربية ونظيراتها بالبطولات الأوروبية.
وترى لاعبة فريق تولوز الفرنسي أن هناك حيفا كبيرا في التعامل مع الوضع الكروي النسوي بالمغرب مقارنة بأوروبا، موضحة أنه لا مجال للمقارنة بعد الذي أدركته خلال لقائها بلاعبات منتخب المغرب خلال المعسكرات الإعدادية.
وقالت الداودي للجزيرة نت "التعويضات المالية بالمغرب هزيلة، والاهتمام لا يرقى إلى المستوى المطلوب، هنا بفرنسا الرواتب الشهرية تتراوح بين 1800 و12 ألف دولار شهريا، فضلا عن منح المباريات".
وأضافت "الأوضاع هنا بأوروبا مختلفة تماما عن الدوري المغربي، الاستعداد يكون بشكل احترافي بوجود أطقم فنية وطبية ومعدين بدنيين ومختصين نفسيين عكس الفرق المغربية، التي تعاني الخصاص في مجموعة من المناصب المهمة في المنظومة الكروية للفرق".

الفوارق الفنية
وأكدت المحترفة المغربية بفريق بامبلونا الإسباني رجاء الغزالي أن الفرق كبير من حيث المستوى الفني بين الدوري المغربي ونظيره الإسباني، بحكم أنها لعبت للجيش الملكي والجمعية السلاوية وشباب تابريكت قبل الاحتراف بإسبانيا.
وقالت رجاء التي لعبت لفرق مالقة ومونتيكادا ونافارا وحملت قميص المنتخب المغربي، إنه داخل إسبانيا هناك فرق كبير بين النوادي المكونة للبطولة.
وكشفت للجزيرة نت أن" فرقا معينة في الدوري الإسباني هي التي تخصص رواتب شهرية للاعبات، ويتعلق الأمر ببرشلونة وبلباو وأتلتيكو مدريد، في وقت تلعب باقي الفرق ورقة المنح".
وأضافت "قضيت أكثر من أربع سنوات من الممارسة بالدوري الإسباني، وهناك فرق كبير من حيث المستوى مقارنة مع المغرب، بإسبانيا تنشط العديد من اللاعبات المغربيات، منهن من ولدت بإسبانيا ومنهن من قررت الاحتراف بها رغبة في تحسين المستوى وتأمين المستقبل تحسبا لأي تقلبات واردة".
وأبرزت رجاء أنها اللاعبة العربية الوحيدة بإقليم الباسك الإسباني الذي يضم فريق بلباو، في وقت أكدت فيه وجود مجموعة من المغربيات اللواتي يلعبن بفرق بأقاليم إسبانية أخرى كليلى الوهابي بفالنسيا، والتي سبق لها اللعب لبرشلونة.
من جهته، اعتبر الإعلامي الرياضي براهيم شخمان التوجه نحو الاحتراف بالدوريات الأوروبية ضرورة ملحة فرضتها الوضعية المزرية التي تعيشها كرة القدم النسوية بالمغرب، مشددا في السياق ذاته على كون الخطوة تخدم مصالح اللعبة والمنتخب المغربي.
وقال للجزيرة نت "الاهتمام الذي توليه الأندية الأوروبية للاعبات كرة القدم سيخدم حتما المنظومة الكروية النسوية بالمغرب بالنظر إلى قيمة الاستفادة التقنية والبدنية للاعبات من التدريب، عكس اللاعبات بالمغرب اللائي يعشن بين مطرقة مشاكل البطولة وسندان عدم الاهتمام بالشكل المطلوب".
وختم بأن "الاحتراف الكروي لم يعد حكرا على اللاعبين بعدما اقتحمت اللاعبات المغربيات البطولات الأوروبية بحثا عن الإضافة المفقودة بالمغرب نتيجة التهميش".