"يورو 2016" ينعش فضاءات الترفيه الرمضانية بتونس

مجدي بن حبيب-تونس
بمجرد تناول وجبة الإفطار، قصد الشاب عمر كمون إحدى مقاهي العاصمة تونس، وهناك التقى ثلة من رفقائه لمتابعة مباراة منتخبه المفضل ألمانيا أمام بولونيا ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة لكأس أمم أوروبا 2016.
ولع عمر بالكرة الأوروبية وعشقه منتخب "المانشافت" ما انفك يكبر بمرور السنوات، ليجد الشاب نفسه مدمنا على مشاهدة المباريات والتفاعل مع عروض "الماكينات الألمانية" في المقاهي والفضاءات الترفيهية التي تعيش منذ العاشر من يونيو/حزيران الجاري على وقع "اليورو" وتوفر لمرتاديها فرجة مميزة في أجواء مناسبة.
واعتاد عمر وعدد من أصدقائه أن يحجزوا أماكنهم أمام شاشة تلفاز عملاقة في ساحة المقهى الكبيرة، لمشاهدة مباريات "يورو 2016" التي استهوت الكثيرين من عشاق كرة القدم بتونس، ووجدت في المقاهي وأماكن الترفيه الفضاء الأمثل لها ومجالا لإنعاش تلك الفضاءات وبث الحركة فيها.

فضاءات خاصة باليورو
ويشعر الشاب بمتعة كبيرة وهو يتابع باهتمام بالغ مواجهات منتخب ألمانيا، فقد اعتاد منذ سنوات على ارتياد المقاهي والفضاءات العامة للمشاهدة الجماعية مع رفقائه.
وعلى غرار عمر، لم يمنع تزامن "يورو 2016" مع الأيام الأولى لشهر رمضان من توافد المئات من المولعين بالكرة الأوروبية على المقاهي وفضاءات الترفيه التي أعدت فضاءات خاصة لروادها لمتابعة "اليورو" في أجواء أشبه بتلك التي تشهدها المدرجات.
ودأبت هذه الفضاءات على تجهيز شاشات عملاقة، وتأمين عروض خاصة لمباريات كبرى مسابقات كرة القدم على غرار كأس العالم وكأس أوروبا وكأس أفريقيا ودوري أبطال أوروبا بعد أن وجد أصحابها فرصة لمضاعفة أرباحهم وزيادة عدد زبائنهم.
ويجتمع عادة عمر وعدد من مناصري منتخب ألمانيا لمتابعة مبارياته ضمن "اليورو" في المقاهي، إذ تختلف أجواء الفرجة، ويتمكن الجميع من تبادل الآراء والحديث عن الكرة الأوروبية، بحسب مالك المسعودي أحد أفراد المجموعة التي اتخذت من "المقهى الكبير" وسط العاصمة مكانا للقاء اليومي.
بدوره، يرى بلحسن العريبي أن امتلاكه اشتراكا لقنوات "بين سبورت" لم يمنعه من متابعة المباريات في الفضاءات العامة لأن الفرجة الجماعية لها نكهتها الخاصة وطابعها الفريد.
وتختلف انتماءات متابعي "اليورو" وأهواؤهم، لكن منتخب ألمانيا يتمتع بشعبية جارفة بين عشاق الكرة بتونس، بينما يناصر عدد من التونسيين منتخب إيطاليا، على غرار الشاب قيس نصري الذي لم يمنعه عمله الليلي من إدمان ارتياد المقهى ومشاهدة منتخب "الأزوري".

أرباح إضافية
وتكتسي متابعة مباريات "اليورو" داخل المقاهي أهمية بالغة بالنسبة لعدد من المولعين بالكرة الأوروبية على غرار مصطفى عرفاوي الذي لا يملك اشتراكا لفك القنوات التلفزيونية المشفرة، وهو ما جعله يرتاد إحدى مقاهي العاصمة يوميا للتمتع بالعروض الكروية.
ويرى مصطفى أن ظاهرة ارتياد المقاهي لمتابعة الكرة استفحلت منذ أن أصبحت بعض القنوات تملك الحقوق الحصرية لنقل المسابقات الكبرى في كرة القدم.
بدوره، يرى أنيس بوعروة أن المشاهدة بصحبة الأصدقاء تجمع بين الترفيه والتمتع بسحر الكرة الأوروبية في الآن نفسه.
ويلتقي أنيس يوميا أصدقاءه داخل أحد الفضاءات لمتابعة المباريات والحديث عن الكرة الأوروبية التي تسيطر على اهتمام فئة كبيرة من الشباب بتونس.
وتمثل المسابقات الرياضية مثل المونديال وكأس أوروبا فرصة حقيقية للمقاهي ومحلات الترفيه لإنعاش إيراداتها ومضاعفة أرباحها بفضل تزايد الإقبال عليها بحسب عماد قيزة النادل بأحد المقاهي الكبرى بالعاصمة تونس.
ويؤكد هشام الدريدي أن المقهى الذي يعمل به خصص شاشات عملاقة وأعد فضاءات واسعة ليؤمن فرجة مميزة على مباريات "اليورو"، مما أسهم في زيادة عدد العاملين في هذه المقاهي وأنعش مداخيلها.
ووصل ولع بعض جماهير الكرة بكأس أمم أوروبا إلى حد حجز أماكنهم مبكرا بالمقاهي والمحلات العامة من أجل التمتع بسحر الكرة الأوروبية رغم تزامن نهائيات فرنسا مع شهر الصيام.