شركة سعودية لتسويق مواهب تونس الكروية إلى أوروبا

مطيع قراش.jpg
مطيع قراش (يمين) لاعب لوليتانو البرتغالي (الجزيرة)
مجدي بن حبيب-تونس
دخلت سياسة تسويق لاعبي كرة القدم بتونس إلى أوروبا تجربة جديدة تقوم أساسا على شركات الاستثمار في المجال الرياضي، التي تتولى تكوين اللاعبين الشبان وصقل مواهبهم بهدف تأمين انتقالهم إلى الأندية الأوروبية وتوفير أفضل فرص النجاح أمامهم.

ويمثل مشروع "نجوم الملاعب" الذي تم إطلاقه مؤخرا في تونس من قبل شركة سعودية نموذجا خاصا في تسويق اللاعبين، إذ يعتمد على انتقاء نخبة من المواهب الكروية الشابة ثم تأطيرها في مراكز تكوين تحت إشراف عدد من المدربين والخبراء والوكلاء، قبل التكفل بانتقالهم نحو أندية أوروبية تناسب طاقاتهم وإمكاناتهم.

وتستهدف الشركة التي يملكها الرئيس السابق لنادي الوحدة السعودي عبد المعطي الكعكي ومقرها مكة المكرمة، اللاعبين الذين لم يحالفهم النجاح مع أنديتهم التونسية لأسباب مختلفة، ثم تتولى إعادة تكوينهم لمدة محدودة قبل الشروع في توزيعهم على عدد من الأندية الأوروبية حسب اتفاق مسبق مع تلك الأندية.

 خليل عبيد: الهدف الأساسي للمشروع في تونس هو فتح أبواب النجاح أمام اللاعبين الشباب (الجزيرة)
 خليل عبيد: الهدف الأساسي للمشروع في تونس هو فتح أبواب النجاح أمام اللاعبين الشباب (الجزيرة)

استقطاب الشبان المهمشين
يقول مدير مشروع نجوم الملاعب في تونس خليل عبيد إن الشركة رياضية واستثمارية في الآن نفسه، وتملك فروعا في أوروبا وفي 25 دولة أفريقية آخرها تونس، ويتولى عدد من المدربين والخبراء انتقاء اللاعبين بهدف فتح آفاق النجاح أمامهم من جديد بعد تعثر خطواتهم داخل أنديتهم الأصلية.

ويضيف للجزيرة نت أن "الهدف الأساسي للمشروع في تونس هو فتح أبواب النجاح أمام اللاعبين الشبان الذين لم يحظوا بفرصة النجاح ضمن أنديتهم، أو الذين ينحدرون من مناطق مهمشة اجتماعيا ورياضيا".

ونفى عبيد التصادم في علاقة الأندية بالشركة قائلا إن "مهمتنا لا تتضارب مع مصالح النوادي، فالشركة تعمل على مساعدتها (الأندية) على الاستثمار وتسويق لاعبيها من أجل ضمان عقود احترافية هامة تعود بالنفع عليها، ونحن نملك دور الوسيط الفاعل في ذلك".

وبدأ "نجوم الملاعب" في استكشاف عدد من اللاعبين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما سواء في الأندية أو في الأحياء عبر إخضاعهم لفترات تكوين واختبار، ثم إمضاء اتفاقيات مع أنديتهم بهدف التكفل بتأطيرهم وفق برامج خاصة، ثم تأمين انتقالهم نحو بعض الأندية الأوروبية.

وساهم المشروع الذي يتولى إدارة أعماله بأوروبا التونسي ياسر بن حميدة في تسويق لاعبيْن بالدوري البرتغالي الثاني كمرحلة أولى، وهما حمزة الجويني بنادي فاطمة، ومطيع قراش بنادي لوليتانو ديبورتيفو.

التونسي مطيع قراش لاعب نادي لوليتانو البرتغالي(الجزيرة)
التونسي مطيع قراش لاعب نادي لوليتانو البرتغالي(الجزيرة)

تجربة واعدة
ويعد قراش (21 عاما) من أوائل اللاعبين المتعاقدين مع مشروع "نجوم الملاعب" وذلك في العام 2015 قبل تسويقه إلى أحد الأندية بالبرتغال.

وقال قراش للجزيرة نت إن "مسيرتي الكروية انطلقت بنادي الترجي منذ صنف البراعم قبل الانتقال إلى النادي الأفريقي عام 2012، ولكني تعرضت لعراقيل منعتني من الصعود إلى الفريق الأول، وهذه ظاهرة يعاني منها أغلب اللاعبين الشبان بتونس".

وتابع اللاعب الذي انتقل إلى نادي لوليتانو (الدرجة الثانية بالبرتغال) في العام الماضي "كنت أول اللاعبين الذين فتحت لهم الشركة أبواب الدوري البرتغالي، حيث اكتشفني مدير الشركة ياسر بن حميدة وتكفل بانتقالي إلى البرتغال وتعاقدي مع فريق لوليتانو".

وكشف أن تجربة مشروع "نجوم الملاعب" واعدة وتضمن للاعبين الشبان فرصة حقيقية لتفجير مواهبهم وطاقاتهم وتأمين مسيرة كروية ناجحة، في ظل العراقيل التي تعترضهم والمظالم التي تواجههم في تونس.

من جانبه يرى الوكيل المعتمد لشركة "نجوم الملاعب" في تونس هشام منصري أن "هناك إشكالات كبيرة تعوق نجاح لاعبي الكرة بتونس عند انتقالهم إلى أندية أوروبية، ووجدنا أن معظم التعاقدات تمت بشكل متسرع ودون تأطير أو تكوين للاعبين في بداية مسيرتهم الاحترافية".

وقال منصري للجزيرة نت إن وكلاء الشركة يسعون لاستكشاف اللاعبين الشبان خلال مباريات الدوري وانتقائهم بعد موافقة أنديتهم، فضلا عن أن الشركة ستعمل على إنشاء أكاديميات خاصة بالأحياء الشعبية مثل "حي التضامن" و"حي الملاسين" (غرب العاصمة) لتكوين المواهب وتنمية قدراتها وخصالها.

المصدر : الجزيرة

إعلان