اليونان شاهدة على تردي أحوال الرياضيين السوريين

الرياضي شيخوني مع المدرب الدولي عبد الغفور محمد
حلم شيخوني (يسار) بالالتحاق بفريق يوناني بدا بعيدا، حيث يحتاج برنامج إعادة التوطين إلى وقت طويل (الجزيرة)

شادي الأيوبي-أثينا

غالب لاعبا كرة القدم السوريان جميل عبد الله وأحمد شيخوني اليأس من المستقبل وقررا مغادرة اليونان والعودة إلى تركيا، بعدما بذلا جهدا كبيرا لتأمين المبلغ الذي يطلبه المهربون لإتمام رحلة اللجوء إلى أوروبا.

وخرج جميل -لاعب منتخب سوريا للشباب- من بلاده منذ ثلاث سنوات إلى تركيا، حيث بقي فيها مدة عامين ونصف، لعب خلالها مع فريق البلديات وأسهم في تشكيل منتخب سوريا الحر لكرة القدم، وحاول اللعب مع فرق تركية، لكن عوائق كثيرة حالت دون ذلك.

وشكل رياضيون سوريون منتخب كرة قدم في مرسين ثم غازي عنتاب، ولم يستمر المشروع بسبب الخلافات والتمويل، ويقول الصديقان إن محاولات تجري حالياً لإعادة إحيائه من جديد.

تجربة مرة
وقرر جميل بعد ذلك السفر إلى اليونان حيث سهّل له أحد المهربين عبور بحر إيجة مع أخيه القاصر لقاء مبلغ رمزي. ومن جزيرة ميتيليني انتقل إلى منطقة إيذوميني الحدودية يوم 19 فبراير/شباط الماضي حيث بقي ثلاثة أشهر دون أن ينجح في عبور الحدود، لكن إغلاق الحدود شكل كارثة حطمت أحلامه، بحسب جميل.

وعاد من إيذوميني إلى أثينا حيث استضافه المدرب الدولي عبد الغفور محمد، لكن حلمه بالالتحاق بفريق يوناني بدا بعيدا، حيث يحتاج برنامج إعادة التوطين إلى وقت طويل جدا.

أحمد شيخوني: كيف يمكنك الذهاب يومياً للتدريب بينما الناس حولك يُقتلون؟ (الجزيرة)
أحمد شيخوني: كيف يمكنك الذهاب يومياً للتدريب بينما الناس حولك يُقتلون؟ (الجزيرة)

زميله أحمد مر بنفس التجربة المريرة مع اللجوء، فقد خرج من مدينة حماة بعد استعار عمليات القتل. ويصف تلك الفترة بأنها كانت صعبة وحرجة جداً، وأضاف "كيف يمكنك الذهاب يومياً للتدريب بينما الناس حولك يُقتلون؟".

وواجه أحمد صعوبات كبيرة كأغلب الرياضيين الذين خرجوا من سوريا، بينهم لاعبو منتخبات موجودون الآن في تركيا وأمورهم في غاية السوء.

ويقول الرياضيان إن الأشهر الثلاثة التي قضياها في مخيمات اللجوء باليونان دمرت مسيرتهما الرياضية، وأضافا أنه لم يكن متاحا لهما التدريب، كما أن الطعام المقدم في المخيمات متواضع ولا يناسب حاجات الرياضيين، إضافة إلى فقدان البطاقة الرياضية الدولية، هي أهم المعوقات في وجه الرياضيين السوريين الذين فروا من بلدهم.

ويوضح الصديقان أن كبار الرياضيين السوريين أصبحوا اليوم خارج البلاد، وخرج بعضهم بسبب ويلات الحرب، بينما خرج آخرون لمعارضتهم النظام.

الأكثر تضررا
ويوضح المدرب الدولي عبد الغفور محمد أن ثمانين رياضيا سوريا على الأقل مروا باليونان كلاجئين، ومنهم لاعبون وحكّام عالميون، وشباب وشابات حققوا عشرات البطولات المحلية والدولية في رياضات مختلفة، بينما هم يحققون اليوم نتائج جيدة في البلاد التي استقروا فيها.

ويقول للجزيرة نت إن الرياضيين كلهم كانوا في أوضاع بائسة، وإن أهم مشاكلهم كان شعورهم بحالة الهوان التي عاشوها خلال رحلتهم، وعدم امتلاكهم السيولة المالية.

‪عبد الغفور محمد: ثمانون رياضيا سوريا على الأقل مروا باليونان كلاجئين بينهم لاعبون وحكام عالميون‬ (الجزيرة)
‪عبد الغفور محمد: ثمانون رياضيا سوريا على الأقل مروا باليونان كلاجئين بينهم لاعبون وحكام عالميون‬ (الجزيرة)

ويوضح محمد أن أكثر الرياضيين تضررا بهذه الرحلة هم لاعبو كرة القدم الذين لا يصح انقطاعهم عن التمرين لأي فترة، بينما يمكن لرياضيي الألعاب القتالية استعادة لياقتهم بشكل أسرع، لافتاً إلى أن الحصول على أوراق الإقامة عائق مهم أمام الرياضيين.

ويؤكد المدرب الدولي عماد زين العابدين أن لاعبي المنتخب السوري للكاراتيه جميعهم خارج سوريا، وهم في أوروبا، ولا يزال الكثيرون منهم دون إقامات هناك.  كما مرت باليونان ودول الجوار مجموعة من أبطال السباحة وكمال الأجسام والكيك بوكسينغ.

ويشير زين العابدين للجزيرة نت أن الرياضيين السوريين تعرضوا للمآسي التي جرت على الشعب السوري، حيث قتل منهم مدربون كبار في رياضة الكاراتيه.

ويختم زين العابدين أن رياضيين آخرين موقوفون لدى النظام ويتعرضون للتعذيب، بينما يبقى آخرون مجهولي المصير.

المصدر : الجزيرة

إعلان