رغم الحروب الأهلية المتعاقبة منذ عام 1991 التي دمرت وخربت المرافق الرياضية وما صاحبها من ظروف أمنية متردية، عادت الحياة إلى كرة القدم في الصومال لتبعث بارقة أمل من جديد لشعب طالما عانى ويلات الفوضى والتناحر بين فرقاء البلد الواحد.
قاسم أحمد سهل-مقديشو
وسمح التحسن النسبي للأمن في السنوات الأخيرة بتنفيذ مبادرات لرفع كفاءة حكام كرة القدم الصومالية.
ودشن المسؤولون برامج ودورات تدريبية تزود الحكام بالخبرة التحكيمية الحديثة وبناء لياقتهم البدنية، كان آخرها دورة نظمت الأسبوع الماضي برعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي أول دورة تقام داخل الصومال منذ أكثر من 27 سنة، وفقا لرئيس لجنة الحكام في الاتحاد الوطني لكرة القدم عثمان جامع دراع.
وأشار دراع إلى أن 27 حكما ومساعد حكم شاركوا في الدورة التدريبية التي استمرت خمسة أيام في العاصمة الصومالية مقديشو تحت إشراف أحمد الشناوي، المحاضر الدولي والمسؤول في مكتب تطوير التحكيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
وحسب دراع عرف مجال التحكيم في كرة القدم الصومالية تطورا لافتا منذ 2009 بفضل دورات تدريبية سنوية اكتسب منها الحكام الصوماليون خبرة ومهارات ساهمت في قدرتهم على إدارة المباريات المحلية والإقليمية، مشيرا إلى إقامة ثلاث دورات تدريبية سابقة للحكام الصوماليين كلها نظمت خارج البلاد.
تحديات صعبة
كما لفت دراع في حديث مع الجزيرة نت إلى أن الحكام الصوماليين تمكنوا رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها بلادهم من إدارة مباريات في البطولات الإقليمية، معبرا عن ثقته بقدرة بعض الحكام الصوماليين على إدارة مباريات قارية ودولية إذا استمرت الدورات التدريبية التي يستفيدون منها.
وعبر الحكم أحمد عبد الله فارح من جانبه عن سعادته بالدورة التدريبية التي أقامها الاتحاد الدولي لكرة القدم الأسبوع الماضي بمقديشو وهي الأولى له، وقال في حديث للجزيرة نت إن الجميع استفاد مما عرض بالدورة.
وطالب من الاتحاد الوطني لكرة القدم العمل بما يلزم لتهيئة الظروف لاستمرارية إقامة الدورات التدريبية للحكام الصوماليين داخل بلدهم، وهو ما وعد رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم علي سعيد جوليد بتحقيقه.
يذكر أن هناك 460 حكما ومساعد حكم مسجلين لدى الاتحاد الوطني لكرة القدم على مستوى المناطق الصومالية، بينهم تسعة حكام دوليين.