حظر الشعارات في الملاعب بين الرفض والتأييد
مجدي بن حبيب-تونس
وشهدت الملاعب التونسية حوادث في هذا الخصوص أبرزها عندما رفع مهاجم منتخب تونس للاعبين المحليين سلامة القصداوي لافتة حملت عبارة "تونس حرة" في نهائي كأس أمم أفريقيا للمحليين بالسودان والتي توج بها نسور قرطاج وتزامنت مع الثورة أواخر عام 2010.
كما عرفت بعض ملاعب تونس أواخر العام 2012 إطلاق حملة "فداك يا رسول الله" التي جاءت تنديدا بالهجمة التي تشن ضد الإسلام عبر الفيلم المسيئ "براءة الإسلام".
واعتبر المتحدث الرسمي للاتحاد التونسي لكرة القدم نبيل الدبوسي أن حسم الفيفا موقفه النهائي من الشعارات السياسية والدينية وخصوصا في المسابقات الدولية الكبرى، وضع حدا للتداخل بين الرياضة والسياسة، مضيفا أن ملاعب الكرة لا بد أن تكون بمنأى عن التجاذبات السياسية.
وقال الدبوسي للجزيرة نت "لا بد أن تبقى كرة القدم بعيدة عن التوظيف السياسي وهذا ما تتضمنه المبادئ الأولمبية، والاتحاد التونسي يرفض أي شعارات تحمل توظيفات ذات نزعة سياسية وطائفية من شأنها أن تشرع للتفرقة وللعنصرية أو تمرر مضامين لحزب سياسي أو تيار ديني".
ترسخ العنصرية
بدوره، اعتبر الصحفي الرياضي بإذاعة الشباب زياد الخياري أن "استعمال الشعارات التي ترسخ العنصرية لا بد أن يواجه بعقوبات صارمة من قبل الفيفا، حتى تبقى كرة القدم بعيدة عن الصراعات السياسية ولا تفسح المجال لتوتر العلاقات بين الأندية والمنتخبات المتنافسة".
ومقابل المواقف المنددة، كان للخبير التونسي في القانون الرياضي كمال بن خليل رأي مغاير، إذ اعتبر أن الأمر لا يستدعي مثل هذه القرارات من الاتحاد الدولي للعبة طالما أنه شأن خاص.
وقال بن خليل للجزيرة نت إن "التعبير عن مواقف سياسية لا يستوجب التهديد بعقوبات ضد اللاعبين طالما أنه لا يشرع للكراهية، بل كان أولى بالفيفا أن يحارب ظاهرة العنصرية في أوروبا ضد اللاعبين العرب والمسلمين والإهانات التي يتعرض لها هؤلاء".
ورفع العديد من اللاعبين في مختلف أنحاء العالم شعارات ولافتات ذات مضامين سياسية أو دينية لعل أشهرها إشارة مهاجم الأهلي المصري أحمد عبد الظاهر الذي رفع شعار "رابعة" في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2013 مما كلفه عقوبة من ناديه ومن الاتحاد المصري للعبة اعتبرها البعض مجحفة.
غرامة وعقوبة
من جهته تعرض مهاجم طلائع الجيش المصري صلاح أمين إلى غرامة مالية وعقوبة الإيقاف عن كل المسابقات حتى نهاية الموسم الحالي بسبب رفعه إشارة مؤيدة لوزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي.
وفي أوروبا عوقب الإيطالي باولو دي كانيو بعد رفع يده وإلقاء التحية الفاشية إثر تسجيل هدف، كما أوقف اللاعب اليوناني جورجيوس كاتاديس مدى الحياة وحُرم من اللعب مع أي من المنتخبات اليونانية بعدما لوّح بالإشارة النازية أثناء مباراة في الدوري المحلي.
كما سبق للنجمين المصري محمد أبو تريكة والمالي فريديريك كانوتي أن أبديا تعاطفهما مع الشعب الفلسطيني عبر إظهار عبارة "تضامنا مع غزة" على قميص داخلي كان كلاهما يرتديه داخل الملعب.