تفاؤل بعودة الحياة لكرة القدم الصومالية

لاعب من فريق جاديدكا يحتفل بتسجبله هدفا في مرمى فريق جاديدكا في إحدى مباريات الدوري
undefined

قاسم أحمد سهل-مقديشو

رغم الحروب الأهلية المتعاقبة منذ عام 1991 التي دمرت وخربت المرافق الرياضية وما صاحبها من ظروف أمنية متردية، عادت الحياة إلى كرة القدم في الصومال لتبعث بارقة أمل من جديد لشعب طالما عانى ويلات الفوضى والتناحر بين فرقاء البلد الواحد.

غير أن دوري الموسم الحالي -الذي يتنافس فيه ثمانية فرق من العاصمة مقديشو- كان مختلفا عن الدوريات السابقة التي كانت تقام مبارياتها في ملاعب ترابية صغيرة، بينما تقام الآن في ملعب بنادر الذي يتسع لما يزيد بقليل على عشرة آلاف متفرج، بعد أن خضع لأعمال ترميم وزودت أرضيته بعشب اصطناعي لأول مرة منذ بنائه في الستينيات من القرن الماضي.

وحظيت معظم مباريات الدوري في نسخته الـ38 بحضور جماهيري كبير مقارنة بالمواسم الماضية، مما بعث الأمل على تطور كرة القدم الصومالية في السنوات القادمة بحسب دادر أمين علي لاعب وقائد نادي بنادر الرياضي أحد أقوى أندية الدرجة الأولى وصاحب المرتبة الثانية في ترتيب الدوري.

وعبر علي في حديثه للجزيرة نت -عقب مباراة فريقه ضد نادي داكادها مؤخرا- عن تفاؤله بارتقاء مستوى اللاعبين الصوماليين، والارتقاء بقدرتهم على مجاراة أقرانهم إقليميا ودوليا وتخطي صعوبات فرضتها الظروف الأمنية المتردية في الأعوام الماضية.

وأضاف أن اللاعب الصومالي تنقصه الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عند غيره من لاعبي العالم على مستوى التدريب والتمويل والتحفيز والمرافق، مشددا على أنه متيقن من تحقق كل هذه الأمنيات في السنوات القادمة إذا استمر الوضع الأمني في التحسن.

‪عادلي توقع تحسن وضع اللاعبين كلما تطورت ظروف الأمن والاقتصاد‬ (الجزيرة)
‪عادلي توقع تحسن وضع اللاعبين كلما تطورت ظروف الأمن والاقتصاد‬ (الجزيرة)

بداية جيدة
من جانبه، قال إبراهيم علي عادلي نائب مدير نادي دكادها الذي يعد من أبرز أندية الدرجة الأولى المشاركة في الدوري إن ناديهم الذي أسس في 1996 ممول من مصلحة الميناء الدولي بالعاصمة التي توفر حاليا راتبا يبلغ مائة دولار لكل لاعب، مع تحمل النفقات الأخرى المترتبة على تنقلاتهم أو تعرضهم للإصابة أو المرض.

ورغم استيائه من ضعف قيمة الراتب المخصص للاعبين، اعتبر عادلي انطلاق الدوري بداية جيدة مقارنة بالظروف القاسية التي مرّ بها اللاعبون في السنوات الماضية حين كانوا يحصلون على إكراميات فقط في اليوم الذي يلعبون فيه مباراة، متوقعا تحسن وضعهم كلما تطورت ظروف الأمن والاقتصاد في البلاد.

واعتبر عادلي في حديثه للجزيرة نت أن الدوري في هذا الموسم أفضل دوري منذ أكثر من عشرين عاما بفضل الاتحاد الوطني لكرة القدم الذي قام بترميم ملعب بنادر وتحسين أرضيته وفق المعايير الدولية. وذكر أن التحديات أمام الأندية تكمن في عدم توفر ملاعب للتدريب وعدم توفر فرصة لإقامة معسكرات في الخارج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد.

‪سعيد: 25 ناديا و750 لاعبا يمارسون‬  (الجزيرة)
‪سعيد: 25 ناديا و750 لاعبا يمارسون‬  (الجزيرة)

الأندية واللاعبون
ووفق رئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم علي سعيد جوليد، فإن مجموع أندية كرة القدم الصومالية تبلغ 25 (ثمانية من أندية الدرجة الأولى، وثمانية من الدرجة الثانية وتسعة من الدرجة الثالثة)، أما اللاعبون فقدر عددهم بـ750.

وبخصوص المسابقات التي ينظمها الاتحاد فهي: الدوري والكأس وكأس سوبر بين بطل الدوري وحامل الكأس.

وعن انتماء جميع الأندية المنافسة في البطولات المختلفة إلى العاصمة مقديشو، فسر سعيد ذلك بأن ضعف المرافق الرياضية والإمكانيات وتعذر تسهيلات التنقل في المناطق الأخرى تقف عائقا أمام انخراط فرق تلك المناطق في منافسة الدوري والكأس في الوقت الحالي.

وهو أمر لم يكن ممكنا سابقا بحسب سعيد الذي قال إن رواتب اللاعبين تتراوح ما بين مائة ومائتي دولار. كما ذكر أن ميزانية الاتحاد التي تقدر بـ250 ألف دولار شهريا يتكفل بها الاتحاد الدولي لكرة القدم. ولخص العقبات أمام تطوير الكرة في عدم وجود ملاعب كافية ومدربين أكفاء وغياب تمويل حقيقي للنوادي.  

المصدر : الجزيرة