أكاديمية لتدريب كرة القدم النسوية بلبنان

الأكاديمية وزعت المتدربات على عدد من الفرق تتناسب وأعمار المشتركات
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

أصبح بإمكان الفتيات الراغبات بتعلم فنون وأصول كرة القدم النسوية في لبنان اغتنام الفرصة المتاحة اليوم لدخول عالم اللعبة الأشهر عالميا، من خلال بوابة الالتحاق بأول أكاديمية خاصة بذلك في لبنان.

فأكاديمية كرة القدم للفتيات -والتي تعد الأولى في المنطقة- أصبحت تتيح لكل فتاة بلغت الثامنة من العمر أو أكثر، مجال التدرب بقصد إتقان اللعبة التي تعد ذكورية بامتياز.

وبحسب القائمين على الأكاديمية -التي تأسست إداريا عام 2011 وانطلقت رياضيا وفعليا 2012 -فإن الفكرة ما تزال في مراحلها الأولى، وتلقى رواجا تدريجيا بين الأهالي والمنتسبات، فضلا عن عموم المجتمع، مع الاعتراف بوجود بعض التحديات.

رغبة وإقبال
ويقول وليد عرقجي -مؤسس الأكاديمية وهو لاعب ومدرب كرة قدم سابق للأشبال (ذكور وإناث) في فرنسا- إن فكرة الأكاديمية جاءت بالتنسيق مع لاعبة منتخب لبنان النسوي ناديا عساف، بعد تحسس وجود رغبة وإقبال وطلب من لدن الكثير من الفتيات في تعلم هذه الرياضة.

وقال عرقجي -للجزيرة نت- إن بداية التسجيل في الأكاديمية كانت متواضعة بسبب حداثة الفكرة، لكن بعد رواجها تجاوز عدد منتسباتها 45 لاعبة من مختلف الأعمار، وتوزعن على عدة فرق يدرسن ويتعلمن ويتدربن على فنون اللعبة.

وتقسم الأكاديمية الطالبات الملتحقات إلى أربع فئات حسب أعمارهن، فهناك فئة من هن دون التاسعة، وفئة من هن بين تسعة و13 عاما، وفئة من هن بين 13 و18 عاما، وفئة أخيرة لمن تتجاوز أعمارهن 18 عاما.

‪المشتركة في الأكاديمية تدفع رسما للالتحاق يوازي حاجتها ومدى رغبتها بالاستمرار‬ (الجزيرة)
‪المشتركة في الأكاديمية تدفع رسما للالتحاق يوازي حاجتها ومدى رغبتها بالاستمرار‬ (الجزيرة)

تحديات
وعن أبرز التحديات التي تواجه الفكرة، قال عرقجي إنها تتمثل بقلة ملاعب التدريب وارتفاع قيمة استئجارها، فالأكاديمية لا تمتلك ملعبا خاصا بها حتى اللحظة، وليست لديها موارد تمكنها من الترويج لفكرتها دعائيا.

ولفت عرقجي إلى أن الهدف الرئيسي للأكاديمية هو تشجيع هذه الرياضة بين صفوف الراغبات، ممن لم يجدن في السابق مجالا للتدريب، أو حتى ممن لم يلمسن الكرة بتاتا، مشيرا إلى وجود متدربات ولاعبات أصبحن يمثلن الأكاديمية في المسابقات الداخلية للدوري النسوي اللبناني ضمن فريق مسجل رسميا لدى اتحاد الكرة.

وأشار لعدم ممانعة الأكاديمية البتة  في ارتداء الحجاب للفتيات الراغبات بالتدريب أو الالتحاق بفريق الأكاديمية الرسمي ضمن الدوري اللبناني، مشيرا لوجود لاعبات محجبات هن أساسيات بفريق الأكاديمية المشارك بالدوري اللبناني.

وتدفع المشتركة في الأكاديمية رسما للالتحاق يوازي حاجتها ومدى رغبتها بالاستمرار (50 دولارا لمن هي دون 15 عاما و150 دولارا لمن هي فوق ذلك شهريا)، وتتيح الأكاديمية الفرصة للمتميزات للالتحاق بمنتخب البلاد النسوي للكرة.

برنامج للتدريب
وتعتمد الأكاديمية برنامجا للتدريب يقوم على ثلاث حصص يومية في الأسبوع، بمعدل ساعتين لكل حصة، ويتولى التدريب مدربون ولاعبون محترفون سابقون بعدة نواد لبنانية، إضافة لمؤسسي الأكاديمية وليد عرقجي وناديا عساف.

وتمكن فريق الأكاديمية -فوق سن 18 عاما- العام الماضي  من إحراز المرتبة الثانية في بطولة كرة القدم الرسمية المخصصة للفتيات، وهو ما سيمكنهن من الذهاب إلى النرويج للمشاركة في المسابقة التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هناك.

من جهته، يرى مدرب وقائد منتخب لبنان السابق -حسن أيوب- أن فكرة تدريب الفتيات على رياضة كرة القدم فكرة إيجابية يتعين دعمها وتشجيعها رغم كونها رياضة "ذكورية بامتياز" .

ولفت أيوب -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن نجاح الفكرة يعتمد على مدى الرغبة التي تتملك الفتاة لمتابعة التدريب، دون أن يكون الالتحاق مجرد هواية عابرة، مشيرا إلى أن الرجل والمرأة يمكنهما -بالتدرب-أن يتقنا فنون كرة القدم ويمتلكا الجمال والخفة واللمحات الفنية لهذه اللعبة.

فواز: من يرفضون الفكرة قد ينطلقون من أسباب مرتبطة بالدين والتربية المحافظة التي يرون أنها تمنع انخراط المرأة بمثل هذه الرياضة

ضعف الإقبال
وأقر أيوب -الذي يعمل أيضا محللا رياضيا في إحدى القنوات المحلية- بضعف الإقبال الجماهيري على متابعة مسابقات كرة القدم النسوية، مما يضعف الحماسة لها، إلى جانب ضعف الدعم العام من الدولة والقطاع الخاص لأندية كرة القدم بشكل عام.

وأكد وجود جملة من التحديات التي تواجه نمو وتطور هذه الرياضة، منها حاجتها للقدرات الجسدية ومتابعة حصص التدريب دون تغيب، وهو ما لا تتمكن المرأة منه -برأيه- بسبب العوامل البيولوجية، أو الزواج والحمل والحاجة للتفرغ لتربية الأولاد.

من جهته، يرى المذيع الرياضي في إذاعة الفجر -بلال فواز- أن هنالك من يؤيد الفكرة وهنالك من يعارضها داخل المجتمع، بالنظر لكونها لعبة خاصة بالرجل على نحو أصيل.

ويذهب فواز إلى أن الرافضين للفكرة قد ينطلقون -من جهة-من أسباب مرتبطة بالدين والتربية المحافظة، التي تمنع انخراط المرأة برياضة كهذه، أو لكون اللعبة خشنة وقاسية والإصابة فيها لا تتحملها بنية المرأة الجسدية من جهة أخرى.

وأكد أن من حق الجميع اختيار اللعبة التي يهواها، وإن كان يفضل رياضات تناسب جهد المرأة مثل تنس الطاولة أو الريشة، أو حتى كرة السلة التي تعتبر أقل خشونة.

المصدر : الجزيرة