قوة آسيوية لمكافحة التلاعب الكروي

من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
undefined

محمود العدم-كوالالمبور

استجابة للتوصيات التي أطلقها مؤتمر مكافحة التلاعب بنتائج المباريات الذي عقد في كوالالمبور في ماليزيا على مدار اليومين الماضيين، قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تشكيل قوة مهام خاصة داخلية هدفها مكافحة التلاعب في نتائج المباريات في قارة آسيا.

وقال أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أليكس سوساي خلال مؤتمر صحفي إن قوة المهام الخاصة ستعمل على التنسيق مع الأطراف المعنية من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة، داعيا الاتحادات الوطنية إلى توحيد جهودها في مكافحة التلاعب بنتائج المباريات والفساد الكروي. وقال "أطلب من الاتحادات توحيد جهودها لتعزيز مبادئ اللعب النظيف".

وستسعى القوة لتثقيف مسؤولي الاتحادات الوطنية الأعضاء بشأن طرق ومعايير مكافحة التلاعب بنتائج المباريات في بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كما ستعمل على تفعيل آليات خاصة لمكافحة هذه الظاهرة بما يتوازى مع الأهداف الموضوعة في النظام الأساسي، ومدونة قواعد السلوك وقانون الانضباط في الاتحاد.

جيلونغ: إن الفساد في الملاعب أصبح "وبائيا" ولا يمكن لأي جهة أن تواجهه بمفرده

جهود دولية
وخلال المؤتمر الدولي لمكافحة التلاعب بنتائج المباريات والذي عقد تحت شعار "الجانب القبيح لرياضة جميلة"، شدد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود الدولية "للمحافظة على سمعة كرة القدم وللوقوف بوجه هذه الظاهرة التي تشكل خطرا حقيقيا على قيم وأخلاق هذه اللعبة".

وشارك في المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتعاون مع الشرطة الدولية (إنتربول) والاتحاد الآسيوي لكرة القدم نحو مائتي مشارك يمثلون 43 دولة.

وفي جلسة الافتتاح قال القائم برئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم زانغ جيلونغ إن الفساد في الملاعب أصبح "وبائيا"، ولا يمكن لأي جهة أن تواجهه بمفردها، وأقر بأن التلاعب بنتائج المباريات أصبح يشكل خطرا حقيقيا على القيم الأخلاقية لكرة القدم، وأنها مشكلة معقدة جدا، وهناك ضرورة للقضاء عليها من أجل الحفاظ على قدسية هذه الرياضة.

وأكد المشاركون في المؤتمر على أن مكافحة التلاعب ليست محصورة في عمل أجهزة الشرطة، بل تحتاج لتضافر جهود جميع الأطراف المعنية بما فيها الجهود السياسية "لأن آثار هذه الجريمة تتعدى لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ما تتضمنه من جرائم القتل والإساءة والتهديد والدفع نحو الانتحار".

بدوره قال الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل في حديث للجزيرة نت إن "مشكلة التلاعب بنتائج المباريات قديمة قدم الرياضة، وما نريده هو وضع أليات للسيطرة عليها، وندعو الجمعيات والأندية والرياضيين والمدربين إلى فضح محاولات تحديد الفائز مسبقا وفي نفس الوقت علينا ردع المتلاعبين بالتحقيقات والمحاكمة التي تجعلهم قلقين من الاعتقال".

وأقر نوبل بوجود عقبات قانونية وثقافية تحول دون الحد من الجرائم الرياضية، مشيرا إلى أن "دولا ترفض السماح لمحققين أجانب بالتحقيق مع رعاياها المتورطين في جرائم مرتبطة بالألعاب الدولية".

مبادرات توعية
ويهدف المؤتمر إلى توضيح الأساليب التي تقوم بها مافيا المراهنات لنشر التلاعب الكروي، كما يرمي إلى تحديد تأثير أسواق المراهنات في آسيا والجريمة المنظمة على اللعبة وتحديد الممارسات الجيدة التي يتم استخدامها حالياً، وطرق تحسين الإدارة وأهمية حماية اللاعبين، إلى جانب إطلاق مبادرات تعليمية وتثقيفية ووقائية.

وفي هذا الصدد أشار رئيس الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم  لي هواي آن في حديث للجزيرة نت إلى "أن التلاعب بنتائج المباريات قضية يصعب إثباتها وضبطها، والتحقيق فيها يأخذ وقتا طويلا، لكن الجيد هو تنامي الوعي بهذه المشكلة والتوجه نحو القضاء عليها".

ويأتي هذا المؤتمر بعد يوم واحد من قيام مسؤولين صينيين بمجال كرة القدم بمنع 33 لاعبا ومسؤولا من ممارسة نشاطهم مدى الحياة بعد إدانتهم بالتلاعب في نتائج المباريات، كما منع 25 آخرون من ممارسة نشاطهم الرياضي لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى توقيع عقوبات مختلفة على 12 ناديا.

المصدر : الجزيرة