الاحترازات الكروية.. "سمسرة" أم قلة خبرة؟

مباراة تونس والكمرون شهدت جدلا مثيرا بسبب الاحتراز التونسي.jpg
undefined

مجدي بن حبيب-تونس

استأثرت تصفيات قارة أفريقيا لكأس العالم 2014 في البرازيل بموجة من الاحترازات بررها البعض بقلة خبرة الكادر الإداري للاتحادات المحلية للعبة, في حين أكد آخرون أن الأمر يتجاوز ذلك بعد ورود أنباء عن وجود شبكة من السماسرة على علاقة بمسؤولين كبار في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ساهمت في تسريب معطيات عن اللاعبين والمنتخبات.

وشهدت مباريات منطقة "الكاف" عددا مهولا من الاحترازات دفع الفيفا إلى تغيير نتائج ثماني مباريات أغلبها بالمجموعة الثانية التي كانت تضم تونس وسيراليوني والرأس الأخضر وغينيا الاستوائية والتي انتهت بتأهل "نسور قرطاج" إلى الدور الحاسم بفضل الاحتراز.

وأكد الخبير في القانون الرياضي كمال بن خليل للجزيرة نت أن "شبكة" من العلاقات المحيطة بمسؤولين كبار داخل أروقة الفيفا تتولى تسريب المعلومات والوضعيات القانونية والإدارية والتأديبية مقابل مبالغ مالية.

وقال المسؤول السابق بالنادي الأفريقي كمال بن خليل إن احتراز تونس الأخير ضد مشاركة لاعبيْن من منتخب الكامرون جاء بناء على معلومات قدمها وكيل أعمال تونسي يعلم جيدا الوضعية الغامضة للاعبين اعتبرهما الاتحاد التونسي غير مؤهلين.

‪بن خليل: احتراز تونس الأخير ضد الكاميرون جاء بناء على معلومات قدمها وكيل أعمال تونسي‬  (الجزيرة)
‪بن خليل: احتراز تونس الأخير ضد الكاميرون جاء بناء على معلومات قدمها وكيل أعمال تونسي‬ (الجزيرة)

احترازات بالجملة
وشهدت تصفيات مونديال 2014 تغيير نتائج 15 مباراة, ثمان منها في التصفيات الأفريقية. وقد أُجبرت الفيفا على تغيير نتائج ثماني مقابلات أبرزها نتيجة مباراة تونس والرأس الأخضر التي فاز فيها الأخير 2ـصفر قبل أن ترفع تونس احترازا على اللاعب "فاريلا" وتكسب نقاط الفوز التي أهلتها للعبور للدور الحاسم مكان الرأس الأخضر.

كما خصمت الفيفا ثلاث نقاط من منتخبات السودان والغابون وغينيا الاستوائية وليبيريا والرأس الأخضر وإثيوبيا وتوغو وبوركينا فاسو، ومنحتها لمنافسيها بسبب خرق لوائح إشراك اللاعبين. في المقابل رفض الاتحاد الدولي احترازين قدمتهما تونس ضد الكاميرون وبوركينا فاسو ضد الجزائر.

يذكر أن مباريات اتحاد "الكونكاكاف" شهدت بدورها خمسة احترازات مقابل احتراز واحد بالتصفيات الآسيوية من منتخب طاجاكستان ضد سوريا.

انزعاج الفيفا
وتعليقا على أسباب تواتر هذه الحالات، أكد نائب رئيس الاتحاد التونسي وعضو لجنة السلامة والأمان بالاتحاد الدولي لكرة القدم ماهر السنوسي أن عدم الإلمام بالقوانين وعدم اطلاع الاتحادات الأفريقية على القوانين الدولية التي تعتمدها الفيفا لتأهيل اللاعبين وراء تفشي الظاهرة وبلوغ هذا الرقم الكبير من الاحترازات.

‪السنوسي: التسريبات كثيرا ما تكون من داخل الاتحادات المحلية‬ (الجزيرة)
‪السنوسي: التسريبات كثيرا ما تكون من داخل الاتحادات المحلية‬ (الجزيرة)

وقال السنوسي للجزيرة نت إن "التسريبات كثيرا ما تكون من داخل الاتحادات المحلية التي تقدم معطيات عن لاعبيها لفائدة منتخبات أخرى مثل حالة لاعب غينيا الاستوائية إيميليو الذي سربت أطراف من الاتحاد المحلي معلومات عن عقوبته إلى اتحاد الرأس الأخضر الذي بادر برفع احتراز إلى الفيفا ليحصل على نقاط المباراة التي انتهت على الميدان لمنتخب غينيا 4-3".

وكشف السنوسي أن الفيفا أعربت عن انزعاجها لكثرة الاحترازات والأخطاء الإدارية، وهي تدرس تنظيم دورات تكوينية لفائدة مسؤولين من الاتحادات الأفريقية للعبة للتقليص من حجم الأخطاء.

من جهته، قال الإعلامي الرياضي محجوب همامي إن ظاهرة الاحترازات منطقية بما أن عديد الاتحادات الأفريقية تعاني من قلة الخبرة على مستوى النصوص القانونية المعتمدة من الفيفا، معتبرا في حديثه للجزيرة نت أن "تسريب المعلومات هدفه واحد وهو ربح المال عبر بيعها".

المصدر : الجزيرة