ماذا وراء استعانة الجزائر برابح ماجر؟

صورة رئيسية (خلال حفل التنصيب).
undefined

هشام موفق-الجزائر

أثار إنشاء السلطات الجزائرية لجنة وطنية تشرف على اكتشاف المواهب هدفها تقليص التبعية الكروية والرياضية للمدارس الأجنبية، نقاشا في الوسط الرياضي الجزائري حول الدور الحقيقي لهذه الهيئة وخلفيات تعيين "أسطورة كرة القدم" رابح ماجر على رأسها.

وأضحت السلطات تولي أهمية "كبرى" للرياضة عموما وكرة القدم بصورة خاصة. وتوّج هذا الاهتمام والإنفاق الكبير عليها بتأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم بالبرازيل للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه.

ويمارس مئات الآلاف من الشباب الرياضة، حيث يوجد 43 اتحادا محليا في مختلف الرياضات، 23 منها أولمبية. وتبقى أبرز الاختصاصات التي تحصد الألقاب إقليميا ودوليا الملاكمة وألعاب القوى والجودو والكاراتيه، ومؤخرا كرة القدم.
 
وتستعد الجزائر نهاية العام المقبل لاستكمال بناء خمسة ملاعب لكرة القدم "بمقاييس عالمية"، استعدادا لاحتضان بطولات كبرى بعد الترشح لاحتضان كأس أمم أفريقيا لكرة القدم لعامي 2019 و2021، ويروّج أنها قد تعوض ليبيا في احتضان نسخة عام 2017 في حال اعتذار الأخيرة عن تنظيم المنافسة بدعوى الأوضاع الأمنية غير المستقرة.

لجنة مبهمة
ويرى عدد من النقاد الرياضيين أن هذه اللجنة الجديدة "مبهمة"، خاصة وأنه تم الإعلان عنها مباشرة بعد تأهل "محاربي الصحراء" إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل العام المقبل.

‪معلومي: لا بد من الاعتماد على المحترفين لأن الدوري المحلي ضعيف والهياكل الرياضية غير متوفرة‬ معلومي: لا بد من الاعتماد على المحترفين لأن الدوري المحلي ضعيف والهياكل الرياضية غير متوفرة (الجزيرة)
‪معلومي: لا بد من الاعتماد على المحترفين لأن الدوري المحلي ضعيف والهياكل الرياضية غير متوفرة‬ معلومي: لا بد من الاعتماد على المحترفين لأن الدوري المحلي ضعيف والهياكل الرياضية غير متوفرة (الجزيرة)

الناقد الرياضي ياسين معلومي استبعد أن يكون لهذه اللجنة أية علاقة بالتأهل لكأس العالم، أو الحد من الاعتماد على المدارس الأجنبية، قائلا للجزيرة نت "أعتقد أنه لا علاقة لهذا بذاك، لأن كل المنتخبات المشاركة في كأس العالم هي منتخبات ذات مستوى عال، وهي مكونة من لاعبين ينشطون في البطولات العالمية وليست المحلية".

وأضاف "بالنسبة للجزائر، لا يمكننا خلال العشر سنوات المقبلة على الأقل أن نعتمد على لاعبينا المحليين لأن الدوري المحلي ضعيف، والهياكل الرياضية المطلوبة غير متوفرة، لذلك لا يمكنها أن توقف سياسة الاعتماد على المحترفين المتكونين في المدارس الأجنبية".

ويرى معلومي أن على الوزارة المعنية أن تطلع الرأي العام على تفاصيل هذه الخطة ولا تتركها "مبهمة"، وتوضح المعايير التي اختارت بموجبها الدولي السابق رابح ماجر، "دون غيره".

كروية بحتة
ووافق على هذا الطرح الكاتبُ الرياضي جمال أومدور، لكنه تساءل عن سر "اختيار شخصية كروية بحتة للتكفل بمهمة التنقيب عن المواهب في مختلف الرياضات الأخرى" رغم أنها تتألف من ممثلي قطاعات كالدفاع والأمن الوطني والحماية المدنية والدرك والمالية والتربية والتعليم العالي والتوظيف العمومي واللجنة الأولمبية، وكذا رؤساء الاتحادات الرياضية ومديرين فنيين.

أومدور انتقد إسناد رئاسة لجنة اكتشاف المواهب لشخصية
أومدور انتقد إسناد رئاسة لجنة اكتشاف المواهب لشخصية "تقطن خارج الوطن"

ولئن ثمّن أومدور وجود هيئات مختلفة في هذه اللجنة، فإنه انتقد "الإشراف عليها من طرف شخصية تقطن خارج الوطن، وليس لها دراية بالحركة الرياضية الجزائرية".

وقال للجزيرة نت إنه "بغض النظر عن الماضي الكروي الحافل للأسطورة ماجر، إلا أنني أستبعد أن يكون على دراية بخبايا الاتحادات الرياضية ومتاعب الرياضيين". وأضاف "بلجنة مبهمة وبرئيس لا يعرف خبايا التخصصات الأخرى، أرى أنه تكريم لشخصية كروية قدمت الكثير للجزائر فقط، وتعويضا له على تهميش طاله منذ اندلاع خلافه مع الرجل القوي في الكرة الجزائرية محمد روراوة".

يُذكر أن خلافا كبيرا اندلع بين روراوة وماجر منذ إقالته من منصب المدير الفني للمنتخب في مايو/أيار 2002، عقب حوار مزعوم أدلى به ماجر لصحيفة بلجيكية. وقد انتقد الاتحاد ذاك الحوار الذي "نشر غسيلها" برغم تكذيب الصحيفة لتلك التصريحات بعدها.

ومنذ ذاك التاريخ, لم يتقلد ماجر أي منصب في الجزائر، بالرغم من نقل صحف عن مصادر مقربة تطلّعه لـ"خدمة الكرة الجزائرية" خاصة بعد تجربته الناجحة في قطر كمدرب، وأيضا في الإعلام كمحلل تقني لدوريات أوروبية على الجزيرة الرياضية وقنوات أخرى.

المصدر : الجزيرة