خيبة مغربية وارتياح تونسي حذر
ساد الاستياء معسكر المنتخب المغربي عقب خسارته أمام نظيره التونسي 1-2 مساء الاثنين في الدربي المغاربي الذي دار ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة ضمن النسخة الـ28 المقامة في الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 من الشهر المقبل.
وبدت خيبة الأمل واضحة على محيا جميع اللاعبين بدون استثناء وكذلك مدربهم البلجيكي إريك غيريتس الذي بات مطالبا بتحقيق الفوز في المباراتين المتبقيتين أمام الغابون المضيفة والنيجر.
ويتخوف المغاربة كثيرا من تكرار مأساتهم في البطولة القارية عندما يخسرون مباراتهم الأولى، وفي نظرة على سجل أسود الأطلس في النسخ السابقة فقد خسروا مرتين في بداية مشوارهم في العرس القاري وذلك عامي 1992 و2006.
وقال مهاجم أرسنال الإنجليزي مروان الشماخ لدى استلامه جائزة اللعب النظيف "أنا مستاء جدا للخسارة، قدمنا مباراة جيدة وكنا نستحق الفوز" قبل أن يلوم نفسه على إهدار فرصة ذهبية في الشوط الأول كانت ستغير مجرى المباراة.
ويبدو أن غياب الشماخ عن المباريات الرسمية مع فريقه اللندني كان له تأثير واضح على فعاليته أمام المرمى، لأنه عادة لا يهدر مثل هذه الفرص داخل المنطقة. وأضاف في هذا السياق "لو ترجمت تلك الفرصة لعرفت المباراة منحى آخر".
لو نجح الشماخ
وشاطره غيريتس الرأي عندما قال "لو نجح الشماخ في هز الشباك في الشوط الأول لكانت النقاط الثلاث من نصيبنا"، مشيرا إلى أنه صرح قبل المباراة بأن الفريق الذي سيكون سباقا إلى هز الشباك سيفوز بنسبة 80%.
من جهته، أعرب القائد حسين خرجة عن استيائه للنتيجة "خصوصا وإننا كنا نسعى إلى الثأر من تونس التي هزمتنا في نهائي 2004 وحرمتنا من مونديال 2006، وقال "لم نكن نستحق الخسارة لأننا كنا الأفضل في الشوط الأول وسنحت أمامنا العديد من الفرص، ثم سيطرنا كليا على الشوط الثاني وأهدرنا أيضا العديد من الفرص".
وأضاف أن أغلب لاعبي الفريق يخوضون البطولة للمرة الأولى متمنيا ألا يتأثروا بالخسارة، وقال "صحيح أنني مستاء من الخسارة لكننا سنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق الفوز في المباراتين المتبقيتين".
ارتياح حذر
في المقابل، عبر لاعبو المنتخب التونسي عن سعادتهم الكبيرة بالفوز في بداية مشوارهم، لكن مدربهم سامي الطرابلسي بدا حذرا بقوله "البطولة لا زالت طويلة، ما حققناه هو فوز ليس إلا، ولا يزال أمامنا العديد من المباريات، نتمنى أن نتحسن في المستقبل".
وأشاد الطرابلسي -الساعي إلى قيادة منتخب بلاده إلى اللقب الثاني في تاريخه- بمستوى لاعبيه الذين قدموا "مباراة بطولية وحققوا فوزا ثمينا سيساعدنا كثيرا في باقي مشوارنا في النهائيات".
وتابع الطرابلسي الذي قاد المنتخب التونسي للمحليين إلى الفوز بأمم أفريقيا في السودان العام الماضي "أظن أنه بدون روح اللاعبين واندفاعهم لم نكن لنحقق هذا الفوز، كنا متميزين دفاعيا، وعلى المستوى الهجومي لم نكن جيدين وبالنظر إلى المستوى الفني للاعبي وسط الملعب والهجوم، يجب أن نكون أفضل في المباراة المقبلة التي تعتبر أهم بكثير من مباراة المغرب".
الجيل الجديد
أما القائد كريم حقي فقال إن الجيل الجديد للمنتخب يرغب في كتابة التاريخ متمنيا التوفيق اعتبارا من هذه البطولة. كما قال "نستحق الفوز لأننا قدمنا مباراة جيدة تكتيكيا".
وأضاف حقي -الوحيد مع عادل الشاذلي الذي ينتمي إلى الجيل الذهبي الفائز باللقب الأول والأخير لنسور قرطاج عام 2004 – "نتمنى (حقي والشاذلي) أن نساعد الجيل الحالي بخبرتنا في الملاعب القارية والعالمية على تحقيق مبتغاه ووضعه على الطريق الصحيح لكتابة مجد جديد وفريد من نوعه لكرة القدم التونسية".
وتتفاءل تونس كثيرا بفوزها في مباراتها الأولى في النهائيات، لأنها تتخطى الدور الأول دائما بعد ذلك. فمن أصل 13 مشاركة، نجحت تونس في تخطي الدور الأول خمس مرات عندما حققت الفوز في مباراتها الأولى، وفي المرات الخمس أنهت مشوارها بطلة مرة واحدة (2004 بعدما فازت على رواندا 2-1 في مباراتها الأولى في البطولة).
كما أنهت وصيفة مرتين (1965 و1996، بعدما فازت على إثيوبيا 4-صفر وعلى ساحل العاج 3-1 على التوالي في مباراتيها الأوليين بالدور الأول)، وحلت رابعة مرة واحدة عام 1978 (فازت على أوغندا 3-1 في المباراة الأولى) وخرجت من ربع النهائي مرة واحدة عام 2006 (فازت على زامبيا 4-1 في المباراة الأولى).