حكاية معاون مدرب ليبيا مع الثورة

روى المعدّ البدني للمنتخب الليبي لكرة القدم، البرازيلي هيلفيسيو بيسوا، مغامرته المثيرة مع "فرسان المتوسط" الذين حجزوا بطاقتهم إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا في أوج الثورة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي نهاية العام الماضي.
وخاض بيسوا (55 عاما) تجارب عدة في بلاده مع فلامينغو وفلوميننزي ثم في بلدان بالخليج العربي. وهو يعمل ضمن الطاقم البرازيلي لمواطنه ماركوس باكيتا منذ عام 2009، ومع المنتخب الليبي منذ عام 2010.
وقال بيسوا إن الحياة في طرابلس قبل الثورة كانت طبيعية وآمنة، "كنا نعيش ونحتفل مع البرازيليين، لم نعرف أبدا أي مشاكل مع محمد (الرئيس السابق للاتحاد الليبي لكرة القدم ونجل معمر القذافي)".
أصبنا بالذعر
وأضاف "في بداية الثورة أصبنا بالذعر، لكن عائلتي التي بقيت في البرازيل كانت متخوفة أكثر، لدي ابن في الولايات المتحدة، وكنا نتحدث عبر الإنترنت وفجأة انقطع الاتصال بيننا، وعرفت بعد ذلك أنه انهار باكيا لأنه كان خائفا على حياتي".
وقال "في فبراير/شباط، ومع الأيام الأولى للثورة، قررنا الرحيل، ذهبنا إلى مقر الاتحاد الليبي ووجدناه حطاما. وكالات الأسفار كانت جميعها مغلقة، وحجزنا تذاكرنا عبر الإنترنت، ذهبنا إلى المطار، وكانت الحالة وكأن جميع الأجانب المقيمين في ليبيا موجودون هناك".
وأردف قائلا "عدنا في اليوم التالي. ساعدنا ليبي كان يعمل في السفارة على التسجيل، وسافرنا على دفعتين في الرحلتين الأخيرتين للخطوط الجوية الإيطالية إلى روما، ومنذ ذلك الحين لم نعد إلى ليبيا".

خلال الثورة
وفي حديثه عن الفترة التي تلت رحيلهم عن ليبيا، قال بيسوا "كنا نعيش في البرازيل، وكنا نلتقي في المعسكرات التدريبية في تونس، مع العلم أن ليبيا كانت تخوض المباريات البيتية في الخارج.
وقال إنه خلال "مباراتنا الأولى أمام موزامبيق التي خضناها في القاهرة (المباراة الأولى بألوان النظام الجديد في 3 سبتمبر/أيلول 2011)، لم نكن نعرف اللاعبين الذين خاضوها لأن أغلبهم جاء من بنغازي عاصمة الثوار".
وقال إن "المسؤولين الجدد أبلغونا باستبعاد 5 أو 6 لاعبين كانوا ضمن القائمة السوداء، بينهم القائد طارق التايب الذي ساند نظام القذافي. كان ذلك مزعجا بالنسبة إلى باكيتا لأنهم كانوا لاعبين جيدين".
وقال "تأهلنا كان معجزة، ويعود الفضل في ذلك إلى الروح العالية والقتالية للاعبين، لم يشتكوا أبدا، كانوا أكثر جدية ومصممين على التأهل، لاعب الوسط محمد عبد الله جمال كان الوحيد الذي يلعب بانتظام كونه يلعب مع سبورتينغ براغا البرتغالي. كنا مطالبين بإعداد اللاعبين بدنيا وفنيا".
وبخصوص العقد الذي يربطهم بالاتحاد الليبي، قال بيسوا "في الوقت الحالي ليست هناك الضمانات الأمنية الضرورية للعودة إلى ليبيا، ولا نعرف متى ستستأنف البطولة المحلية. بصراحة، كنا نفضل أن لا نعيش هذه المغامرة".
يذكر أن ليبيا تلعب ضمن المجموعة الأولى مع السنغال وزامبيا وغينيا الاستوائية التي انهزمت أمامها بهدف نظيف بافتتاح البطولة.