الشفافية الدولية تقطع علاقتها بالفيفا

ألغت مؤسسة الشفافية الدولية الرائدة في مكافحة الفساد تعاونها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، موجهة ضربة قاسية لمسيرة رئيسه السويسري جوزف بلاتر، الذي يواجه منذ شهور حملة انتقادات واسعة بسبب "تلكئه في تطهير" هذه المؤسسة.
وذكرت الشفافية الدولية أنها اتخذت هذا القرار بسبب عدم التحقيق في ادعاءات فساد سابقة داخل أروقة الاتحاد الدولي، كما أنها تعترض أيضا على الخطوة التي قام بها الفيفا بتعيين السويسري مارك بيث، المتخصص في مكافحة الرشا، من أجل الإشراف على الإصلاحات.
وتأتي الخطوة التي قامت بها هذه المؤسسة المتخصصة في إسداء النصائح للحكومات والمؤسسات، بعد مرور أقل من شهرين على المديح الذي حظيت به مستشارة الشؤون الرياضية فيها الألمانية سيلفيا شينك من قبل بلاتر، بسبب النصائح التي وجهتها للاتحاد الدولي.
وكانت تلك النصائح بشأن خطة العامين وضعت من أجل "تطهير" الكرة العالمية وتحسين السلوك الأخلاقي لكبار المسؤولين، وذلك بعد سلسلة من فضائح الرشا عصفت باللعبة الشعبية العالمية، وتسببت في إيقاف رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام مدى الحياة عن أي نشاط كروي، لاتهامه برشوة اتحادات الكاريبي للتصويت له ضد بلاتر في انتخابات الفيفا.
المشكلة الأساسية بين الشفافية الدولية والفيفا تكمن في أن هذه المؤسسة لا تبرم العقود ولا تتقاضى الأموال مقابل عملها، وهي ترفض بالتالي أن تضم في طاقم عملها شخصا يتقاضى الأموال مقابل خدماته |
لم يلق آذانا صاغية
وكانت الشفافية الدولية طلبت أيضا من بلاتر القيام بتحقيق مستقل في تهم الرشا المتعلقة بالتصويت لمونديالي 2018 و2022 اللذين نالت روسيا وقطر على التوالي شرف تنظيمهما، لكن الطلب لم يتم النظر فيه، وهذا ما دفع شينك للقول -في تقرير مشترك- بأن انعدام الشفافية التامة في التحقيق يترك جذور المشكلة كما كانت.
وتكمن المشكلة الأساسية بين "الشفافية الدولية والفيفا في أن هذه المؤسسة لا تبرم العقود ولا تتقاضى الأموال مقابل عملها، وهي ترفض بالتالي أن تضم في طاقم عملها شخصا يتقاضى الأموال مقابل خدماته، وهذا هو واقع بيث الذي يتقاضى الأموال لتقديم خدماته للفيفا".
يذكر أن بلاتر استعان أيضا بمجلس حكماء لمساعدته على تخطي الأزمة التي تمر بها السلطة الكروية العليا، وهو طلب من وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ومغني الأوبرا الشهير الإسباني بلاسيدو دومينغو وأسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف أن يكونوا من أعضائها.
ويؤكد بلاتر أن الأولوية بالنسبة له هي إعادة بناء صورة الفيفا وهو الوعد الذي أطلقه بعد انتخابه، مشيرا إلى أنه سيبدأ مرحلة جديدة من الشفافية بعد فضائح الرشوة والتحقيقات الداخلية التي هزت البيت الكروي العالمي، مضيفا أن "الفيفا سيراقب الجميع، سيكون كل شيء واضحا تحت شعار عدم التسامح مع المفسدين والمرتشين".