لاعبو العراق يهاجرون للفرق الكردية

ملعب اربيل - هجرة لاعبي المنتخبات الى الفرق الكردية - الجزيرة نت – بغداد - علاء يوسف

نادي أربيل جذب عدة لاعبين (الجزيرة نت) 

الجزيرة نت-بغداد

اختلف مراقبون ورياضيون عراقيون حول تفسير ظاهرة نزوح اللاعبين نحو الفرق الكردية، حيث أرجع البعض الأمر لأسباب مالية، بينما ذهب آخرون إلى ربط الانتقالات بالوضع الأمني.

وقد تسببت الانتقالات في تفريغ أندية من لاعبيها المتميزين، ومكن أندية المحافظات الكردية من حصد البطولات المحلية ومشاركتها بالبطولات الآسيوية على حساب تلك الأندية التي تمتلك تاريخا كبيرا وإنجازات مميزة.

واتفق مختصون بالشأن الكروي المحلي على أن أسبابا مالية تقف وراء هجرة عدد من نجوم المنتخبات الوطنية العراقية والأندية الجماهيرية صوب الأندية الكردية، أربيل ودهوك وزاخو، وهو ما وفَر نجوما كبارا بصفوف تلك الأندية مكنتها من الفوز بأربعة ألقاب محلية في غضون خمسة مواسم، ثلاثة منها لنادي أربيل ولقب واحد لنادي دهوك.

ومن أهم اللاعبين بصفوف المنتخبات الوطنية الذين انتقلوا إلى الأندية الكردية: مهدي كريم وسعد عطية وأحمد إبراهيم وحسين عبد الواحد وقصي منير وأمجد راضي وأوس إبراهيم مع أربيل، وحيدر رعد وأسامة علي وأحمد صلاح وحسين كريم وعلي بهجت ووسام زكي مع دهوك، وأحمد عبد الجبار وأحمد إبراهيم وعقيل محمد وسعيد محسن وإياد خلف مع زاخو.

فلاح حسن: الظروف المادية بالأندية الكردية وجهت أغلب اللاعبين (الجزيرة نت)
فلاح حسن: الظروف المادية بالأندية الكردية وجهت أغلب اللاعبين (الجزيرة نت)

رواتب كبيرة
ويؤكد عضو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم قادر شمخي على أن الأسباب المالية وحدها هي السبب في الهجرة الكبيرة للاعبي المنتخبات الوطنية صوب الأندية الكردية، إذ إن تلك الأندية تمنح اللاعبين عقودا مغرية ورواتب شهرية مجزية، الأمر الذي أدى إلى انتقال عدد كبير من لاعبي المنتخبات الوطنية إلى أندية إقليم كردستان العراق.

ويقول شمخي -للجزيرة نت- إن العصر الحالي هو عصر الاحتراف "وبالتالي من حق أي لاعب أن يحدد وجهته مقابل ما تدفع له الأندية من مبالغ، لذلك تمكنت الأندية الكردية من النجاح في استقطاب مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين من خلال توفير كافة مستلزمات النجاح، ومنها العقود المغرية والرواتب الكبيرة فضلا عن السكن وغيرها من الأمور الأخرى".

ويرى رئيس الهيئة الإدارية لنادي الزوراء فلاح حسن أن الظروف المادية بالأندية الكردية هي التي وجهت أغلب لاعبي المنتخبات الوطنية والأندية الجماهيرية، ويقول -للجزيرة نت- إن هذه الأندية سعت منذ فترة ليست بالقصيرة إلى تقديم مبالغ مغرية للاعبين، مما جعلها ملجأ لنجوم الكرة العراقية.

كما ينفي حسن أن يكون سبب ذلك استقرار الأوضاع الأمنية بمدن إقليم كردستان أو الملاعب النموذجية، "وإنما الإغراء المادي كان له اليد الطولى".

سعد عطية: الأموال لم تكن السبب الرئيس(الجزيرة نت)
سعد عطية: الأموال لم تكن السبب الرئيس(الجزيرة نت)

أسباب أمنية
في المقابل، يرى سعد عطية أحد لاعبي المنتخب العراقي السابق وأحد اللاعبين المنتقلين إلى فريق أربيل الكردي أن الأموال لم تكن السبب الرئيس وراء هجرته هو وعدد كبير من زملائه نحو اللعب في الفرق الكردية"، ويقول -للجزيرة نت- إن الأسباب الحقيقية لهجرته هي الأوضاع الأمنية المستقرة بمدن إقليم كردستان العراق.

ويشير عطية إلى أن عددا من أندية بغداد وفرق المحافظات قدمت عروضا مغرية للاعبي الأندية الجماهيرية أو المنتخبات الوطنية أكثر من المبالغ المالية التي عرضتها الأندية الشمالية على اللاعبين، لكن عدم الاستقرار الأمني بالعاصمة بغداد أدى -بشكل أو بآخر- إلى رحيل مجموعة كبيرة من نجوم الكرة العراقية صوب الأندية الكردية.

ويتفق معه اللاعب أحمد صلاح، الذي انتقل للعب في نادي دهوك، ويقول -للجزيرة نت- إن "الإغراءات المالية لم تكن سبباً رئيساً في الانتقال لنادي دهوك، بقدر ما كان انعدام الاستقرار الأمني في بغداد هو الدافع الرئيس".

ويضيف "من الصعب علينا العيش خارج بغداد والابتعاد عن أهلنا وأصدقائنا والبيئة التي كنا نعيش فيها، لكن ما يشهده إقليم كردستان العراق من أمن واستقرار وما يتوفر فيه من خدمات دفعني للانتقال لنادي دهوك".

يذكر أن نوادي أربيل ودهوك وزاخو حققت منجزات رياضية على الصعيد العراقي والعربي والآسيوي، لم تتمكن من تحقيقها طيلة السنوات التي سبقت الاحتلال الأميركي.

المصدر : الجزيرة