الحرب على غزة تصيب القطاع الرياضي بالشلل

أحد الاندية التي تعرضت للدمار في مدينة غزة
أحد الأندية التي تعرضت للدمار في مدينة غزة (الجزيرة نت)
 
"حتى الأندية والملاعب التي كنا نلجأ إليها لنضع عن أنفسنا بعضًا من ضنك الحياة، لم يعد بمقدورها احتضاننا لما تعرضت له من دمار وتخريب من قبل الاحتلال خلال الحرب على غزة".
 
بهذه العبارة تحدث الشاب سعيد جابر، الذي لم يعد بإمكانه لعب كرة القدم التي اعتاد على لعبها مع أصدقائه عصر كل يوم على أرض ملعب رفح قبل تعرضه للقصف من قبل الطائرات الحربية، ليختصر معاناة آلاف الشباب من أبناء قطاع غزة ممن فقدوا أنديتهم وأماكن ممارسة أنشطتهم الرياضية التي طالها القصف الإسرائيلي. 
 
ويذكر جابر أنه يعكف مع أصدقائه هذه الأيام  على البحث عن ملاذ لممارسة كرة القدم رياضتهم المفضلة في المناطق المفتوحة غرب مدينة رفح التي لم تسلم أي من مرافقها الرياضية من القصف والتدمير.
 
واستطرد الشاب في حديثه للجزيرة نت عن المعاناة الجديدة التي أضيفت إلى شباب غزة، قائلا "نحن بإمكاننا أن نحل مشكلة توفير مكان للعب فيه رغم بعده عن أمكنة سكنانا، لكن المشكلة الحقيقية ستواجه كافة لاعبي وهواة الأنشطة الرياضية الأخرى التي يحتاج أصحابها أماكن وصالات مخصصة لم يسلم إلا القيل منها خلال الحرب".
 
فالحرب التي استمرت 22 يوما  لم تستثن الحركة الرياضية التي تعرضت 55% من مرافقها وأنديتها ومنشآتها للتدمير، فضلا عن  أحد عشر شهيدا رياضيا من بينهم رئيس الاتحاد الفلسطيني للخماسي الحديث خليل العبد جابر حسن.

فتحي جودة الأمين العام للجنة الأولمبية بغزة (الجزيرة نت)
فتحي جودة الأمين العام للجنة الأولمبية بغزة (الجزيرة نت)

أعباء جديدة
وبحسب مهتمين بالنشاط الرياضي فإن الاستهداف الإسرائيلي الذي طال 15 منشأة رياضية، ضمت أندية وصالات مغلقة وملاعب معشبة، من شأنه أن يزيد أعباء القطاع الرياضي المثقل بالكثير من الهموم، جراء الإشكاليات المادية ونقص التجهيزات بسبب الحصار والإغلاق.

 
وأمام خسائر القطاع الرياضي التي تقدر بأكثر من 2.5 مليون دولار،  فإن هذا القطاع يقف أمام تحديات كبيرة تحول دون انطلاق النشاط الرياضي من جديد قبل إعادة بناء ما تم تدميره من منشآت، كما يقول الأمين العام للجنة الأولمبية الفلسطينية بغزة فتحي جودة .
 
ويؤكد جودة أن معظم المقرات والأندية الرياضية المنتشرة من جنوب القطاع حتى شماله لم تسلم من القصف الإسرائيلي فترة العدوان على غزة بما فيها مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
 
واستهجن جودة استهداف إسرائيل للبنية التحتية لقطاع الرياضة خلال الحرب، لكونها مرافق ترفيهية رياضية لا تشكل أدنى تهديد على أمن الاحتلال الإسرائيلي.

إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بغزة (الجزيرة نت)
إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بغزة (الجزيرة نت)

دراسة عاجلة
وأشار إلى أن إدارة اتحاد الكرة الفلسطيني تعكف على إعداد دراسة عاجلة من أجل البحث عن آلية لإعادة إعمار المرافق الرياضية ودعم الأندية الغزية كي تعاود نشاطها الرياضي من جديد.

 
بدوره اعتبر إبراهيم أبو سليم نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بغزة، أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للحركة الرياضية وكوادرها بغزة محاولة لتحجيم دورها والتضييق على الشباب الغزي وحرمانهم من أبسط الوسائل للترويح عن أنفسهم.
 
وأشار في حديثة للجزيرة نت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن ضرب النشاط الرياضي طوال سنوات انتفاضة الأقصى، لكنه هذه المرة  أخرج جميع المرافق الرياضية خارج نطاق الخدمة، تارة بالقصف وأخرى بمنع دخول المساعدات المادية والمتطلبات الرياضية.
 
ولفت إلى أن الاستهداف الإسرائيلي الأخير المباشر للقطاع الرياضي انعكس بشكل سلبي على المسيرة الرياضية بغزة، وتسبب في توقف وشلل معظم الأنشطة الرياضية كالألعاب الجماعية والفردية ونشاط دوري كرة القدم الفلسطيني للأندية المحلية.
المصدر : الجزيرة