الشعارات السياسية تطل برأسها على الملاعب الجزائرية

1/7/2007
أطلق نحو ثمانين ألف متفرج جزائري شعارات معارضة في مباراة نهائي الكأس المحلية لكرة القدم التي جرت الخميس الماضي بين فريقي المولودية واتحاد العاصمة، في ظاهرة فرضت نفسها وعبرت بشكل كبير عن الواقع السياسي والاجتماعي للبلاد.
وخلال المباراة التي جرت على ملعب الخامس من يوليو بحضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لفت الانتباه ذلك الهتاف الجماعي لأنصار مولودية الجزائر واتحاد العاصمة ضد ارتفاع الأسعار مرددين عدة مرات "سبعة آلاف البطاطا" في إشارة إلي غلاء سعر البطاطا التي تعد المادة الأساسية لغذاء الجزائريين ووصوله إلى 70 دينارا للكيلوغرام.
ولم يأت هذا الشعار من فراغ، فهو يستكمل سلسلة من الشعارات الأخرى التي واكبت الأحداث السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد على مدى العقدين الأخيرين.
السياسة والرياضة
وفي تصريح للجزيرة نت قال طارق بوشيخي المحلل الرياضي بجريدة الهداف الصادرة بالفرنسية "هناك تداخل بين ما هو سياسي ورياضي لأن الشعارات التي يتداولها المناصرون تعكس توجهاتهم السياسية وهمومهم الإجتماعية".
وفي تصريح للجزيرة نت قال طارق بوشيخي المحلل الرياضي بجريدة الهداف الصادرة بالفرنسية "هناك تداخل بين ما هو سياسي ورياضي لأن الشعارات التي يتداولها المناصرون تعكس توجهاتهم السياسية وهمومهم الإجتماعية".
ويعتبر بوشيخي أن الملعب بات المنفذ الوحيد للتعبير عن الرأي بكل حرية دون عواقب قانونية، معلقا على شعارات من نوع "الله أكبر.. حناشي بن لادن" التي كان أنصار شبيبة القبائل يرددونها بأنها "تعبير عن تأييدهم لرئيس النادي شريف حناشي".
وفي ذروة أحداث 11 سبتمبر كان أنصار الشبيبة يرددون هتافات تربط اسم ناديهم بحركة طالبان تعبيرا عن القوة. وقد حدث في وقت سابق عندما قام الرئيس بوتفليقة بتسليم الكأس للفريق الفائز أن تعالت أصوات المناصرين "أعطوا لنا الفيزا" دلالة على رغبتهم في الهجرة هروباً من مشكلة البطالة.
ويعبر أنصار مولودية العاصمة عن غضبهم في حال وقوع مصادمات بينهم وبين رجال الشرطة بترديد هتافهم الشهير "باب الواد الشهداء" ليذكروا بأحداث عام 1988 التي سقط فيها العديد من القتلى في منطقة باب الواد معقل مولودية الجزائر احتجاجاً على رفع الأسعار.

أما يوسف ميمون المحلل الرياضي في الهداف الصادرة بالعربية، فذهب في تصريحاته للجزيرة نت على العكس مما سبق، معتبرا أن التوجهات السياسية منعدمة في الملاعب.
ولم ينكر ميمون أن المناصرين هتفوا في عقد التسعينيات تأييداً للجبهة الإسلامية للإنقاذ، لكنه عقب بالقول "بعد ذلك ظهرت شعارات ضد السلطة دون أن يكون للمناصرين توجه سياسي محدد معتبرين الملاعب وسيلة للتنفيس مرة كل أسبوع".
ويصر المحلل على التأكيد أن المكان الوحيد الذي يخلو من السياسة أو الحديث عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية "هو الملعب" باعتبار أن المناصر يلجأ إلى الملعب ليهرب من الضغوط النفسية والاجتماعية.
في المقابل يفسر أحمد رميتة المختص بعلم الاجتماع هذه الظاهرة في تصريح للجزيرة نت بكون الشعارات المتداولة في الملاعب "تعبر عن خصوصية كل مجتمع" كما أنها تتقلص إلى الحد الأدنى إذا كانت المجتمعات تتمتع بحرية التعبير وتنعم بالديمقراطية.
المصدر : الجزيرة