مائة عام على سباق العشب الأبيض في سويسرا

سباق حصان التزلج، وهي أكثر المسابقات إثارة
سباق حصان التزلج، أكثر المسابقات إثارة (الجزيرة نت)
 
انطلقت في منتجع سان موريتس السويسري فعاليات المرحلة الأولى لسباق الخيول على الجليد المعروف بإسم سباق (العشب الأبيض) الذي يحتفل هذا العام بمرور قرن على انطلاقه، إذ تقام هذه البطولة الفريدة من نوعها في هذا المنتجع الشتوي على ارتفاع 1750 مترا فوق سطح البحر، فوق بحيرته المتجمدة طيلة الشتاء.
 
وتميز احتفال هذا العام بإقامة أول تجربة لسيارة الفورمولا 1 "بي إم دبليو باور"، للوصول إلى أقصى سرعة لها فوق الجليد، وسجل قائدها الألماني نيسك هايفلد 110 كيلومترات في الساعة، واستطاع الحفاظ على سرعة السيارة في المنحنيات والتحكم فيها فوق الجليد، ما قد يفتح الباب أمام إقامة سباقات فورمولا فوق الجليد، لكن الخبراء يقولون إنه مجرد اختبار حيث تحتاج السيارات إلى تجهيزات خاصة، وأكثر من اختبار تجريبي قبل اعتماده كمسابقة رسمية.
 
وقد توزعت المرحلة الأولى من سباق الخيول على ثلاث سباقات للسرعة لمسافات 1100 و1600 و1800 متر على الترتيب، وشارك فيها 29 فارسا، علما بأنه لا يسمح للفارس أو الجواد بالمشاركة في أكثر من مسابقة في هذا القسم.
 
ثم تم تخصيص مسابقتين لخيل العربة، التي يتم استبدال عجلاتها بزحافات، واحدة عريضة والأخرى مدببة وشارك فيهما 27 فارسا.
 
حصان التزلج
لكن أكثر المسابقات إثارة كانت حصان التزلج، إذ يجب على الفارس أن يكون خلف الحصان فوق زحافات مثل تلك المستخدمة في مسابقات التزلج، ويجب عليه أن يجمع بين مهارة الفروسية وفن التزلح على الجليد، وأن يتحكم في سرعة الجواد وسرعته هو أيضا، فضلا على أنها أطول السباقات، إذ يجب على المتسابق أن يقطع 2700 مترا، وشارك فيها هذا العام 12 فارسا.
 
وتعود فكرة إقامة هذا السباق إلى اقتراح من أحد الوجهاء في منطقة سان موريتس قبل أكثر من مائة عام لشغل أوقات الفراغ، فأقام مع بعض زملائه السباق من وسط القرية إلى أطرافها عند حافة البحيرة، إذ كانت الخيل منتشرة آنذاك في التنقل بين المناطق الجبلية، وعندما راقتهم الفكرة تكررت من حين إلى آخر، إلى أن ذاع سيطها.
 
سرعة سيارة الفورمولا على الجليد وصلت  إلى 110 كم/ساعة (الجزيرة نت)
سرعة سيارة الفورمولا على الجليد وصلت  إلى 110 كم/ساعة (الجزيرة نت)
وتصادف أن تمت إقامة المسابقات أثناء تواجد مجموعة من الرياضيين البريطانيين للتزلج على الجليد في هذا المنتجع، فشدتهم الفكرة لولع البريطانيين بالخيول، فقرروا تحويلها إلى مسابقة للتسلية، ثم تبلورت بعد ذلك إلى الشكل الرسمي المتعارف عليه الآن.
 
الفروسية بالعدسة والريشة
ويقام على هامش بطولة هذا العام وبمناسبة هذا اليوبيل معرض فني لأشهر اللوحات التي تناولت هذا السباق بريشة رسامين مشهورين ومعرضا لأشهر الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها أثناء المسابقات مع تطور فن التصوير الضوئي خلال قرن كامل، كما تعتزم الهيئة المشرفة عل السباق إصدار كتاب لأهم مراحله عبر مائة عام، وأبرز الشخصيات التي ارتبطت به سواء على صعيد الرياضة أو السياسية أو الاقتصاد، فضلا عن أمسيات موسيقية أخرى.
 
وستتوزع بقية المسابقات على الأسبوعين القادمين، وصولا إلى التصفيات النهائية في 18 فبراير/شباط، والتي يتم فيها توزيع الجوائز التي تصل في مجملها إلى قرابة ثلاثمائة ألف دولار.
المصدر : الجزيرة