الرفاعي من الكويت أول عربي يحاول قهر إفرست

يتوجه الكويتي زيد الرفاعي الشهر المقبل إلى التبت ليبدأ رحلة هي الأولى من نوعها لأي متسلق جبال عربي.. تحدي إفرست أعلى قمم العالم. ولا يخفي الرفاعي البالغ من العمر 34 عاما أنه عاش سنوات عديدة من حياته في بقع شديدة البرودة بعيدا عن الحرارة الملتهبة في وطنه الكويت في الصيف. كما أنه يشير بافتخار واضح إلى أنه قهر جبالا كثيرة وأن إفرست إذا نجح في تسلقها ستضيف إلى سجله القمة الخامسة من القمم الأكثر ارتفاعا في العالم.

يعتمد المغامر العربي على التدريب المستمر والصبر ونظام غذائي قاس في محاولته تسلق جبل إفرست الذي يقهر عادة سبعة من كل عشرة متسلقين بسبب ارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 8840 مترا.

وكان أول من تسلق القمة النيوزيلندي أدموند هيلاري مع الدليل المحلي تنسنج عام 1953. وتشتهر القمة بالدروب الخطيرة المؤدية إليها وصعوبة الأحوال الجوية من عواصف وانهيارات جليدية وتصدعات صخرية عميقة إضافة إلى الإرهاق الجسدي والذهني الذي يصيب المتسلقين عندما يبلغون القمم قبل الأخيرة لإفرست.

قال الرفاعي أثناء توقفه في دبي هذا الأسبوع للترويج لرحلته "إنه تحد كبير.. بل الأكبر لا أكثر ولا أقل". وأضاف بعد جولة تدريب متواصلة دامت ثلاث ساعات على دراجة يستخدمها المتسلقون لقياس قوة التحمل "الصبر عنصر مصيري بالنسبة لي. وهي صفة أساسية لمن يرغب بالوصول إلى قمة إفرست. لقد حلمت بتسلق ذلك الجبل طيلة عمري. وأنا شديد الرغبة في تحويل الحلم إلى الحقيقة".

لكن الرفاعي يتذكر بسرعة جملة قالتها له أمه لتخفف من اندفاعه "إنك علمتني أن أحب الجبال فلا تجعلني أكرهها". لذلك فإنه يعي المخاطر التي ينطوي عليها تسلق القمة الشاهقة ويقول إنه لا يتوانى عن الاستعانة بخبرات متسلقين عالميين سبقوه في تجاربهم ونجاحاتهم مثل الأميركي الشهير فيرنون نيغاس والفرنسي جيروم بوفان والمتسلقة مارتين لاروك والأخيران نجحا معا في تسلق ثلاث قمم.

وستبدأ رحلة الرفاعي من الناحية الواقعة عند التبت حيث المضيق الشمالي لجبال الهيمالايا بدلا من الطريق التي تمر عبر جنوب شرق نيبال وسيستخدم إحدى الفسحتين الوحيدتين اللتين توفرهما الأحوال الجوية في العام. وتصل  تكاليف الرخصة الواحدة لتسلق الجبال إلى ما يتراوح ما بين 50 إلى 70 ألف دولار أميركي.

ولهذا فإن الرفاعي حصل على دعم كامل لمغامرته من شركة الاتصالات المتنقلة في الكويت التي ستوفر له اتصالات عبر الأقمار الصناعية تتيح له الاتصال المستمر مع العالم أثناء الرحلة التي تستغرق بين 60 و70 يوما.

والرفاعي مولود في الكويت ويحمل شهادة في الجغرافيا السياسية من الولايات المتحدة، ولكنه عشق تسلق الجبال في عام 1989 حين كان لايزال طالبا ومن هناك انتقل إلى سويسرا حيث حقق الحلم الأول بتسلق جبال الألب.

وفي عام 1999 تمكن من تسلق قمة ماكنلي في ألاسكا التي ترتفع 6194 مترا وأمضى ليلة الألفية الجديدة فوق قمة كليمنجارو أعلى قمة في أفريقيا ويبلغ ارتفاعها 5896 مترا. كما تسلق قمة ماونت ألبروس في سلسلة جبال القوقاز الوسطى وهي الأعلى في أوروبا على ارتفاع 5643 مترا.

المصدر : رويترز