أبرز شخصيات شيعة السعودية

خاص – الجزيرة نت

لعب رجال الدين الشيعة السعوديون أدوارا مهمة في صياغة العلاقة بين مجتمعهم والدولة السعودية منذ نشأتها، فقد كانوا في أغلب الأحيان يتصدون لقضايا مجتمعهم ومطالبه ويتواصلون مع مسؤولي الدولة لهذه الأغراض.

ورغم تباين وجهات نظرهم السياسية وتقييمهم للواقع الاجتماعي، فإن معظمهم انتهى إلى التوافق مع النظام السياسي القائم والتعاطي معه ورفض التعامل مع الأنظمة المنافسة في المنطقة سواء أكانت الأتراك أو الإنجليز الذين كان لهم حضور بارز في مناطق الشيعة، وكانوا يدفعون هذه الطائفة باتجاه التحالف معهم بدلا من نظام الحكم السعودي.

كما أنه من الملاحظ أن المطالب التي كان علماء الشيعة يتقدمون بها طوال هذه المرحلة تتركز على ضمان حرياتهم الدينية ومساواتهم مع المواطنين الآخرين في قضاياهم الاقتصادية والسياسية.

وفيما يلي تعريف بأبرز هذه الشخصيات الدينية التي لعبت وما زالت تلعب دورا مهما في التوازن الاجتماعي والسياسي في المجتمع الشيعي، وهي مرتبة حسب تواريخ الميلاد.

محمد بن ناصر النمر

حسن علي البدر

علي بن حسن علي الخنيزي

موسى بن عبد الله أبو خمسين

عبد الحميد بن الشيخ علي الخطي

باقر موسى عبد الله أبو خمسين

محمد بن سلمان الهاجري

حسن باقر العوامي

عبد الهادي بن الشيخ ميرزا الفضلي

علي السيد ناصر السلمان

حسن موسى الصفار

الشيخ/ محمد بن ناصر النمر (1856-1927م)
ولد ببلدة العوامية في القطيف، ودرس العلوم الدينية في مدينة النجف وأقام فيها 15 عاما بلغ فيها مرتبة الاجتهاد مع أنه كان كفيف البصر منذ صغره.

اشتهر بمعرفته بالطب وعلوم الفلك والهندسة ودرس على يديه مجموعة كبيرة من العلماء بعد عودته لوطنه، وله مؤلفات عديدة وكلها مخطوطة لم تتم طباعتها.

إبان مفاوضات الملك عبد العزيز مع وجهاء القطيف، اتخذ النمر موقفا متشددا من ذلك ودعا الناس إلى عدم تسليم أسلحتهم، كما حرضهم على المقاومة المسلحة أثناء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمنطقة إثر مضاعفة الضرائب وبسبب ضغوط الوهابيين على الشيعة.

وتمت محاصرة قصر الإمارة وشكل المهاجمون الشيعة قيادة لهم مما دفع الإنجليز للإسراع في فرض حصار على القطيف ومنع الإبحار من موانئها. وتم حل الأزمة بعد زيارة الملك عبد العزيز للجبيل والتفاهم مع رجالات المنطقة حيث سبقه وفد رفيع المستوى إليها. توفي الشيخ النمر في 1927 ودفن في بلدته العوامية.

الشيخ/ حسن علي البدر (1857-1913م)
أحد كبار المجتهدين في القطيف وكان له موقف مخالف من مبايعة الملك عبد العزيز وذلك تحسبا لغدر البدو وسيطرة الوهابيين، وأعلن ذلك في اجتماع عام. غادر القطيف واستقر في العراق وتوفي بمدينة الكاظمية عام 1913. وهو صاحب كتاب "دعوة الموحدين إلى حماية الدين" الذي ألفه استنهاضا للهمم للدفاع عن الأراضي الليبية إبان الهجوم الإيطالي عليها، وشارك في ثورة العشرين في العراق ضد الاستعمار البريطاني.

الشيخ/ علي بن حسن علي الخنيزي (1868-1943م)
من الأسر العريقة بالقطيف ولد بها ودرس فيها مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى النجف الأشرف بالعراق للدراسة الدينية أثناء الفترة ما بين (1891-1905م) ثم عاد إلى وطنه مع انتهاء دراسته وحصوله على شهادات الاجتهاد من كبار العلماء والمراجع هناك.

تبوأ منصب القضاء الشرعي منذ عودته وطيلة أيام الحكم التركي وفترة من الحكم السعودي. لعب دورا مهما في مواجهة هجمات البدو على مناطق الشيعة والتصدي لها، كما ساهم في إقناع الوالي التركي بالانسحاب من القطيف بعد الإعلان عن عزم الملك عبد العزيز بدخول القطيف إثر استسلام الأحساء وذلك حقنا للدماء.

رأس الشيخ الخنيزي اجتماع الشخصيات الشيعية مع الملك عبد العزيز الذي أفضى إلى الاتفاق على مبايعته مقابل ضمان حريتهم في عقائدهم الدينية وشعائرهم المذهبية وتم تثبيت الشيخ الخنيزي قاضيا وحيدا لمنطقة القطيف.

وبسبب زيادة الضرائب المفروضة على الأهالي وتعرضهم المستمر لمضايقات المطاوعة (الوهابيين) حدثت اضطرابات شعبية ساهم الشيخ الخنيزي في تهدئتها عبر اتصالاته بالمسؤولين وحل الأمر سلميا مع الجهات المسؤولة.

توفي في البحرين إثر مرض عضال في 1943 ونقل جثمانه للقطيف حيث دفن هناك.

الشيخ/ موسى بن عبد الله أبو خمسين (1874-1932م)
أحد كبار المجتهدين الشيعة في منطقة الأحساء، ولد في مدينة الهفوف وهاجر وهو يبلغ 12 عاما إلى النجف الأشرف في العراق لغرض الدراسة الدينية. أجيز بالاجتهاد من كبار علماء الحوزة العلمية هناك وتأهل للمرجعية فيما بعد. تفرغ للخدمة الاجتماعية بعد عودته للإحساء وأصبح قاضيا عاما فيها حتى صارت أحكامه نافذة رسميا، فلم يكن حاكم المنطقة يبت في قضية أفتى فيها الشيخ أبو خمسين. رأس اجتماع أهالي الأحساء مع الملك عبد العزيز في أبريل/ نيسان 1912 بمنزل الشيخ عبد اللطيف الملا حيث عقد اتفاق بينهم ينص على المبايعة ونشر الأمن والاستقرار مقابل ضمان حرية الأهالي الدينية.

الشيخ/ عبد الحميد بن الشيخ علي الخطي (1910-2001م)
ولد بالقطيف في 1910 ودرس فيها عن طريق الكتَّاب القرآن الكريم ومبادئ الحساب ومقدمات اللغة العربية والفقه ثم توجه في عام 1937 إلى النجف الأشرف ودرس فيها السطوح (الدروس الأولية)، وحضر دروس البحث الخارج (الدراسات العليا) عند كبار علماء الحوزة، وأجيز في مجموعة من العلوم عن طريقهم كالفقه والقضاء والمنطق وعلم أصول الفقه.

وأثناء إقامته في النجف شارك في العديد من النشاطات كجمعية الرابطة الأدبية ولازم نخبة من الأدباء.

ثم عاد إلى موطنه السعودية ومارس العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية وانكب على الكتابة والتأليف والبحث والتدريس حتى صار رائدا وصاحب مدرسة شعرية مميزة.

كان مشاركا في الحركة المطلبية الخاصة بقضايا الشيعة الدينية والاقتصادية عن طريق كتابة العرائض والبرقيات واللقاءات مع مختلف المسؤولين.

في عام 1974 تولى رئاسة محكمة الأوقاف والمواريث الجعفرية بالقطيف إلى أن توفي عام 2001. له العديد من المؤلفات والأعمال الشعرية من أبرزها "اللحن الحزين أو وحي النجف"، "ديوان عبد الحميد الخطي"، "من كل حقل زهرة"، "وحي القطيف أو وحي العواطف"، "معركة النور مع الظلام"، "خاطرات الخطي".

الشيخ/ باقر موسى عبد الله أبو خمسين (1915-1992م)
ولد بمدينة الهفوف وتربى في كنف والده الذي يعد من كبار علماء الأحساء وتلقى فيها علومه الأولية ثم سافر إلى النجف الأشرف بالعراق عام 1929 ودرس فيها العلوم الدينية وحينها شارك في العديد من الصحف اللبنانية والعراقية بمقالات متنوعة.

تولى القضاء في محكمة الأوقاف والمواريث الجعفرية بالأحساء عام 1968، وقام بالتدريس الديني ومارس العديد من النشاطات الدينية والاجتماعية منها إقامة المؤسسات الدينية، وجمع التراث العلمي والأدبي في الأحساء، وتسهيل المنح الحكومية للأراضي.

بقي يزاول عمله في القضاء حتى وفاته عام 1992، ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. ألف العديد من الكتب في الشعر والتاريخ والأدب والأخلاق ومن أبرزها "أثر التشيع في الأدب العربي".

الشيخ/ محمد بن سلمان الهاجري (ولد عام 1923م)
ولد في الهفوف بمنطقة الأحساء في 1923 ودرس فيها القرآن ومبادئ القراءة والكتابة، ثم درس مقدمات علوم اللغة العربية والفقه وأصول الدين.

سافر إلى العراق للدراسة الدينية عام 1945 وبقي هناك لأكثر من عشرين عاما، حصل فيها على إجازات كبار العلماء والمراجع.

منذ عودته لموطنه عام 1969 بدأ بالاشتغال بالتدريس والإرشاد الديني وساهم في دعم وتأسيس الحوزة العلمية بالأحساء التي خرّجت العديد من علماء الدين، كما تصدى للكثير من القضايا الاجتماعية.

يعمل حاليا قاضيا لمحكمة الأوقاف والمواريث الجعفرية بالأحساء.

السيد/ حسن باقر العوامي (ولد في 1924م)
ولد بالقطيف في 1924 والتحق بالكتّاب في سن مبكرة وأكمل دراسة القرآن الكريم واللغة العربية والحساب ودرس الأدب العربي وقرض الشعر وشارك في المطارحات الشعرية والمجالسات الأدبية.

سافر إلى النجف الأشرف واستقر فيها خمس سنوات مواصلا الدراسة في الفقه وأصول الدين والمنطق والبلاغة.

عمل منذ عودته للقطيف محاميا ولا يزال يترافع في قضايا عديدة. له مساهمات أدبية وتاريخية في مجلتي الواحة والكلمة اللتين تصدران في القطيف، ونشرت له العديد من المقالات في الصحف المحلية والعربية.

عين سكرتيرا للمجلس البلدي لمدة خمس سنوات. له نشاطات اجتماعية كثيرة وساهم في تأسيس وتشجيع قيام العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية بالقطيف منها افتتاح أول مدرسة ابتدائية للبنات في القطيف عام 1958.

شارك ولا يزال في تقديم ورفع العرائض والمطالبات إلى المسؤولين فيما يتعلق بالحالة الدينية والاقتصادية، كما يعتبر من أبرز ممثلي الطائفة الشيعية في لقاءاتهم مع مسؤولي الدولة.

من مؤلفاته "الضائعون" و"دنيا العرب والمسلمين" ومؤلفات عديدة في القضايا الاجتماعية.

الشيخ/ عبد الهادي بن الشيخ ميرزا الفضلي (ولد في 1935م)
ولد في قرية صبخة العرب بمدينة البصرة، وبعد أن ختم القرآن الكريم لدى كُتّابها التحق بالمدرسة الابتدائية وبدأ الدراسة الحوزوية فدرس النحو والصرف والمنطق والبلاغة.

في سنة 1948 التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف لإكمال دراسته وله من العمر 14 عاماً، وأكمل هناك دروس المقدمات والسطوح لدى عدد من الأعلام ثم حضر أبحاث الخارج أيضا، بعدها التحق بكلية الفقه في النجف وحصل منها على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية وذلك سنة 1962، ثم تخرج في كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1971 بدرجة ماجستير آداب في اللغة العربية.

ابتعث من قبل جامعة الملك عبد العزيز بجدة إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرج منها سنة 1976 بدرجة الدكتوراه في اللغة العربية في النحو والصرف والعروض، وعمل أستاذا للغة العربية في كل من جامعة الملك عبد العزيز والجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن. نشرت له مقالات وأبحاث ودراسات في مجلات عربية عديدة، وشارك في العديد من النشاطات الأدبية والثقافية وهو عضو في أكثر من منتدى أدبي وعضو مؤسس للجامعة الإسلامية بالمملكة المتحدة.

السيد/ علي السيد ناصر السلمان (ولد في 1944م)
ولد بالنجف الأشرف في 1944 وبدأ دراسته في الحوزة بالأحساء وعمره عشر سنين، ثم هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1950 ليواصل دراسته، فأكمل المقدمات والسطوح وحضر أبحاث الخارج لدى لفيف من كبار علماء وأساتذة الحوزة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفقه في مجال الفلسفة. عاد إلى موطنه الأحساء في مدينة المبرز فلبث فيها فترة يسيرة ثم انتقل إلى مدينة الدمام حيث يؤم المصلين في جامع العنود. له "رسالة في أسرة السلمان وشيء من تاريخ مدينة المبرز"، "روحية الإنسان وماديته"، "نظرية المعرفة" (رسالة بكالوريوس في الفلسفة).

الشيخ/ حسن موسى الصفار (ولد في 1956م)
يعد الشيخ الصفار من أبرز القيادات الشيعية الإصلاحية المعاصرة، وهو من مواليد القطيف التي درس فيها مبادئ القراءة والكتابة والتحق بمدارسها ثم انتقل للدراسة الدينية في النجف الأشرف فالكويت فإيران.

مارس الخطابة في سن مبكرة وتبوأ مكانة بارزة عن طريق دوره في تنمية ودفع الصحوة الدينية عبر ممارسة الطرح الديني المعاصر وتخريج كوادر وكفاءات فكرية وثقافية، وهو خطيب منبري وجماهيري مفوه حيث تزعم العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية في السعودية ومختلف دول الخليج.

عاد إلى موطنه عام 1994م بعد هجرة قاربت 15 عاما قضاها في قيادة وتفعيل العديد من المشاريع والأنشطة الثقافية والسياسية والإعلامية في مناطق مختلفة.

قاد مبادرات مهمة في التواصل مع قادة التيار الديني السلفي والانفتاح معهم، وكذلك مع كبار المسؤولين في الدولة.

له العديد من المؤلفات والأعمال الثقافية في مجالات مختلفة. له آراء جريئة ومتنورة في قضايا التجديد الإسلامي والسلم الاجتماعي والتعايش السلمي والحوار مع الآخر.

صدرت له مجموعة من الكتب والأبحاث طبع بعضها عدة طبعات وترجم بعضها إلى عدة لغات، ومن أبرز مؤلفاته "الوطن والمواطنة"، "التعددية والحرية في الإسلام"، التطلع للوحدة وواقع التجزئة في العالم الإسلامي"، "التنوع والتعايش: مدخل لتأسيس الشراكة للبناء الحضاري".

المصدر : غير معروف