العلاقات الكويتية الإيرانية محطات ساخنة وتقارب حذر


undefined
شعبان عبد الرحمن

المتوقف أمام المحطات التاريخية للعلاقات الكويتية الإيرانية يجد أن الكويت استطاعت -رغم بعض المحطات الساخنة- الحفاظ على علاقات طبيعية في معظم الفترات، ولم يعق ذلك اتفاقيات الصداقة بين الكويت والولايات المتحدة عدو إيران، وكذلك رغم انتماء الكويت لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول تتباين علاقاتها بإيران.

محطات مهمة
منذ استقلال دولة الكويت عام 1961 ساعدت مواقف الدولتين الإيجابية من بعضهماعلى تعزيز العلاقات بينهما، ففي عام 1973 أعلنت إيران وقوفها إلى جانب الكويت في مواجهة الاعتداء العراقي على أراضيها فيما تسمى حادثة "الصامتة" وهو ذات الموقف الذي اتخذته إيران من غزو النظام العراقي للكويت عام 1990.

وفي المقابل ورغم أن قيام الثورة الإسلامية في 12 فبراير/شباط 1979 كان في بدايته مصدر قلق بالنسبة للكويت -كغيرها من دول الخليج- فسرعان ما تبدد القلق واعترفت الكويت رسميا بالنظام الجديد، وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية يومها صباح الأحمد (أمير الكويت الحالي) أول مسؤول رفيع المستوى من منطقة الخليج يزور طهران بعد قيام الثورة.

"
حرص الكويت على عدم احتدام أي مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن مرجعه إلى احتمال حدوث انعكاسات أمنية واقتصادية خطيرة على الكويت والمنطقة 

"

لكن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر/أيلول عام 1980 والتي امتدت ثماني سنوات قطع ذلك الهدوء، فمع بداية الحرب أعلنت الكويت حيادها وطالبت الطرفين بوقف القتال. إلا أن الأراضي الكويتية تعرضت لاختراق بري إيراني وقصف بالصواريخ. 

وقد التهب الموقف بين البلدين بعد اتهام الكويت إيران بمحاولة اغتيال أمير الكويت جابر الأحمد الصباح في 25 مايو/أيار 1985، وتنفيذ تفجيرات قام بها محسوبون على إيران في الكويت، وفي نفس الوقت أعلنت الكويت دعمها المادي والسياسي للعراق في حربه وهو نفس الدعم الذي حظي به العراق من معظم الدول العربية.

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية هدأت الأمور قليلا حتى وقع الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 فكان فرصة مواتية لبدء مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات الثنائية، حيث رفضت إيران منذ البداية هذا الاحتلال.

عوائق أمام تحسن العلاقات
وبدأت العلاقات بين البلدين تشق طريقها للانتعاش مرة أخرى، غير أن التطورات الإقليمية والدولية والخلافات في وجهات النظر الكويتية الإيرانية تضع عراقيل في سبيل تطوير هذه العلاقات في المستقبل. فإيران لا تزال رافضة للوجود الأجنبي في منطقة الخليج العربي وتطالب بضرورة صياغة منظومة أمنية إقليمية تكون هي طرفا فاعلا فيها، وهو الأمر الذي يتعارض مع الاتفاقيات الدفاعية المبرمة بين بعض الدول الخليجية والدول الغربية.

ويعقد من ذلك الوضع النزاع الغربي الأميركي مع إيران بشأن مشروعها النووي وهو الوضع الذي ينذر بمواجهة عسكرية محتملة. وقد كان الموقف الكويتي واضحا في مطالبة الغرب منذ بروز الأزمة بانتهاج الحوار ومطالبة إيران في نفس الوقت بمزيد من الشفافية في التعامل مع هذه القضية ورغم تزايد سخونة الوضع تحرص الكويت على أن تنأى بنفسها عن أن تكون طرفا في هذه المواجهة وتصر على تفضيل الحوار على المواجهة*.

ويرى خبراء في الشأن الكويتي أن حرص الكويت على عدم احتدام أي مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن مرجعه إلى أن المنطقة تعاني من المواجهات العسكرية منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما أحدث انعكاسات أمنية واقتصادية خطيرة على المنطقة -والكويت في القلب منها- ووضعت المنطقة كلها في حالة إرباك، الأمر الذي جعل الكويت تؤكد أكثر من مرة على ضرورة تبني الحوار بديلا عن الحرب.
_______________
مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية

*حذر رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي من العواقب الوخيمة لأي إجراء عسكري ضد إيران، وذلك عشية لقاء جمع أمير الكويت صباح الأحمد بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها الكويت في 17 يناير/كانون الثاني 2007.

المصدر : الجزيرة