مسار التفاوض

إعداد/ شفيق شقير

عقد العرب عشرات اللقاءات والاتفاقات والتفاهمات كانت دائما تحت رحمة توازن الكتل الحزبية والشارع الإسرائيلي الذي لا يكاد يعطي ثقته لرئيس حكومة حتى يستبدل به آخر، وتعود المفاوضات مع الرئيس المقبل أشواطا إلى الوراء، وكل آت يزايد على الذاهب برفع سقف المطالب والشروط. فبدأت عملية السلام بوعود إسحاق رابين الذهبية في أوسلو، ومرت بتحفظات بيريز، وانكفأت أشواطا بمعادلة بنيامين نتنياهو الجديدة، ووقفت على شفير الهاوية بمماطلة باراك، إلى أن حصل الانهيار الأخير على يد أرييل شارون. وهذا عرض موجز لأهم الاتفاقيات:

– اتفاقية كامب ديفد
– معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
– اتفاق أوسلو

– اتفاق غزة أريحا
– اتفاق وادي عربة

– اتفاق طابا أوسلو (2)
– اتفاق واي ريفر (1)
– اتفاق واي ريفر (2)

1978: اتفاقية كامب ديفد

تعد اتفاقية كامب ديفد أهم الاتفاقيات في مسار الصراع العربي الإسرائيلي لأنها أول اتفاقية رسمية بين دولة عربية وإسرائيل، وأدت إلى تحييد مصر في الصراع.


كامب ديفد أول اتفاقية رسمية بين دولة عربية وإسرائيل وأدت إلى تحييد مصر في الصراع

أطراف الاتفاقية:
جمهورية مصر العربية وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

ملخص الاتفاقية:
اجتمع الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن مع الرئيس الأميركي جيمي كارتر في كامب ديفد في الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر/أيلول 1978 ووقعوا على وثيقتين، حددوا في الأولى إطار السلام في الشرق الأوسط ودعوا بقية أطراف النزاع للانضمام إليه، أما الثانية فقد وضعت إطارا للسلام بين مصر وإسرائيل.

الأولى: إطار السلام في الشرق الأوسط
تناولت الوثيقة في قسمها الأول الضفة الغربية وقطاع غزة، أما القسم الثاني فقد تناول مصر وإسرائيل، وفي القسم الأخير مبادئ مرتبطة بالاتفاقية.

ورأت أن القاعدة المناسبة للتسوية السلمية بين إسرائيل وجيرانها هي قرار مجلس الأمن 242 بكل أجزائه وقرار 338، وأن تعيش كل دولة آمنة في حدودها.

الضفة الغربية وقطاع غزة:
تقرر الوثيقة أن:
– أن تشترك مصر وإسرائيل والأردن وممثلو الشعب الفلسطيني في مفاوضات لحل المشكلة الفلسطينية.
– أن تتفق مصر وإسرائيل على ترتيبات لانتقال الضفة الغربية وغزة من الحكم العسكري الإسرائيلي إلى حكم ذاتي فلسطيني خلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات.
– أن تتفق مصر وإسرائيل والأردن على وسائل إقامة سلطة الحكم الذاتي، وقد يضم للمفاوضات ممثلون عن الضفة الغربية وقطاع غزة أو فلسطينيون آخرون بحسب ما يتفق عليه.
– أن تتخذ كل الإجراءات لضمان أمن أسرائيل وجيرانها.

وتحدثت الوثيقة عن تشكيل لجنة من المذكورين آنفا خلال الفترة الانتقالية لتقرر بالاتفاق السماح بعودة الأفراد الذين طردوا من الضفة الغربية وغزة عام 1967، وأن مصر وإسرائيل ستعملان معا ومع الأطراف الأخرى لحل مشكلة اللاجئين.

مصر وإسرائيل:

  • تتعهد مصر وإسرائيل بتسوية النزاعات بالطرق السلمية طبقا لأحكام المادة 33 لميثاق الأمم المتحدة.
  • يتفاوض الطرفان بهدف توقيع معاهدة سلام بينهما خلال ثلاثة أشهر اعتبارا من تاريخ توقيع هذا الإطار.

المبادئ المرتبطة:

  • تعلن مصر وإسرائيل أن المبادئ ينبغي أن تطبق على معاهدات السلام بين إسرائيل وكل جيرانها.
  • على الموقعين أن يقيموا علاقات طبيعية بينهم، وأن تشمل الاعتراف الكامل وإلغاء المقاطعة والتعاون الاقتصادي والقضائي.

الثانية: إطار السلام بين مصر وإسرائيل
في هذه الوثيقة أكدت مصر وإسرائيل نيتهما التوصل إلى معاهدة سلام بينهما خلال ثلاثة أشهر، وأن يتم تنفيذ بنود المعاهدة في فترة بين عامين إلى ثلاثة أعوام من تاريخ توقيع المعاهدة، في ما لو لم يتفق الطرفان على شيء آخر.

واتفق الجانبان على تسوية الحدود وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، وأن لمصر استخدام المطارات التي يخلفها الإسرائيليون للأغراض المدنية، وعلى حرية مرور السفن في خليج وقناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات دولية مفتوحة.

وحددت الوثيقة عدد الجنود المرابطين من الطرفين على ضفتي الحدود ومواقعهم وعددهم، وكذلك حددت مناطق تمركز قوات الأمم المتحدة.

واتفق على إقامة علاقة طبيعية واعتراف كامل بين الطرفين إثر الانسحاب المرحلي وتوقيع اتفاقية السلام. وحددت الوثيقة فترة انسحاب القوات الإسرائيلية بمدة تتراوح بين ثلاثة وتسعة أشهر من توقيع الاتفاق.

وذيلت الوثيقتان بتوقيع الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي كطرفي النزاع، ووقع عليها الرئيس الأميركي كشاهد.

1979: معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

أطراف الاتفاقية:
وقع هذه المعاهدة في واشنطن بتاريخ 26 مارس/آذار الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، والرئيس الأميركي جيمي كارتر بصفته شاهدا.

ملخص الاتفاقية:
شملت الاتفاقية تسع مواد أنهت الحرب وأعلنت السلام رسميا بين مصر وإسرائيل، وأكدت ما اتفق عليه في كامب ديفد من احترام السيادة والأراضي والانسحاب من سيناء، وضمان أمن الحدود وما يستتبعه من ترتيبات وإقامة علاقات طبيعية وفتح الممرات المائية وغير ذلك.

ولم تستعد مصر بموجب هذه المعاهدة كامل سيناء ونهائيا إلا سنة 1989، بعد مماطلة إسرائيلية وإحالة القضية من الطرفين إلى محكمة لاهاي الدولية.

1993: اتفاق أوسلو


أوسلو:
على معادلة الأرض مقابل السلام، وعلى أساس حق إسرائيل في الوجود ومنظمة التحرير ممثلة للشعب الفلسطيني

بعد حرب الخليج الثانية وقبول العرب بمبدأ الأرض مقابل السلام في محادثات مدريد التي بدأت أواخر أكتوبر/تشرين الأول ونتج عنها اتفاقيات ثنائية على المسارين الفلسطيني والأردني في حين تعثرت على المسار السوري اللبناني.

وأول اتفاق رسمي على المسار الفلسطيني هو اتفاق أوسلو الذي عقد سرا في أوسلو (النرويج) ونشرته بعض وسائل الإعلام قبل الإعلان عنه وتوقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول.

أطراف الاتفاقية:
إسرائيل والفريق الفلسطيني (ضمن الوفد الأردني – الفلسطيني المشترك إلى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط)، ووقعت عليه الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية روسيا الفدرالية بوصفهما شاهدتين.

ملخص الاتفاقية:
جرت عدة اجتماعات سرية في أوسلو بين وفود فلسطينية وإسرائيلية وتم التوصل إلى اتفاقين:

الأول: اعتراف متبادل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثلة الشعب الفلسطيني، وتم توقيعه يوم العاشر من سبتمبر/أيلول في أوسلو.

الثاني: يختص بإعلان المبادئ لتحقيق السلام وتم توقيعه رسميا في واشنطن يوم 13 سبتمبر/أيلول، ونص على انسحاب إسرائيلي تدريجي من الضفة وغزة وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة ذات صلاحيات محدودة، وأن تبحث القضايا العالقة بما لا يزيد على ثلاث سنوات مثل المستوطنات واللاجئين وغيرها.

1994: اتفاق غزة – أريحا

سبق توقيع هذا الاتفاق إجراءات لبناء الثقة تمثلت في ثلاث اتفاقيات وقعت بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني: إحداها خاصة بالمعابر وأمن الطرق والثانية حول ترتيبات الأمن في الخليل والثالثة بروتوكول للتعاون الاقتصادي.

أطراف الاتفاقية:
منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، وبصفة شاهد الولايات المتحدة الأميركية، والفدرالية الروسية، وجمهورية مصر العربية.

ملخص الاتفاقية:
اتفاق تنفيذي لأوسلو وقع يوم 4 مايو/أيار في القاهرة، وهو خطوة البداية لانسحاب إسرائيل من غزة وأريحا وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها، ولم يبت الاتفاق بالقضايا العالقة، وبقيت المستوطنات واحتفظت إسرائيل بالمعابر والمياه الإقليمية. وأتبع باتفاقين تنفيذين: الأول اقتصادي (يوليو/تموز) ينظم العمالة الفلسطينية والعلاقات المالية والاقتصادية بين الطرفين، والآخر اتفاق تمهيدي لنقل الصلاحيات المدنية في الضفة (آب/أغسطس)، واشتمل على تعريفات خاصة بنقل السلطة وإجراءاتها في مجالات الصحة والتعليم والثقافة وغيرها.

1994: اتفاق وادي عربة


وادي عربة:
استقلال الأردن وحدود آمنة لإسرائيل

يشعر الأردن بالتهديد الدائم من فكرة "الأردن الوطن البديل للفلسطنيين" كما يصر على طرحها بعض الإسرائيليين، ووجد في عملية السلام حماية لكيانه بضمانة دولية.

أطراف الاتفاقية:
المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل وبصفة شاهد الولايات المتحدة الأميركية.

ملخص الاتفاقية:
وقعت في 26 أكتوبر/تشرين الأول وشملت عدة مواد أهم ما فيها أنها ترسي مبادئ عامة من الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي وتبين الحدود وترتيبات أمنية ضد اختراق الحدود، والإرهاب، والمياه، وإقامة علاقات طبيعية. وأحالت قضية اللاجئين إلى اللجنة متعددة الأطراف، واعترفت للأردن بدوره الخاص في رعاية الأماكن المقدسة في القدس.

1995: اتفاقية طابا (أوسلو/2)

اتفاقية مرحلية حول الضفة والقطاع، جرت مباحثاتها في طابا وووقعت رسميا في واشنطن يوم 28 سبتمبر/أيلول واشتهرت بأوسلو/2، وسبقتها وأعقبتها أيام دامية تركت أثرا عليها، فقد سبقتها مجزرة الحرم الإبراهيمي وعدة قنابل بشرية هزت العمق الإسرائيلي، وأعقبها اغتيال رابين.

أطراف الاتفاقية:
إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووقعت عليها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الفدرالية والاتحاد الأوروبي ومملكة النرويج وجمهورية مصر العربية.

ملخص الاتفاقية:
قسم الاتفاق المناطق الفلسطينية إلى (أ) و(ب) و(ج) تحدد مناطق حكم السلطة والمناطق الخاضعة لإسرائيل وغير ذلك، ويقضي الاتفاق بانسحاب إسرائيل من ست مدن عربية رئيسية و400 قرية في بداية العام 1996، وانتخاب 82 عضوا للمجلس التشريعي، والإفراج عن معتقلين في السجون الإسرائيلية.

وتضمنت تأكيدا على ما سبق في الاتفاقات السابقة وعلى الترتيبات الأمنية والمعابر، وجعلت للخليل ترتيبات خاصة لحماية 400 مستوطن يهودي. ومن المفترض أن يكون اتفاق أوسلو2 هو المرحلة الثانية التي ستتلوها مفاوضات الوضع النهائي.

1998: اتفاق واي ريفر/1

ويدعى اتفاق واي بلانتيشن، وقد حدث عدد من المتغيرات قبل هذا الاتفاق إذ اغتالت إسرائيل يحيى عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 فردت حماس بعدة قنابل بشرية عنيفة في إسرائيل، فعقد على أثرها قمة صانعي السلام في شرم الشيخ لمحاربة الإرهاب في 13 مارس/آذار من العام نفسه. وعقد اتفاق مكمل لاتفاق سابق حول الخليل والوجود الدولي المؤقت فيها يوم 9 مايو/أيار 1996. ولكن تجمدت العملية السلمية باستلام بنيامين نتنياهو الحكم في إسرائيل يوم الأول من يونيو/حزيران 1996 ثم استؤنفت باتفاق بروتوكول حول إعادة الانتشار في الخليل يوم 17 يناير/كانون الثاني 1997. وأرسى نتنياهو معادلة جديدة للمفاوضات "الأمن مقابل السلام" بدلا من "الأرض مقابل السلام".

أطراف الاتفاقية:
منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وبصفة شاهد الولايات المتحدة الأميركية.

ملخص الاتفاقية:
نص على إعادة انتشار إسرائيلي في بعض المناطق الفلسطينية، وعلى قيام السلطة بترتيبات أمنية تقوم بها السلطة ومنها إخراج المنظمات الإرهابية عن القانون، وتشكيل لجنتين الأولى ثنائية فلسطينية إسرائيلية للتنسيق الأمني، والأخرى ثلاثية فيها الولايات المتحدة إضافة إلى الطرفين السابقين لمنع التحريض المحتمل على الإرهاب وتضم ثلاثة خبراء من كل طرف إعلامي وقانوني وتربوي. كما نص على تشكيل لجنة أخرى ثلاثية أيضا بهدف مراجعة وتنسيق الأمن ومحاربة الإرهاب، وعلى أن تستأنف مفاوضات الوضع النهائي والتوصل إلى اتفاق قبل الرابع من يونيو/حزيران 1999.

1999: اتفاق واي ريفر/2


نتنياهو غيّر المعادلة إلى الأمن مقابل السلام أما شارون فحطمها بالحرب على الإرهاب

طبق نتنياهو بعض ما في اتفاق واي ريفر/1 ولم يطبق بعضه الآخر، وخسر انتخابات مايو/أيار 1999، واستلم الحكم حزب العمل بزعامة إيهود باراك واستأنف عملية السلام على الأساس نفسه الذي عقد عليه واي ريفر/1، فكانت مفاوضات شرم الشيخ (مصر) يوم 4 سبتمبر/أيلول وسميت واي ريفر/2.

أطراف الاتفاقية:
حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وبصفة شاهد الولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية.

ملخص الاتفاقية:
الاتفاق هو تعديل وتوضيح لبعض النقاط في واي ريفر (1) وتنفيذ لها، خاصة فيما يخص إعادة الانتشار، وإطلاق السجناء والممر الآمن وميناء غزة والترتيبات الأمنية وسواها.

تعددت التفاهمات بعد هذا الاتفاق وتوجت بمحاولة الرئيس الأميركي بيل كلينتون التوصل إلى اتفاق الحل النهائي في كامب ديفد 11 يوليو/تموز 2000، وفشلت المفاوضات للاختلافات العميقة بين الطرفين خاصة حول مدينة القدس ومقدساتها وعودة اللاجئين وسواها من المسائل العالقة. وأصرت إسرائيل على الحصول على إقرار فلسطيني أيضا بإنهاء الصراع بينهما في الوقت الذي لن تنتهي تداعيات الحلول المطروحة على طريقة الحل الإسرائيلي.

تعثرت عملية السلام وانطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (28 سبتمبر/أيلول 2000، فتشكلت لجنة دولية برئاسة السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل في مارس/آذار 2001 توصلت إلى عدة مقترحات تتمحور حول إيقاف الاستيطان الإسرائيلي وإيقاف العنف من الجانبين، إلا أنها كانت دون جدوى بعد فوز أرييل شارون (الليكودي) في الانتخابات الإسرائيلية يوم 7 فبراير/شباط 2001 والذي بدأ عهده بوعد المائة يوم لسحق الانتفاضة، واستغل تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ليجعل من حرب أميركا على الإرهاب حربا على كل اتفاقات السلام المعقودة مع الفلسطينيين.
_______________
قسم البحوث والدراسات – الجزيرة نت
المصادر:
1- معاهدة كامب ديفد
2- موقع فلسطين أرض التاريخ
3- معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
4- اتفاق أوسلو 1993
5- اتفاق غزة أريحا 
6- اتفاق أوسلو 2، موسوعة مقاتل، اتفاقيات السلام، فلسطين/ إسرائيل، الاتفاقية الإسرائيلية-الفلسطينية المرحلية حول الضفة والقطاع
7- اتفاق واي ريفر 1
8- اتفاق واي ريفر 2
9-توصيات لجنة ميتشل

المصدر : الجزيرة