الزيدية.. إمامية بلا عصمة

لا يزال اليمن الموطن الأساس للزيدية
لا يزال اليمن الموطن الأساس للزيدية

تنتسب الزيدية إلى زيد بن علي (السجاد) بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.

المصادر الزيدية تقول إنه ولد عام 75 هـ وأخذ العلم عن بعض صحابة الرسول الكريم وعن أبيه علي (السجّاد) وعن أخيه محمد (الباقر 56-114 هـ) الإمام الخامس عند الاثتي عشرية، وقتل زيد عام 122 هـ أثناء مواجهته وأتباعه الأمويين في الكوفة.

وثار من بعده ابنه يحيى (97-125 هـ) على الأمويين مرارا إلى أن قتلوه في جوزجان بإيران ولم يتزوج ولم يعقب.

ثم توالت الثورات وقامت دعوات باسم آل البيت في أكثر من زمان ومكان.

العقيدة والسياسة
تصنف الزيدية في كتب التراث من الناحية السياسية والعقائدية بأنها من المذاهب الشيعية، لأنهم يقولون بأن علي بن أبي طالب هو الأحق بالخلافة بعد النبي الكريم، ولكنهم يقرون بصحة خلافة من سبقه لأن ولاية المفضول جائزة عندهم.

كما يقولون بوجوب أن يكون إمام المسلمين بعد علي أي شخص مؤهل للمنصب من أبناء فاطمة بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي من ذرية ابنيها الحسن والحسين.

"
تتميز الزيدية بالمرونة من حيث تقبلها الاعتماد على مصادر المذاهب الأخرى، ولهم بعض القواعد الضابطة في هذا الشأن ولكنها ليست حاسمة
"

ويميزون أنفسهم عن الاثني عشرية بأن ليس للإمام مقام يقارب النبي من حيث العصمة والوحي، وأنهم يرفضون مبدأ "توريث الإمامة" وأن الإمام عندهم هو من آل البيت ولكنه يستحق هذا المنصب "بالعلم والفضل والجهاد وليس بالوراثة".

ولعموم الزيدية موقف خاص من الصحابة، حيث يقرون بفضل معظم أصحاب النبي ولكنهم ينتقدون مواقف آخرين خاصة أولئك الذين كانت لهم مواقف سلبية حسب رأيهم من آل البيت النبوي، وقد يخرجونهم من مفهوم الصحبة لأن الصحابي عندهم هو من طالت مجالسته للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرف عنه النفاق، في حين أن قلة منهم قد تقترب في موقفها من الصحابة من موقف الاثني عشرية.

الفقه والمصادر
الدين عند الزيدية من حيث المبدأ انتقل من النبي صلى الله عليه وسلم عبر الرواية مع بعض الخصوصية، ويولون الروايات التي نقلت عن النبي الكريم بواسطة الإمام زيد عن آبائه وأجداده إلى النبي عليه الصلاة والسلام أهمية خاصة، وهي عمدة المذهب، ومن أشهر كتبهم "المجموع" للإمام زيد.

وتتميز الزيدية بالمرونة من حيث تقبلها الاعتماد على مصادر المذاهب الأخرى، ولهم بعض القواعد الضابطة في هذا الشأن ولكنها ليست حاسمة، ويكثر وجود أشخاص يعتمدون مذاهب إسلامية أخرى، ينتمون لعائلات زيدية معروفة.

ونشأت للزيدية دول في كل من المغرب 172هـ، وطبرستان 250هـ، واليمن 280هـ، وبانتقال الأخيرة إلى النظام الجمهوري خلا الزمان من دولة زيدية، ولكنها لا تزال الموطن الأساس للزيدية والوجهة الجامعة لكل الزيديين وعلومهم.
______________
1- موقع مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، وفيه بعض الكتب الزيدية المتاحة إلكترونيا.
2- موقع الإمام الزيدي مجد الدين بن محمد المؤيدي، وفيه بعض الكتب الزيدية المتاحة إلكترونيا.
3- "أئمة أهل البيت" لعباس محمد زيد، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية.
4- كتاب "العقيدة الصحيحة والدين النصيحة" لإسماعيل بن القاسم بن محمد، موقع مجد الدين المؤيدي.
5- كتاب "عرض الحديث على القرآن" لمحمد عزان.
6- "الزيدية قراءة في المشروع وبحث المكونات" لعبد الله بن محمد حميد.
7- مقدمة محمد عزان في تحقيقه لكتاب "التحرير في الفقه" للإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية. 

المصدر : الجزيرة