العلاقة بالقوى الأجنبية.. سلوك كردي مبكر للتآمر


undefined
 طارق الدليمي

في طريقته الاجتماعية السياسية في التحليل، يضع جاك لاكان، منهجاً يجمع بين الصرامة المدرسية والمرونة في التعامل مع الوقائع، يشير فيه إلى السلوك العام للإنسان والمجموعات البشرية حين تقع في الخطأ الجسيم من أجل تحقيق آمالها وطموحاتها. والمنهج يتركز في ثلاث رزم: الأولى المتخيل، الثانية الرمزي، الثالثة الواقعي.

الفشل القيادي
تنفيذ الأجندة الأجنبية
التعاون مع العدو

الفشل القيادي

حين نواجه المشكلة الكردية في العراق لا بد من القول إن السلوك الفاشل للقيادات الكردية في تحقيق طموحات الشعب الكردي ضمن الإطار الوطني الاستقلالي التاريخي، يجيز لنا القول حسب لاكان، إن التخيل في الذهن القيادي هو الدولة الكبرى-كردستان والتي منعتها الأطماع الاستعمارية من التحقيق بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. أما الرمزي، فهو الإصرار لهذه القيادات على اتهام العرب دوماً ومن دون غيرهم على الاضطهاد الكلي والذي يمكن أن يتلخص أحياناً بمسائل مزورة وتراكمات مسبقة الصنع وإحالات نفسية من نمط "حلبجة". أما الواقعي، فهو أن القيادات ومنذ عام 1921 -بداية الدولة العراقية- كانت وما تزال تطمح إلى بناء دولتها الخاصة في رقعة متوهمة من العراق تكون بديلاً عن الحكم القومي الكردي العام، وياليتهم توقفوا أمام هذا الواقعي الذي انقسم إلى سنجقين البارزاني والطالباني ولا نعرف الحرب بينهما متى تنتهي؟

"
مالت القيادات الكردية منذ وقت مبكر إلى المساومة مع القوى الأجنبية وخضعت أحيانا إلى إستراتيجياتها السياسية

"

وإذا كان مكماهون قد خدع الشريف حسين عام 1915 بخصوص الدولة العربية التي ستشيد بعد ثورة 1916، فإن شريف باشا الذي بعثه الشيخ محمود الحفيد للقاء مع السير برسي كوكس في مرسيليا عام 1919 قبل وعود كوكس بأن تكون كردستان تحت الانتداب البريطاني. أما القيادات الكردية في العراق، فإنها أذعنت لخطة بيرسي كوكس، في الاندماج مع الدولة، وتحديداً بعد مؤتمر القاهرة في مارس/آذار 1921. وظلت ميالة إلى المساومة باستمرار مع القوى الأجنبية بل أحياناً تخضع للعديد من إستراتيجياتها السياسية. وكانت الإستراتيجية البريطانية في حينها، هي الاندماج المؤقت للشعب الكردي مع العراق، ومحاولة استغلال أوضاعه من أجل تحقيق الضغوطات السياسية على الدولة ومنعها من الاستقلال الكامل. أما الإستراتيجية الإنجلو سكسونية الحالية فهي تتضمن الانفصال المؤقت وذلك لتحقيق نفس الإغراض لمنع الاستقلال والسيادة الكاملة للطرفين العربي والكردي. ولقد ضاعت القيادة الكردية بين مفهومين تاريخيين للخلاص القومي، الأول الستاليني والثاني الويلسوني لتقرير المصير، وتم تحطيم آمال الشعوب في الصيغتين، تبعاً لمصالح الدولة السوفياتية أو الإمبريالية العالمية.

محاولات الحل العقيمة
كانت بريطانيا المنتصرة في حربها العدوانية عام 1941 واحتلالها للعراق للمرة ثانية، قد احتضنت القيادات الكردية مرة ثانية: وساهمت في تشكيل حزب هيوا، من خلال الضابط شوتر ودعمه لمؤسس الحزب رفيق حلمي. وبادر هذا الحزب إلى تأييد الحركة المسلحة للبارزاني وساعده على الهرب والذهاب إلى إيران للمشاركة في جمهورية مهاباد. وقد سارعت بريطانيا وبالتعاون مع أميركا بالقضاء على هذه الجمهورية وتوحيد البلاد مرة ثانية. وحينها شجعت بريطانيا الملا مصطفى للذهاب إلى الاتحاد السوفياتي. ويؤكد السياسي عبد الفتاح إبراهيم، على أن للسوفيات دوراً غامضاً في هذه النقطة، وتشير الوقائع التاريخية إلى أن اتفاقية سايكس بيكو– سازانوف عام 1916 منحت كردستان للقيصرية الروسية، لكن الثورة البلشفية عام 1917، وفضحها لبنود الاتفاقية جعلت بريطانيا تسترجع هذه القطعة إليها وتتصرف من جديد على ضوء ذلك. وهذا ما جعل السوفيات يبلعون الموس على الحدين !

واستفادت الحركة السياسية العراقية من درس الحركة البارزانية باتجاهين: الأول المشروع الحكومي السعيدي( نسبة إلى أشهر رؤساء الوزراء العراقيين نوري السعيد) والثاني المشروع الوطني في تلك الفترة بقيادة الزعيم الشيوعي يوسف سلمان يوسف.

المشروع السعيدي: يتضمن إعادة إدماج الوضع الكردي بصورة شاملة مع الدولة الوطنية العراقية. بل إن التقرير يشير وعلى ضوء التجارب بوضوح إلى مخاطر التداخلات الأجنبية بالحالة الكردية وانتهازية "الأفندية" الكرد ومصالحهم الشخصية. ويدافع الباشا (نوري السعيد) عن برنامج يتضمن إدماج الطبقات السياسية والتجارية والإقطاع في الحلف المركزي للدولة، البلاط والسلطة السياسية. وكانت هذه الطبقة الكردية جزءاً مهماً من الطاقم السياسي الحزبي الانتخابي للسعيد. [كاتب التقرير ماجد مصطفى من تابعي الشيخ الحفيد].

المشروع الوطني: هاجم يوسف سلمان موقف الحزب الشيوعي عام 1939 والقاضي بالانفصال عن العراق. وثبت في أدبيات الحزب ولا سيما كونفرنس 1942 ومؤتمر 1945، بأهمية وحدة العراق الوطنية وكون الاندماج مسألة ضرورية، ومحذرا بوضوح من التدخلات الاستعمارية وفي مقدمتها الأميركية التي تسعى إلى "العثور على قاعدة اجتماعية" لها في الشعب الكردي. وكان الجادرجي ممثل البرجوازية الوطنية يتمسك بنفس الموقف، وقد رفضت الأحزاب الوطنية في مارس/آذار 1957 دخول حزب البارتي الكردي إلى جبهة الاتحاد الوطني، وأناطت بالعلاقة الجانبية للحزب الشيوعي.

تنفيذ الأجندة الأجنبية

"
استفاد الحكم القاسمي في العراق من الملا مصطفى البارزاني في ضرب الحركة القومية العربية

"

طرحت ثورة 14 يوليو/تموز 1958 في العراق ومن خلال دستورها الجديد الحقوق الكردية ضمن إطار جمهورية دستورية موحدة. واستفاد الحكم ألقاسمي من الملا مصطفى البارزاني العائد إلى العراق، في صراعه الداخلي مع القوى الأخرى. وقام عبد الكريم قاسم باستعمال القيادات الكردية لتدمير الحركة القومية -لا سيما في الموصل وكركوك- وفي الوقت ذاته دفع هذه القيادات إلى تحجيم النفوذ السياسي للحزب الشيوعي في الشمال. لكن الطرفين، قاسم والبارزاني، سرعان ما أسفرا عن استبدادهما وطموحاتهما الضيقة.

واستثمر البارزاني ضغوطات شركات النفط بعد إعلان قانون رقم 80 لعام 1960، وتصاعد الضغوطات العسكرية بعد أن تورط قاسم في مسألة الكويت. هنا ساعدت إيران القيادة الكردية من خلال عشيرة (سعيد قزار) وبعض الإقطاعيين بقيادة عباس مامند، وكان رسولهم إلى الملا مصطفى، جلال الطالباني. وبعد انقلاب 8 فبراير/شباط 1963، طرحت القيادة الكردية برنامجها في الحكم اللامركزي، حيث تم رفض ذلك. إلا أنها قدمت مشروعا -من خلال الطالباني– إلى المباحثات الجارية حول الوحدة الثلاثية في القاهرة.

وبعد فشل هذه الجهود جميعا، بدأ الملا تحركه العسكري الذي أسند بصورة شاملة وعلى كافة المستويات من قبل إيران الشاه. ويؤكد الصحفي دافيد دامسن في كتابه الحرب الكردية، أن البارزاني قال له إن الأميركيين طلبوا منه ذلك بوضوح عبر إيران. وكان الثمن ربع مليون دينار عراقي مع بعض صناديق البرتقال والتفاح حملها إليه متصرف لواء السليمانية عبد الرزاق سيد محمود. لكن البارزاني بعد الانشقاق الكبير في صفوفه، حاول استمالة القاعدة الشعبية في الرجوع إلى العمل المسلح والتعاون مع شركات النفط وإيران، واستثمر المشاكل في الحكومة المركزية وموت الرئيس عبد السلام عارف في حادثة الطائرة الشهيرة.

وكانت معركة هندرين بين المقاتلين الكرد والجيش العراقي في ربيع 1966 إحدى علامات العار في التاريخ البارزاني. إذ أن المعلومات التي حصلت عليها من عدة إطراف تشير إلى ضلوع المخابرات الإيرانية والأميركية والإسرائيلية في هذه المعركة القذرة. [وقد شرح عبد العزيز العقيلي ذلك في اجتماع عسكري خاص، اطلعت على العديد من أوراقه].

"
استعد البارزاني للانفصال عن العراق أواسط عام 1968 بدفع وتحريض من إسرائيل

"

تآمر رغم الاتفاق
سارعت حكومة عبد الرحمن البزاز المدنية إلى تحقيق وقف إطلاق النار يوم 25 يونيو/حزيران 1966. وكانت موافقة الجانب الكردي أيضا حسب كتاب [دانا آدم شمدت-رجال شجعان] نتيجة الضغوطات الأميركية الإيرانية لفسح المجال أمام البزاز. واستمرت حالة الهدوء النسبية التي كانت تطمر في أعماقها سلوكيات ونيات بارزانية خاصة، وقد اطلعت شخصيا في نهاية عام 1968 على وثيقة داخلية مختصرة تؤكد بجلاء أن البارزاني كان ينوي عقد مؤتمر خاص في يونيو/حزيران من ذلك العام يعلن خلاله انفصال كردستان عن العراق. وقد حمل إلي هذه الوثيقة السيد حافظ القاضي أحد كوادر الحزب الشيوعي العراقي-القيادة المركزية، وقد كشفت المعلومات التي تسربت لاحقاً أن العلاقة المتسارعة بين الملا والقيادة الإسرائيلية منذ مارس/آذار 1967 وزيارة الملا إلى إسرائيل في سبتمبر/أيلول 1967، لها علاقة بخطط الانفصال البارزانية الجديدة.

وبعد 17 يوليو/تموز 1968 حدثت مناقشات سياسية ومفاوضات انتهت كلها يوم 11 مارس/آذار 1970 وبيانه الشهير الذي اعترفت فيه الحكومة العراقية بحق الشعب الكردي بالحكم الذاتي. لكن الملا لم يهدأ بعد الاتفاق، وكان ديفيد كمحي السفير الإسرائيلي في طهران، مع ريتشارد هيلمز السفير الأميركي (الرئيس السابق للـ CIA) ومع السافاك بقيادة الجنرال نصيري هم الذين يشرفون على النشاطات العسكرية الجديدة للكرد العراقيين ضد الحكومة المركزية، وهم أيضا من خطط قبل ذلك عام 1969 مع مهدي الحكيم (الأخ الأكبر لعبد العزيز الحكيم) وحسين الصدر والملا مصطفى البارزاني ومحمود عثمان وعبد الغني الراوي لانقلاب عسكري مبكر ضد الحكم الجديد في بغداد فشل في حينه.

وبعد ذلك فتحت دورات عسكرية وسياسية عديدة في إسرائيل، منطقة سهل الجولة حيث الجالية الكردية اليهودية، شارك فيها، ناشروان مصطفى البارزاني وحسين سنجاري والمئات من الكوادر، منهم نوري علي حيدر الملقب(هوشيار) والذي يؤكد الجميع أنه وزير الخارجية الحالي وشقيق إحدى زوجات الملا مصطفى!! حدث هذا في سياق غير عادي، حيث كانت الحكومة المركزية العراقية في أبريل/نيسان 1972 قد عقدت المعاهدة السوفياتية العراقية، وفي مايو/أيار أي بعد شهر واحد تقريبا زار نيكسون (الرئيس الأميركي) طهران بصحبة كيسنجر (وزير الخارجية) واتفقا مع الشاه على مساعدة البارزاني الذي تلقى مبلغ 16 مليون دولار حملها إليه وزير المالية الأميركي جون كونالي. وقد أشار تقرير أوتيس بايك إلى هذه الأمور بالتفصيل عام 1977.

وكانت هذه الأحداث كلها قد سبقت القرار التاريخي في يونيو/حزيران 1972 بتأميم النفط العراقي!! واستمرت الضغوطات السياسية على الحكم في بغداد من خلال إيران والقيادة الكردية. وقام مسعود البارزاني نفسه برعاية عملية تهجير خمسة آلاف كردي يهودي عبر إيران إلى إسرائيل، وفي تلك الفترة كان لمصطفى البارزاني دور هام في تحطيم المعارضة الكردية في تركيا، حيث سلم الدكتور شفان رئيس الحزب الديمقراطي الكردي التركي إلى الحكومة التركية وكذلك المعارضة الكردية في إيران، حيث قام بقتل المئات من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني وسلم قياداته ومنها فايق نامق إلى السافاك.

التعاون مع العدو

"
أسهم مصطفى البارزاني في ضرب المعارضة الكردية بكل من إيران وتركيا وبعد موته تعاونت القوات الكردية مع الإيرانيين خلال الحرب

"

صرح البارزاني بعد انهيار قواته عام 1975 إثر اتفاقية مارس/آذار من ذلك العام بين العراق وإيران، حينما وصل إلى طهران هاربا بأنه "يجب محوه (اتفاق آذار) من التاريخ". وذهب إلى ولاية فيرجينيا في أميركا، ولكن في غيابه وقبل موته عام 1979، عمد جلال الطالباني إلى إعادة تأسيس تنظيم خاص به بالاستعانة بالقيادة السورية، وتحديداً من خلال باقر ياسين عضو القيادة القومية للبعث السوري، وبالتنسيق مع القيادة الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية في فبراير/شباط 1979، وبشكل خاص مع محسن رضائي. أما مسعود البارزاني فقد سافر إلى إسرائيل وبعدها إلى تركيا تمهيداً لإعلان العصيان مرة ثانية. وبعدها أقنع والده بأن يبعث برقية تهنئة إلى الخميني، نشرت على طريقة الإعلانات في جريدة اطلاعات يوم 17/2/1979!!

وفي بداية الحرب العراقية الإيرانية تعاونت القوات الكردية مع الجيش الإيراني والحرس الثوري. وقال لي إدريس البارزاني شخصياً عام 1983 في طرابلس الليبية "إن علاقتنا مع إيران إستراتيجية، وإن إسقاط النظام العراقي وإقامة حكم إسلامي هناك سيحل المشكلة الكردية نهائياً". لكن الطالباني كان في وضع آخر، فقد تجول بين العواصم الثلاث بغداد- دمشق-طهران. وأخيراً استقر منتصف عام 1988 في واشنطن بطلب من قيادة الجبهة الكردستانية، وطيلة الحرب كانت القوات الكردية تتعاون كلياً مع الجيش الإيراني وقوات بدر الحكيمية. وقد ساعد الكرد الباسدران(حرس الثورة الإيراني) في معركة ليلان، وكان له دوره المفضوح في حلبجة !

توسيع الدائرة
بعد الدخول العراقي إلى الكويت، سافر الطالباني يوم 17/ 8/ 1990 إلى واشنطن ورجع بالمشروع الشهير: إسقاط النظام بالحرب. وكانت الخطة مطابقة لخطة الجنرال الإيراني نصيري عام 1969. وتقوم الخطة الجديدة على: أولا- تقوم الحركة الكردية بالتمرد المسلح في الشمال، ثانيا- تتحرك القوى الشيعية المسلحة بقيادة فيلق بدر في الجنوب، ثالثا- انقلاب عسكري في بغداد. وفي مارس/آذار 1991 فشل ذلك كله !! وقد فضح الطالباني كل ذلك حين وصل إلى بغداد نهاية آذار 1991، ونشرت ذلك جريدة الجهاد يوم 29/ 4/ 1991. وقد ساعد الكرد أميركا على تأسيس قاعدة عسكرية في زاخو.

ومنتصف 1992 سافر الطالباني الى واشنطن وأقنعهم بضرورة التعاون تفصيلياً مع المجلس الأعلى بقيادة باقر الحكيم. ورجع كي يتفاهم مع رئيس الوزراء التركي الأسبق تورغوت أوزال حيث صرح بأن الفدرالية مع تركيا ممكنة!!. لكن الولايات المتحدة سارعت وعبر أحمد الجلبي إلى إجبارهم [محمد بحر العلوم، كنعان مكية، رند الرحيم مع العديد من القوى السياسية ومنهم المجلس الأعلى] للذهاب في يوليو/تموز 1992 إلى فيينا وإعلان المؤتمر الوطني، الذي سافر بعد إعلانه وفد خاص بزعامة الجلبي إلى واشنطن. وحينها أتخذ القرار الكردي بقطع الصلات نهائياً مع بغداد والبدء بتأسيس المحمية الكردية في الشمال تحت علم الأمم المتحدة وبإشراف أميركي بريطاني فرنسي مشترك وبالتعاون الكامل من قبل تركيا.

"
جلال الطالباني عاد صيف عام 1990 من واشنطن بخطة لإسقاط النظام العراقي بالحرب وهو من فضح ذلك خلال زيارته لبغداد في أبريل/نيسان 1991

"

وفي الوقت نفسه تقريباً، بعثت أميركا برسالة خاصة عن طريق نجم الدين كريم-معهد واشنطن للكرد، للذهاب إلى واشنطن. وتم اللقاء هناك، حيث اتفق مسعود مع الإدارة الأميركية على السعي الجاد من أجل إسقاط النظام. وقد وعدوه بتحقيق الفدرالية ضمن الإطار العراقي. وحين رجع مسعود إلى أربيل سارع إلى عقد لقاء سياسي مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي، وأفهمهم بتفاصيل الزيارة والتي فيها أكد على أن شعار الفدرالية سيكون الحكم في التفاهم والتعاون والتحالف مع القوى السياسية الأخرى. وبعد ذلك أرسل برقية خاصة يطلب فيها من الطالباني أهمية اللقاء مع أوزال.

وفي سبتمبر/أيلول 1992 تم اللقاء وأخذوا مساعدة مالية وضمانا بعدم التحرش بهم عسكرياً لقاء مساندتهم تركيا في مطاردة وتصفية حزب العمال الكردي التركي P.k.k. وفي دمشق راوغت القيادة الكردية مع القيادة السورية. واعترض الشيوعي فخري كريم على الاتفاقات الكردية الأميركية. لكن الصراع المسلح بين البارزاني والطالباني انفجر في معركة دموية هائلة سميت "أم الكمارك" أوائل مايو/أيار 1994. ومن نتائج هذا الصراع انقسام "الواقع الكردي" إلى سنجقين طالباني وبارزاني.
______________
كاتب وباحث عراقي

المصادر
1- خفايا المسألة الكردية، لوقا زودو، بيروت، 1974
2- رحلة إلى الهند، عبد الفتاح إبراهيم
3- الحرب الكردية، ديفيد أدامسن
4- رحلة إلى رجال شجعان، دانا آدم شمدت
5- كتابات يوسف سلمان يوسف
6- النفط والأكراد، كمال مجيد
7- محمود عثمان، كراس حول الأكراد وإسرائيل، 1978
8- تقرير أوتيس بايك، 1977
9- تقرير عمر الشيخ موس، فيينا، 1984
10- شهادة أوليفر نورث، الكونغرس الأميركي
11- نص محضر اجتماع مسعود البارزاني، عزيز محمد
12- رسالة فخري كريم إلى عبد الله الأحمر
13- أحاديث مدونة مع: عزيز عقراوي، سامي عبد الرحمن، محمود عثمان، إدريس البارزاني، هاشم عبد الجبار، حميد الحصونة
14 -كلمة الدكتور البير ربيع في مؤتمر الجمعية اليهودية العراقية في نيويورك، 4/4/198

المصدر : الجزيرة