رصد إشارات راديوية غامضة وغير مفهومة في قارة أنتاركتيكا

رُصدت هذه النبضات الراديوية غير الاعتيادية من خلال تجربة هوائي النبض العابر للقطب الجنوبي (ANITA)، وهي مجموعة من الأجهزة تُحلق على متن بالونات عالية فوق القارة القطبية الجنوبية، وهي مصممة لرصد الموجات الراديوية الصادرة عن الأشعة الكونية التي تضرب الغلاف الجوي. حقوق الصورة: ستيفاني ويسل / جامعة ولاية بنسلفانيا. المشاع الإبداعي
رُصدت هذه النبضات الراديوية غير الاعتيادية من خلال تجربة أنيتا في القطب الجنوبي (ستيفاني ويسل)

في يونيو/حزيران الحالي 2025، رصدت تجربة "أنيتا"، وهي مجموعة من هوائيات راديو معلقة في بالونات عالية الارتفاع فوق قارة أنتاركتيكا، إشارات راديوية غريبة جدا تبدو وكأنها تنبعث من تحت الجليد وليس من الفضاء.

وسبب غرابة هذه الإشارات أنها رصدت بزاوية نحو 30° تحت الأفق، مما يعني أنها مرت عبر آلاف الكيلومترات من الجليد والصخور، وهو أمر ينافي قوانين الفيزياء المعروفة، وفقًا لمجموعة بحثية دولية تضم علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا.

وصرحت ستيفاني ويسل، الأستاذة المساعدة في الفيزياء والفلك والفيزياء الفلكية، والتي عملت ضمن فريق أنيتا في بيان صحفي رسمي من الجامعة، أنه وفقًا لحساباتهم، "كان على الإشارة الشاذة أن تمر عبر آلاف الكيلومترات من الصخور وتتفاعل معها قبل وصولها إلى الكاشف، وهو ما كان من المفترض أن يجعل الإشارة الراديوية غير قابلة للرصد لأنها كانت ستُمتص في الصخور".

قالت ويسل: "إنها مشكلة مثيرة للاهتمام، لأننا ما زلنا لا نملك تفسيرًا فعليًا لماهية هذه الشذوذات، ولكن ما نعرفه هو أنها على الأرجح لا تمثل نيوترينوات".

ANITA was placed in Antarctica because there is little chance of interference from other signals. To capture the emission signals, the balloon-borne radio detector is sent to fly over stretches of ice, capturing what are called ice showers. Credit: Stephanie Wissel / Penn State. Creative Commons
لم يجد العلماء تفسيرا بعد لهذه الإشارات (ستيفاني ويسل)

البحث عن النيوترينو

التجربة كانت تبحث عن نيترينوات فائقة الطاقة باستخدام ظاهرة "أسكاران" في الجليد، وهي ظاهرة تحدث عندما جسيم عالي الطاقة (مثل نيوترينو) يصطدم بمادة كثيفة مثل الجليد، هذا التصادم يُنتج دُفقة من الجسيمات الثانوية التي تنتج بدورها نبضة قصيرة من إشعاع راديوي يمكن للعلماء التعرف عليه.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية "فيزيكال ريفيو ليترز"، فإن الإشارات المسجّلة لا تتوافق مع نمط التصرف المتوقع للنيوترينوات أو أي من الجسيمات المعرفة، فهي أكثر شدة وتنطلق زاوية غير منطقية بالنسبة للعلماء الذين يدرسون هذه الظواهر.

أضف لذلك التجارب الأخرى التي تدرس جسيمات النيوترينو في القارة القطبية الجنوبية مثل "آيس-كيوب"، لم تسجل مثل هذه الظاهرة، مما دفع العلماء لاستبعاد النيوترينو كمرشّح.

وربما يُشير ذلك إلى أنواع جديدة من الجسيمات أو التفاعلات غير المعروفة سابقًا للعلماء، وهناك حاجة إلى دراسة موسعة ومعمقة لمثل هذه الظواهر، فقد تكشف عن فيزياء جديدة لم نكن نعرفها سابقًا، لكن كذلك هناك احتمال أن تكون فهما خاطئا أو رصدا مشوشا لظواهر معروفة بالفعل.

إعلان
المصدر: مواقع إلكترونية

إعلان