الكون كله يدور حول نفسه مرة كل 500 مليار سنة

A composite of separate exposures taken in 2003 to 2012 with Hubble's Advanced Camera for Surveys and Wide Field Camera 3 of the evolving universe is shown in this handout photo provided by NASA, June 3, 2014.  Researchers say the image, from a new study called the Ultraviolet Coverage of the Hubble Ultra Deep Field, provides the missing link in star formation. Made from 841 orbits of telescope viewing time, it contains approximately 10, 000 galaxies, extending back in time to within a few hundred million years of the big bang, according to NASA.  REUTERS/HUDF/NASA/Handout via Reuters   (OUTERSPACE - Tags: SCIENCE TECHNOLOGY) ATTENTION EDITORS - FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
تُنمذج الورقة البحثية هذا "الكون الملتوي" باستخدام أدوات رياضية (رويترز)

يفترض فريق بحثي -بقيادة علماء من جامعة هاواي الأميركية- أن الكون قد يدور ببطء شديد، الأمر الذي يمكن أن يساعد في حل ما يسمى "توتر هابل" وهو مشكلة أرقت العلماء منذ عقود.

ويشير توتر هابل إلى التناقض بين طريقتين لقياس معدل تمدد الكون (ثابت هابل) الأولى هي القياسات المحلية حيث تشير الأرصاد القادمة من المستعرات العظمى والمجرات القريبة إلى معدل تمدد أسرع للكون، بينما تشير قياسات الكون المبكر أي تلك التي تعتمد على بيانات الخلفية الكونية الميكروية (وهج الانفجار العظيم) البعيدة إلى معدل تمدد أبطأ.

ولأن كل شيء في علم الكونيات تقريبا يعتمد على معدل تمدد الكون، فإن هذا التناقض يسبب بالتبعية بلبلة في النتائج التي يتحصل عليها العلماء، ويُشكك في فهمنا الحالي لعلم الكونيات، حيث يشير إلى أن النماذج التي يستخدمها العلماء لفهم وتفسير طبيعة هذا الكون قد تكون غير مكتملة.

The expansion of the universe from the Big Bang to the present. Digital illustration. shutterstock_353117663
يمكن لكتلة دوارة (حتى الكون بأكمله) أن تُلوي نسيج الفضاء (شترستوك)

كون دوّار

وبحسب الدراسة -التي نشرت في دورية "مونثلي نوتيس أوف رويال أسترونوميكال سوسيتي"- يقترح الباحثون أن الكون، ككتلة واحدة، قد يكون له حركة دوران طفيفة للغاية، حوالي دورة كاملة كل 500 مليار سنة، مما يُصعّب رصده مُباشرةً.

ومن خلال تعديل النظريات الكونية القياسية عبر دمج مُكوّن دوراني، وجد الباحثون أن النموذج المُعدّل يتماشى مع الأرصاد الفلكية الحالية، كما أنه يُوفق هذا بين القياسات المختلفة لثابت هابل.

وفي النظرية النسبية العامة، والتي تعد مركز علم الكونيات المعاصر، يمكن لكتلة دوارة (حتى الكون بأكمله) أن تُلوي نسيج الفضاء (الزمكان) وهذا ما يُسمى بسحب الإطار. ولفهم الفكرة، تخيل أن هناك كرة حديدية تدور في وعاء مليء بالعسل، مما سيدفع العسل حولها للدوران، ونفس الشيء يحصل في الفضاء حول الأجسام الضخمة.

إعلان

وفي هذا السياق، تفحص الدراسة هذا "الكون الملتوي" باستخدام أدوات رياضية، ليظهر أنه لن يتمدد بالتساوي التام في جميع الاتجاهات، فقد تبدو بعض المناطق وكأنها تتمدد بشكل أسرع أو أبطأ اعتمادًا على مكان وكيفية نظرنا، وهذا ما قد يُساعد في تفسير توتر هابل، حيث يظهر اختلاف بين القياسات الصادرة من المجرات القريبة وإشعاع الخلفية الكوني البعيد.

وإلى الآن، لا توجد أرصاد مباشرة لحالة الدوران الكوني المفترضة، ولذلك يؤكد الباحثون أن مقترحهم يظل بحاجة للمزيد من البحث، خاصة في سياق إيجاد طرق للتأكد من سلامته تجريبيا.

وبفرض صحة هذه الفرضية، سيحتاج العلماء إلى إعادة النظر في النماذج الكونية الحالية، وسيضيف الدوران جانبًا جديدا مثيرا للانتباه، إلى لغز بنية الكون وأصله.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان