فلكيون يبدؤون أكبر محاكاة للكون على الإطلاق

This image provided by the Illustris Collaboration in May 2014 shows dark matter density overlaid with the gas velocity field in a simulation of the evolution of the universe since the Big Bang. The new computer simulation that reproduces features — such as galaxy distribution and composition — more accurately than previous ones is described in the Thursday, May 8, 2014 issue of the journal Nature. Previous attempts have broadly reproduced the web of galaxies, but failed to create mixed populations of galaxies or predict gas and metal content. The new model correctly predicts characteristics described in observational studies, and represents a considerable step forward in modeling galaxy formation. (AP Photo/Illustris Collaboration)
تعتبر المحاكاة الحاسوبية أداة حسابية قوية تستخدم لنمذجة الظواهر الفلكية المعقدة التي لا يمكن دراستها بسهولة (أسوشيتد برس)

استخدم الباحثون في مختبر أرجون الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية أسرع حاسوب فائق على هذا الكوكب لتشغيل أكبر محاكاة فيزيائية فلكية للكون أجريت على الإطلاق.

وقد تحقق هذا الإنجاز باستخدام حاسوب "فرونتير" الفائق في مختبر أوك ريدج الوطني، وهو من القوة بحيث يمكنه القيام بـ 1.35 كوينتيليون عملية حسابية في الثانية، أما حاسوب المنزل العادي فعادة ما يقوم بحوالي 3-4 مليارات عملية حسابية في الثانية، وهذا أقل قوة بحوالي تريليون مرة.

على الجانب الآخر، فإن حاسوب فرونتير يمتلك أكثر من 8 ملايين نواة، أما حاسوب المنزل فعادة ما يكون لديه 4-16 نواة.

محاكاة للكون

تعتبر المحاكاة الحاسوبية في الفيزياء الفلكية أداة حسابية قوية تستخدم لنمذجة الظواهر الفيزيائية الفلكية المعقدة التي لا يمكن دراستها بسهولة، بمعنى أن العلماء في نطاقات أخرى عادة ما يقومون ببناء التجارب لاختبار الفرضيات، لكن لأن النجوم والمجرات بعيدة جدا ونادرا ما تشهد تغيرات كبيرة لأن أعمارها طويلة جدا، فإن العلماء يحاولون تسريع الزمن للأمام لفهم مستقبل تلك الأجرام، أو للخلف لدراسة ماضيها، عبر المحاكاة، التي تستخدم الحوسبة عالية الأداء، والتي لا تتوفر في حواسيبنا المنزلية.

إعلان

وفكرة المحاكاة بسيطة، فلدى العلماء بيانات صادرة من عدد من التلسكوبات التي التقطت صورا في نطاقات مختلفة من الطيف الكهرومغناطيسي في أزمنة مختلفة، وكذلك إشعاع الخلفية الكونية والبيانات المتاحة عن نشأة الكون الأولى ومعدلات توسعه، وقوانين الفيزياء التي توصل إليها العلماء من خلال مجموعة من الأرصاد والتجارب.

يجمع العلماء هذه البيانات في مكان واحد، وهو الحواسيب الفائقة مثل فرونتير، ويطلبون منها محاكاة الظروف الأولى لنشأة هذا الكون بناء على البيانات المتاحة.

A composite of separate exposures taken in 2003 to 2012 with Hubble's Advanced Camera for Surveys and Wide Field Camera 3 of the evolving universe is shown in this handout photo provided by NASA, June 3, 2014. Researchers say the image, from a new study called the Ultraviolet Coverage of the Hubble Ultra Deep Field, provides the missing link in star formation. Made from 841 orbits of telescope viewing time, it contains approximately 10, 000 galaxies, extending back in time to within a few hundred million years of the big bang, according to NASA. REUTERS/HUDF/NASA/Handout via Reuters (OUTERSPACE - Tags: SCIENCE TECHNOLOGY) ATTENTION EDITORS - FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
يقوم العلماء بوضع المتاح من البيانات عن الكون في المحاكاة الحاسوبية (رويترز)

تبسيط المجرات

في هذه الحالة فإن العلماء يلجؤون لعدة حيل للحصول على نتائج دقيقة رغم أنهم لا يمتلكون كل البيانات الممكنة، منها مثلا الاقتطاع، فهم لا يتمكنون من محاكاة كل الكون لأن ذلك يتطلب حاسوبا فائق القوة لا نمتلكه، فيقومون بمحاكاة قطعة من الكون بعرض وطول 10 ملايين سنة ضوئية مثلا.

ومنها كذلك التبسيط، فمثلا لحساب سرعة الأرض لا يجب عليك إضافة نشاطنا البشري على سطحها، رغم أنه مؤثر (بقدر يسير جدا)، وهنا تحدد المجرات مثلا كوحدات كتلية لا أكثر، ومن ثم تنطلق المحاكاة لبحث مستقبل هذه المجرات أو ماضيها.

وبحسب بيان صحفي رسمي من مختبر أوك ريدج الوطني، قام العلماء بإدماج البيانات من نوعين من المادة في هذا الكون ضمن المحاكاة الجديدة، الأول هو المادة العادية، تلك التي نختبرها كل يوم، وهي التي تُكوِّن النجوم والمجرات والكواكب.

أما النوع الثاني من المادة فهو المادة المظلمة، تلك التي لا يتمكن العلماء من رصدها بشكل مباشر، لكنهم يرصدون أثرها الجذبي على المجرات والنجوم البعيدة، ويقدر العلماء أن هذا النوع من المادة يمثل حوالي 27% من تركيب الكون، بينما تمثل المادة العادية حوالي 5% فقط من تركيبه.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان