بحلول نهاية القرن.. أعاصير مدارية هائلة تجتاح سواحل دول بينها الولايات المتحدة

هذه ليست أول مرة تؤكد فيها هذه النتائج، حيث وجدت دراسات سابقة أنه على مستوى العالم ارتفع عدد الأعاصير الشديدة إلى الضعف تقريبا من سبعينات إلى تسعينات القرن الفائت.

دراسة توقعت بزيادة عدد وشدة وتواتر الأعاصير المدارية التي تضرب الولايات المصدر: ناسا
نشاط الأعاصير المدارية وشدتها يتزايدان عاما بعد عام (ناسا)

كشف فريق من الباحثين بقيادة علماء من جامعة ولاية أيوا (Iowa State University) الأميركية أن نشاط الأعاصير المدارية وشدتها سيرتفعان عاما بعد عام، وخلال عقود يمكن أن تختبر المناطق الساحلية في دول كالولايات المتحدة أعاصير مدارية هائلة لم تشهدها من قبل.

الأعاصير المدارية تعد من أكثر الظواهر الجوية تدميرا، وهي عواصف دوّارة شديدة تنشأ فوق أسطح المناطق الاستوائية الدافئة من المحيطات، تتجاوز سرعة رياحها 119 كيلومترا في الساعة مع هطول أمطار غزيرة.

مستقبل الأرض

وللتوصل لتلك النتائج، التي نشرت في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز" Geophysical Research Letters قام الفريق بإدراج توقعات المناخ خلال العقود القادمة في محاكاة مناخية تابعة لوزارة الطاقة الأميركية تسمى "إيكساسكيل" Exascale.

دراسة توقعت بزيادة عدد وشدة وتواتر الأعاصير المدارية التي تضرب الولايات المصدر: ناسا
الأعاصير المدارية يمكن أن تزيد بنسبة 66% في شمال المحيط الأطلسي (ناسا)

ووجد الباحثون أنه مع مرور الزمن تتزايد الأعاصير المدارية يمكن أن يزيد بنسبة 66% خلال مواسمها النشطة في شمال المحيط الأطلسي بحلول نهاية هذا القرن، وأن هذا الأثر يمكن أن يلاحظ بداية من منتصف القرن.

إضافة إلى ذلك، تتوقع عمليات المحاكاة التي أجراها الفريق زيادة في شدة الأعاصير، مما يعني إمكانية أن يختبر المواطنون مستقبلا مجموعة من العواصف المدمرة.

التغير المناخي

وهذه ليست أول مرة تكشف عنها هذه النتائج، حيث وجدت دراسات سابقة ارتفاعا في عدد الأعاصير الشديدة على مستوى العالم إلى الضعف تقريبا من سبعينيات إلى تسعينيات القرن الماضي.

ويرى الباحثون في هذا النطاق أن هناك علاقة مباشرة مع ذلك التطور من جهة والتغير المناخي من جهة الأخرى، حيث إن أي إعصار يستقي طاقته من حرارة سطح الماء في المحيط، ويستخدم تلك الحرارة لتغذية ماكينته الضخمة الدوّارة، وبالتالي كلما ارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب ارتفعت معه درجة حرارة سطح المحيط وتولدت أعاصير أكثر نشاطا وقسوة.

Aerial_view_of_Tacloban_after_Typhoon_Haiyan المصدر: وزارة التنمية الدولية البريطانية DFID
من 1998 إلى 2017 أثرت الأعاصير على حياة قرابة 726 مليون شخص في جميع أنحاء العالم (وزارة التنمية الدولية البريطانية)

إلى جانب ذلك، كانت دراسة نشرت عام 2015 في دورية "بروسينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" PNAS، أشارت إلى وجود ارتباط وثيق بين ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة قوة الأعاصير في أماكن عدة، مما يرفع من معدلات الأعاصير الهائلة التي تحدث بمعدل مرة في القرن لتصبح مرة كل 10 سنوات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه من 1998 إلى 2017 كانت الأعاصير بشكل عام في المرتبة الثانية بعد الزلازل من حيث حصد الوفيات. وخلال تلك الفترة، أثرت الأعاصير أيضا على حياة قرابة 726 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، سواء أصيبوا في حادث له علاقة بالإعصار أو أصبحوا بلا مأوى أو تشردوا أو أجلوا من مناطقهم.

يعني ذلك أنه من المتوقع في مرحلة ما أن تتضاعف هذه الأعداد مع زيادة حدة وتردد الأعاصير بسبب التغير المناخي، وأن أي شيء يمكن القيام به للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يمكن أن يساعد في تقليل هذا الخطر المحدق، بحسب بيان صحفي رسمي أصدرته جامعة "أيوا".

المصدر : مواقع إلكترونية