"الموت والحياة في لقطة واحدة".. شاهد الصور الفائزة بمسابقة عالمية لرصد عجائب الطبيعة
للبيئة جمال أخاذ ولحظات عجيبة. ومن المثير أن نرى بعض هذه اللحظات الآسرة من خلال عدسات المصورين والعلماء التي تلتقط أفضل صور الطبيعة

أعلنت دورية "بي إم سي إيكولوجي آند إيفوليوشن" (BMC Ecology and Evolution) عن الصور الفائزة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي نظمتها لعام 2022. وتُظهر نتائج المسابقة -التي أعلنت في 19 من أغسطس/آب 2022- بعض عجائب العالم الطبيعي، كما تؤكد على الحاجة إلى حمايته في ظل تزايد المخاطر التي يؤثر بها الإنسان سلبيا على البيئة.
وتنظم دورية "بي إم سي إيكولوجي آند إيفوليوشن" مسابقةً سنوية، بمشاركة باحثين وعلماء في البيئة والأحياء التطورية من جميع أنحاء العالم الحريصين على مشاركة إبداعاتهم التي تسلط الضوء على عجائب الطبيعة والتحديات التي تواجه الكوكب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإليك 10 من أجمل الصور الفلكية في العالم في 2022
تصوير الطيور البرية.. شباب العالم العربي يحافظون على التنوع البيولوجي عبر عدسات كاميراتهم
معرض مصوري الحياة البرية بالمغرب.. ساحة للتربية والتوعية البيئية
الموت والحياة في لقطة واحدة
وقد فازت صورة للجسم الثمري لأحد الطفيليات وهو يخرج من جسم ذبابة بالجائزة العامة، والتقط عالم الأحياء التطورية روبرتو غارسيا روا، هذه الصورة في غابة تامبوباتا في بيرو.
ويذكر روا في البيان الذي نشرته دورية "بي إم سي إيكولوجي آند إيفوليوشن" تعقيبا على المسابقة أن "جراثيم ما يعرف باسم (فطر الزومبي) تصيب الحيوانات مفصليات الأرجل عن طريق التسلل إلى هيكلها الخارجي وإلى عقولها، ومن ثم يضطر العائل إلى التنقل إلى مكان أكثر ملاءمة لنمو الفطر. وهنا يبقى العائل في حالة انتظار للموت بينما يتغذى الفطر عليه منتجا أجساما ثمرية مليئة بالجراثيم التي تنفجر فيما بعد لتصيب المزيد من الضحايا".
الصورة تبدو وكأنها من فيلم خيال علمي، إذ تشير كريستي آنا هيبسلي، عضو هيئة التحرير بالدورية، إلى أن "هذه الصورة تمثل تفاعلا بين الطفيليات ومضيفاتها. وأن عمق الصورة وتكوينها يظهر الموت والحياة في آن واحد. فبينما تموت الذبابة، فإنها تمنح الحياة للفطر".

علاقات الطبيعة
أما الصورة الفائزة بفئة "علاقات الطبيعة"، فتظهر لقطة جميلة بين النبات والحيوان. والتقط ألوين هاردينبول هذه الصورة لطائر البوهيمي شمعي الجناح (Bohemian Waxwings) وهو يلتقط التوت من شجرة السِّمَّن، أو الروان (Rowan trees).
ويعد هذا النوع من العلاقات بين الحيوان والنبات قويا للغاية، لدرجة أن هذه الطيور تهاجر حيث يوجد شجر الروان، إذ يمكن لهذه الطيور أن تأكل المئات من توت الروان -بما يتجاوز ضعف وزنها- يوميا. ويرجع ذلك إلى انخفاض القيمة الغذائية للتوت باستثناء السكريات التي تحتويها الثمرة. وتساعد هذه العلاقة النبات على توزيع ونشر بذوره.
غير أن لكل علاقة تكلفة؛ فعندما يصبح التوت أكثر نضجا، فإنه يتخمر وينتج الكحول الإيثيلي الذي يتسبب في تسمم أجنحة الشمع لدى الطيور، مما قد يتسبب في بعض المشاكل لدى الطيور، بما في ذلك الوفاة.

الوصيف في علاقات الطبيعة
من جانبها، فازت صورة ألكسندر بوغ عالم الأحياء السلوكية بالمركز الثاني في فئة علاقات الطبيعة، وهي تُصوِّر العلاقة بين المفترس والفريسة، وتظهر كيف يكون الانتقاء الطبيعي والجنسي على طرفي نقيض.
فبينما تصدر الضفادع نداء التزاوج منخفض التردد، تتنصت الخفافيش لهذه النداءات حتى تلتقط وجبتها اللذيذة من هذه الضفادع. وتعمل الغدد اللعابية للخفافيش على تحديد السموم الموجودة في جلد الفريسة السامة.

التنوع البيولوجي المهدد
والتقطت سامانثا كريلينغ الصورة الفائزة بهذه الفئة والتي تُظهر مجموعة من الأفيال الأفريقية وهي تحتمي من أشعة الشمس تحت شجرة الباوباب الكبيرة، بينما يضرب الجفاف الحديقة بأكملها في جنوب أفريقيا.
يوجد شجر الباوباب في الصحاري الموسمية لجنوب أفريقيا، ويعيش لأكثر من ألفي عام. وقد تكيفت هذه الشجرة مع بيئتها القاسية بفضل تخزينها للمياه في جذعها الذي يشبه البرميل. وتظهر علامات التآكل على الشجرة المناطق التي جردت فيها الأفيال لحاء الشجرة بحثا عن الماء.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الأشجار هي إحدى ضحايا تغير المناخ، إذ تحصل الأفيال على المياه منذ فترة طويلة من جذوع هذه الأشجار. ومع ارتفاع درجات الحرارة اليوم، فإن الأفيال تلحق بالأشجار أضرارا أكبر مما تتحمله.

وقد فازت صورة ضفدع الخشب وهو في بركة ربيعية -بعد فترة وجيزة من ذوبان الجليد- بالمركز الثاني. وتظهر الصورة -التي التقطتها ليندسي سويرك- ذكر ضفدع الخشب وهو ممسك بكتلة من البيض التي تم إنتاجها قبل تجمد الجليد، إذ حوصرت كتلة البيض والضفدع تحت الجليد، وقد نجا الضفدع بعد ذوبان الجليد، بينما لم ينج العديد من كتل البيض تلك.

الحياة عن قرب
فازت صورة براندون غويل بالمركز الأول في هذه الفئة. وتظهر الصورة العديد من الضفادع الشجرية وهم في مرحلة مبكرة من تطورهم داخل البيض، إذ يمكن لهذه الأجنة أن تفقس قبل الأوان هربا من الحيوانات المفترسة والفيضانات والجفاف وغيرها من التهديدات.

وقد فازت بالمركز الثاني صورة لسحلية "أنوليس أكواتيكاس" (Anolis aquaticus) وهي تغوص مستخدمة حيلة ذكية للتنفس تحت الماء.
تقول ليندسي سويرك إن "هذه السحالي الاستوائية تهرب إلى الماء عندما تكون مهددة من قبل الحيوانات المفترسة، إذ يمكنهم قضاء ما يقرب من 20 دقيقة تحت الماء حيث يستنشقون ويزفرون فقاعة من الهواء تتشبث بأنوفهم. ويتم استنفاذ الأكسجين من هذه الفقاعة خلال تلك الفترة، مما يساعد السحالي على البقاء تحت الماء فترة طويلة".

أثناء البحث
وفي فئة "أثناء البحث"، فازت صورة باحثي دكتوراه في جامعة "ولاية ريو دي جانيرو" (State University of Rio de Janeiro) وهما يقومان بعمل ميداني أثناء فترة جائحة كورونا -خلال عاصفة رعدية- بالمركز الأول.
وقد التقط جيفرسون أمارال هذه الصورة أثناء عمل الباحثين وهما يحققان فيما إذا كان تناثر الأشجار وتوزيعها يمكنه أن يخفف من حدة الآثار البشرية الناجمة عن استخدام الأراضي الزراعية.

كما فازت صورة التقطها براندون جويل بالمركز الثاني في هذه الفئة، إذ يظهر جويل في الصورة أثناء عمله وهو محاط بالآلاف من الضفادع الشجرية والبيض الذي وضعته الضفادع على سعف النخيل.