دلائل من غرب أستراليا.. نيازك عملاقة كانت وراء تشكل القارات قبل 3 مليارات عام
الأبحاث التي أجريت في منطقة بيلبارا الأسترالية ستُعمّم في المستقبل على بعض مناطق العالم، لدراسة مزيد من خصائص الآثار التي تركتها هذه النيازك العملاقة بخاصة المعادن.
اقترح علماء من "جامعة كيرتن" (Curtin University) الأسترالية نظرية جديدة في كيفية تشكّل قارات كوكبنا، أكدوا فيها أن ذلك قد حدث بفعل نيازك عملاقة ضربت الأرض قبل نحو 3 مليارات سنة، أي بعد نحو مليار ونصف مليار عام عقب نشأة الأرض.
ويعتقد الباحثون أن هذه النظرية الجديدة، مقارنة بالنظريات السابقة، هي الأقوى علميا بالنظر إلى الدلائل القوية التي قدمتها هذه الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر" (Nature) في العاشر من أغسطس/آب الجاري.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاكتشاف حفريات نادرة في موقع سري بقلب أستراليا “الميت”
في قاع الكوكب منعزلة ووحيدة.. متى بدأت القارة القطبية الجنوبية التجمد؟
انتقلت عبرها الثدييات.. البلقان والأناضول كانتا قارة واحدة قبل 40 مليون عام
دلائل من غرب أستراليا
الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يتكون من قارات، وقد كانت النظرية السائدة من قبل تشير إلى أن تشكل هذه القارات كان بفعل الزلازل القوية التي أدت على مرّ ملايين السنين إلى تشكيل القارات بالصورة التي هي عليها اليوم.
وقال الدكتور تيم جونسون، من معهد الأرض وعلوم الكون بجامعة "كيرتن"، في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة يوم 11 أغسطس/آب 2022، إن "فكرة تشكل القارات بفعل النيازك العملاقة كانت موجودة قبل سنوات، لكن لم تكن هناك أدلة علمية تثبتها، ونحن اليوم قد توصلنا إلى إثبات هذه النظرية".
وأوضح تيم جونسون أنهم وجدوا هذه الأدلة في منطقة "بيلبارا" (Pilbara) التي تعدّ من أهم المناطق التي ما زالت القشرة الأرضية بها محافظة على كثير من خصوصياتها كما كانت في السابق.
لقد كان لفعل النيازك العملاقة الأثر الكبير في تشكيل القارات تماما كما كانت السبب في انقراض الديناصورات بعد ذلك بملايين السنين.
اعتمد الباحثون على تحليل بلورات صغيرة من معدن "الزركون" (zircon) الموجود في الصخور بمنطقة بيلبارا على أعماق كبيرة؛ بما يتوافق مع التأثير الجيولوجي لضربات النيازك العملاقة.
وتعدّ منطقة بيلبارا من أكبر الولايات الأسترالية مساحة، وتقع في الشمال الغربي، وعدد سكانها قليل لأنها منطقة صحراوية وجافة لكنها مشهورة بوجود المعادن بخاصة الحديد.
وأضاف المتحدث أن أبحاثهم في منطقة بيلبارا الأسترالية ستُعمّم في المستقبل على بعض المناطق في العالم، لدراسة مزيد من خصائص الآثار التي تركتها هذه النيازك العملاقة بخاصة المعادن.
مكافحة التغيرات المناخية
الاكتشاف الجديد الذي أحرزه الباحث تيم جونسون وزملاؤه لا يتوقف عند حدود نظرية تشكل القارات، فقد تحدث في الدراسة عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه المناطق في مكافحة التغيرات المناخية، مثل منطقة بيلبارا التي ضربتها سابقا نيازك عملاقة؛ لأن هذه المناطق تحتوي على معادن نادرة ضرورية في استعمالات الطاقة النظيفة.
وأوضح تيم جونسون في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "هذه المناطق هي خزان التكنولوجيات الجديدة الصديقة للبيئة التي تعرف بالتكنولوجيا الخضراء، مثل الهيدروجين الأخضر. وهذه التكنولوجيات الجديدة تحتاج إلى معادن نادرة، مثل الليثيوم أو النيكل، مما يُستخرج من باطن الأرض وهي موجودة بوفرة في المناطق التي ضربتها سابقا نيازك مثل منطقة بيلبارا، وليس هناك من بديل لهذه المعادن من أجل تحقيق تنمية خضراء".