التلسكوب الصيني "فاست" يلتقط إشارات راديوية غامضة.. هل يمكن أن تكون من كائنات فضائية؟

"فاست"، الذي يسمى كذلك "عين السماء"، يعد التلسكوب الراديوي الأكبر في التاريخ (الفرنسية)

انشغلت وسائل الإعلام عالميا خلال الأيام القليلة الفائتة بإعلان ظهر في مجلة "ساينس آند تكنولوجي ديلي" (Science and Technology Daily)، المنصة الرسمية لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، عن تمكن التلسكوب "فاست" (FAST telescope) من رصد إشارات يمكن تفسيرها على أنها قادمة من حضارات عاقلة.

ما الذي التقطه التلسكوب فاست؟

يعد فاست، الذي يسمى كذلك "عين السماء"، التلسكوب الراديوي الأكبر في التاريخ، إذ يبلغ قطره 500 متر، ويتخذ شكل نصف كرة من الداخل تتكون من نحو 4500 لوح معدني مثلث الشكل، ويمكن التحكم في توجه كل من تلك الألواح من أجل التركيز على مناطق محددة في سماء الليل لاستقبال رسائل راديوية منها.

بدأ التلسكوب فاست في العمل الرسمي عام 2016، لكن منذ عام 2020 بدأ مشروعا جديدا للبحث عن إشارات فضائية راديوية تُظهر أنها مصنوعة وليست طبيعية.

وفي البيان، الذي صدر عن المجلة الصينية يوم 14 يونيو/حزيران الجاري، جاء أن فريقا بحثيا بقيادة تشانغ تونجى، كبير العلماء في فريق البحث عن الحضارة خارج كوكب الأرض بجامعة بكين للمعلمين، اكتشف مجموعتين من الإشارات الكهرومغناطيسية ضيقة النطاق عام 2020 في أثناء معالجة البيانات التي تم جمعها عام 2019، ووجد إشارة أخرى من النوع نفسه عام 2022 من بيانات قسم مراقبة الكواكب الخارجية.

منذ عام 2020، بدأ تلسكوب فاست مشروعا جديدا للبحث عن إشارات فضائية راديوية مصنوعة وليست طبيعية (الفرنسية)

هل هي كائنات فضائية حقا؟

إلى الآن، لم تصدر أي ورقات بحثية تخص تحليل تلك الإشارات الفضائية، وعليه لا يمكن الحكم عليها من وجهة نظر علمية، إلا بعد دراستها بشكل مستفيض واستثناء كل الاحتمالات الممكنة لكونها إشارة طبيعية.

من جانب آخر، فقد أشار البيان نفسه إلى أن هذه الإشارات قد تكون ناتجة عن تداخل لاسلكي، وهو اضطراب ناتج عن مصدر خارجي يؤثر على الدائرة الكهربائية المسؤولة عن التقاط الإشارات الراديوية، وبالتالي يتسبب في تعطيلها أو إعطائها بيانات غير حقيقية.

أضف إلى ذلك أن هذه الإشارات قد تكون ناتجة عن شيء طبيعي ونحن فقط لا نعرف بعد ما هو ذلك الشيء. وهناك نموذج حي على هذه الحالة وهو الإشارة الشهيرة "واو" (WOW) التي التقطها عام 1977 عالم الفلك الأميركي جيري إهمان في صورة عاصفة قوية من الموجات اللاسلكية استمرت لمدة 72 ثانية، عبر تلسكوب جامعة أوهايو اللاسلكي لمسح السماء.

منذ ذلك الحين، اعتقد أن "واو" كانت رسالة من كائنات فضائية، لكن في عام 2016 أوضحت إحدى الدراسات أن مذنبا لم يُحقق فيه من قبل -لأنه اكتشف مؤخرا- كان في محيط كوكبة القوس يوم اكتشاف إشارة "واو"، وهي المنطقة نفسها في السماء التي التقطت منها الإشارة.

وحسب تلك الدراسة، فإنه من الممكن للإشارات الصادرة من هذا المذنب أن تتسبب في اضطرابات راديوية شبيهة بالإشارة "واو". وليس هذا حكما نهائيا في قضية هذه الإشارة الراديوية، لكنه احتمال يشير إلى إمكانية أن تكون مجرد إشارة طبيعية تماما.

وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فإنه لا يوجد أي دليل مؤكد على تمكن العلماء من أي مكان على كوكب الأرض من رصد إشارات مؤكدة من حضارات عاقلة، أو أي صور أخرى للحياة على حد سواء.

المصدر : مواقع إلكترونية