بالصدفة.. علماء يكتشفون نفور ذكور الفئران الشديد من الموز
تبعث الثدييات رسائل إلى بعضها البعض أكثر مما كنا نظن في الأصل. لقد وجدنا أن اتصالاتها أكثر ثراء مما كنا نعتقد.

اكتشف العلماء مؤخرا أن الرائحة المميزة للموز تضايق ذكور الفئران وتصيبها بالرعب والتوتر، وذلك نتيجة لبعض المركبات الكيميائية للموز التي تؤدي إلى استجابة مرهقة تضغط عليها.
فقد علم باحثون من جامعة مكغيل McGill University في مونتريال، كيبيك، عن هذا النفور غير العادي للفاكهة أثناء تحليل هرمونات التوتر في ذكور الفئران عندما كانت قريبة من الإناث الحوامل أو المرضعات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكائنات فضائية.. استيلاد حيوانات من فئران عاشت في محطة الفضاء الدولية
الفئران تعلمت استدعاء دفقات هرمون السعادة التلقائية.. فهل يفعل البشر؟
باحثون: يجب التوقف عن استخدام “علب الأحذية” التي تعيش فيها فئران التجارب
وأفاد العلماء في الدراسة الجديدة، المنشورة في 20 مايو/ أيار الماضي بدورية "ساينس أدفانسيز" Science Advances، أن التحولات الهرمونية للذكور كانت ناجمة عن وجود مركب أسيتات إن-بنتيل n-pentyl acetate في بول الإناث. وهو نفسه المركب الذي يعطي الموز رائحته المميزة.
عن طريق الصدفة
يقول جيفري موغيل، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ في قسم علم النفس جامعة مكغيل، في التقرير الذي نشره موقع لايف ساينس Live Science "كان الأمر برمته مفاجأة، لأننا لم نكن نبحث عن هذا على وجه الخصوص ووجدناه بالصدفة".
ويوضح قائلا "كانت الإناث الحوامل في مختبرنا من أجل إجراء تجربة أخرى، وأدرك أحد طلابنا الخريجين أن الذكور بدأت تتصرف بشكل غريب".
في الورقة البحثية، كتب الباحثون أن "ذكور الفئران، وخاصة البكر، من المعروف جيدا أنها تنخرط في عدوان يؤدي إلى قتل الأطفال لتعزيز لياقتها الوراثية".
وكوسيلة لإبقاء هذه الحيوانات المفترسة المحتملة بعيدا، تعتمد الحوامل والمرضعات على الإشارات الكيميائية، أو إصدار استجابات كيميائية من خلال أجسادها لتوجيه رسائل إلى الذكور للابتعاد عن نسلها.
"إذا لمست صغاري فاستعد للضرب"
يقول موغيل إن القوارض والكثير من الثدييات، بخلاف البشر، تعتمد على حاسة الشم، وعلامات رائحة البول معروفة جيدا في عالم الحيوان، ولكن "ما وجدناه هنا رسالة جديدة لم يتم وصفها من قبل في الثدييات".

ويواصل "لقد رأينا الكثير من الرسائل الشمية يتم إرسالها من الذكور إلى الإناث، ولكن هناك عددا أقل من الأمثلة من الإناث ترسلها إلى الذكور. معظم هذه الرسائل لها علاقة بالسلوك الجنسي، ولكن في هذه الحالة لا علاقة لها بالجنس على الإطلاق. الإناث يطلبن من الذكور الابتعاد، وإلا فاستعدوا للضرب، إنها حماقة منك إذا لمست صغاري".
بعد ملاحظة أن مستويات التوتر لدى الذكور ارتفعت استجابة للمواد الكيميائية الموجودة في بول الإناث، تساءل موغيل وفريقه عما إذا كان أسيتات إن-بنتيل من مصدر مختلف سيؤدي إلى استجابة مماثلة.
ومن ثم قاموا بشراء زيت الموز من سوبر ماركت محلي وأضافوا السائل إلى كرات القطن، ثم قاموا بوضعها داخل أقفاص الفئران الذكور. وقد أدى وجود الرائحة إلى زيادة مستويات التوتر لدى الذكور بشكل ملموس، تماما كما فعل البول في التجارب السابقة.
ويشتبه الباحثون في أن هذا الارتفاع الهرموني يرتبط مباشرة بالإجهاد الذي يشعر به المرء عند مواجهة معركة محتملة.

الذكور البكر أكثر تهديدا للأطفال
وأفاد مؤلفو الدراسة أيضا أن التعرض إما للبول أو زيت الموز له تأثير مسكن للألم بعد مرور الوقت، مما يقلل من حساسية الذكور للألم. وعند القياس بمرور الوقت، علم الباحثون أن مقاومة الألم في ذكور الفئران تطورت بسرعة بعد 5 دقائق من شم رائحة أسيتات إن بنتيل، وخفت بعد 60 دقيقة من شمها.
واكتشف أيضا أن مستويات التسكين الناجم عن الإجهاد كانت أعلى بشكل ملحوظ في ذكور الفئران البكر، مما يشير إلى أن الذكور غير المرتبطة كانت أكثر تهديدا لبقاء الجراء من الآباء.
وتقدم نتائج هذه الدراسة لمحة عن قنوات الاتصال غير المرئية التي تستخدمها الحيوانات للتحدث مع بعضها البعض، يقول موغيل إن الثدييات تبعث رسائل إلى بعضها البعض أكثر مما كنا نظن في الأصل "لقد وجدنا أن اتصالاتها أكثر ثراء مما كنا نعتقد".