هل اقتربت فعلا نهاية العالم؟

هناك صورتان متوقعتان لما سيحدث بعد انكماش الكون على نفسه، فإما سيتقلص حتى ينفجر أو سيتقلص ليعود إلى حالته الأولى.

الطاقة المظلمة التي كانت وراء توسع الكون ستنتهي وينتهي معها الكون (بيكسابي)

كشفت دراسة علمية جديدة أن الكون سيتوقف عن التوسع بعد نحو 100 مليون سنة ثم يبدأ بعدئذ بالانكماش على نفسه في ظاهرة توحي بقرب نهاية العالم.

ومعروف لدى علماء الأكوان أن الكون منذ خلقه الله عز وجل قبل نحو 14 مليار سنة في توسع مستمر لكن ذلك لن يستمر إلى الأبد، إذ سيتوقف في المرحلة الأولى عن التوسع ويستقر على ذلك فترة ثم يبدأ في المرحلة الثانية الانكماش وبعدئذ قد يندثر أو ينفجر ليتشكل كون جديد.

الكون سيتوقف عن التوسع ويبدأ بالتقلص (بيكسابي)

أسرار الطاقة المظلمة

وحسب الدراسة التي نشرت في دورية "بناس" (PNAS) في الخامس من الشهر الماضي، فإن العلماء توصلوا إلى هذه النتائج بناء على دراسات وملاحظات على "الطاقة المظلمة" (Dark Energy) التي كانت وراء توسع الكون، ووجدوا أن هذه الطاقة ليست أبدية ويمكن أن تتبدّد مع مرور الوقت.

وبصورة أدق فإن الكون سيتوقف عن التوسع تماما بعد نحو 65 مليون عام من الآن، ثم بعد 100 مليون عام سيبدأ بالانكماش بوتيرة بطيئة وذلك خلال مدة يمكن قياسها بمليارات السنوات.

وكان علماء الكون فهموا في السابق وتحديدا منذ 1990 أن توسع الكون في تسارع وأن الفضاء الفاصل بين المجرات أصبح في تمدد سريع لكن ذلك لن يستمر طويلا.

حسب النظرية قد يكون هناك أكوان موازية وقد ينشأ كون جديد على أنقاض كوننا (بيكسابي)

وما زالت هذه الطاقة المظلمة التي كانت سببا في هذا التوسع محل جدال بين علماء الفلك؛ فمنهم من يرى أنها غير متناهية ومن ثم فإن توسع الكون لا نهاية له، ويعتقد آخرون أنها طاقة فانية، وعليه فإن الكون قد يتوقف عن التوسع. ومن بين الذين تبنّوا النظرية الأخيرة بول ستاينهارت مدير معهد العلوم النظرية بجامعة "برينستون" (Princeton University) بمدينة نيو جيرسي الأميركية وهو من بين المشاركين في هذه الدراسة.

وقال ستاينهارت في تصريح لموقع "لايف ساينس" (Live Science) إن "انكماش الكون سيحدث بصورة بطيئة جدا بحيث لا يمكن لأي بشر على الأرض وقتئذ الشعور بما يحدث، وسيتطلب الأمر بضعة مليارات من السنين ليفقد الكون نصف حجمه الحالي".

التقلص أو انفجار جديد

وأضاف ستاينهارت أن هناك صورتين متوقعتين لما سيحدث بعد انكماش الكون على نفسه، فإما سيتقلص حتى ينفجر أو يتقلص ليعود إلى حالته الأولى قبل نشأته وهناك قد يحدث "بيغ بانغ" جديد أو انفجار عظيم لنشهد بعد ذلك نشأة كون جديد على أنقاض الكون الحالي.

الدراسة تطرح نظرية مختلفة عن نظرية الانفجار العظيم (بيكسابي)

ومن هذا المنطلق لم يستبعد أصحاب الدراسة أن يكون كوننا الذي نعيش فيه هو الوحيد أو الأول، فيمكن أن تكون هناك أكوان أخرى موازية، أو أكوان سبقت كوننا الحالي قد نشأت واندثرت بالصورة التي رسمتها هذه الدراسة.

وختم ستاينهارت أنه لا يمكن اليوم التأكد بدقة من صحة هذه النظرية التي يعملون عليها لأنه لا توجد حاليا وسائل تمكنهم من قياس الطاقة المظلمة، وأن الزمن هو الكفيل بالإجابة عن كل تلك الأسئلة.

المصدر : لايف ساينس