الطفيليات غير المميتة قد تحمل تبعات إيجابية على المساحات الخضراء عالميا
تؤثر الديدان الطفيلية على حالة الجسم الوظيفية والسلوكية، غير أن تأثيراتها العالمية واسعة النطاق لم تدرس من قبل بشكل جيد.
عادة ما تصاب الغزلان والأيل وغيرها من الحيوانات بمجموعة من الطفيليات الداخلية، بما في ذلك نوع من الديدان التي تعرف باسم الديدان الطفيلية المعوية. وعلى الرغم من أن غالبية أشكال هذه العدوى ليست مميتة، إلا أنها تؤثر على صحة وسلوك الحيوان.
وعلى سبيل المثال، تأكل الحيوانات المصابة بهذه الطفيليات حشائش ونباتات أقل من المعتاد. ومن ثم فإن عالما يحتوي على الكثير من هذه الطفيليات قد يكون عالما أكثر خطرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكيف تستحوذ الطفيليات على بعض النباتات وتحولها إلى كائنات “زومبي”؟
هل تسير البشرية نحو الهاوية بسبب تغير المناخ؟.. تقرير أممي يجيب
أكثر من مليون شخص سافروا لمشاهدة اليراعات حول العالم.. والنتيجة انخفاض أعدادها بنسبة 80%
كان هذا موضوع دراسة حديثة نشرت في دورية "بي إن إيه إس" (PNAS) في التاسع من مايو/أيار الجاري اهتمت بمعرفة عواقب العدوى الطفيلية الشائعة في الحيوانات البرية على النظم البيئية الأرضية.
تأثير الدومينو
ونظرا لانتشار هذه الطفيليات عالميا، فإن آثارها قد تكون واسعة النطاق، وقد تؤدي إلى عواقب عالمية وخيمة. فعندما تقضي الطفيليات القاتلة على السكان، فإنها حتما تحمل تأثيرات غير مباشرة على البيئة المحيطة. كما أن إزاحة هذه الطفيليات من المشهد قد تؤدي إلى تغيرات جوهرية في النظام البيئي.
ويعرف مثل هذا التأثير باسم "تأثير الدومينو" (Domino Effect)، والذي تؤدي فيه التغيرات الصغيرة إلى تفاعلات وتغيرات تسلسلية في النظام الغذائي، مما يُضخِّم من آثارها.
وطبقا للبيان الصحفي الذي نشرته "جامعة ميشيغان" (University of Michigan) بالولايات المتحدة، تقول أماندا كولتز عالمة البيولوجيا المشاركة في الدراسة إن "الطفيليات معروفة بتأثيراتها السلبية على فيسيولوجيا وسلوك الحيوانات المضيفة، غير أننا لا نعرف الكثير عن تأثير هذه الطفيليات على النظم البيئية الأكبر التي تعيش فيها".
وعلى المستوى الفردي، فإننا نعلم أن لهذه الطفيليات تأثيرا كبيرا على أجسامنا، بدءا من تأثيرها على الطريقة التي نفكر بها ووصولا إلى توفيرها بعض أشكال الحماية لأجسامنا. ووفقا للتقرير الذي نشره موقع "ساينس ألرت" (Science Alert)، تشير التقديرات إلى أن الطفيليات تشكل نحو ما يصل إلى نصف أنواع الكائنات الحية. غير أننا لا نعرف الكثير عن التأثيرات المحتملة لهذه الطفيليات على النطاق الأوسع.
نتائج واسعة النطاق
ولذا، فقد قام الفريق بتحليل البيانات الناتجة عن إصابات الأيل بالديدان الطفيلية مستخدمين أساليب النمذجة الحاسوبية وإحصاءات المُقارنة. وقد وجدوا أن بعض الآثار غير المميتة لهذه الطفيليات -مثل تقليل التغذية في الحيوانات المصابة بها- قد تحمل بين طياتها تأثيرات مميتة أكبر، ذلك لأنها تحدث بشكل أكثر شيوعا.
وقد أظهرت النتائج أن الديدان الطفيلية ساهمت في تقليل معدلات التغذية لدى الأيل. ومن ثم فإن ذلك يؤثر على الحالة الوظيفية لأجسام الكائنات الحية وعلى كتلة أجسادها، ولكنه لا يؤثر على تكاثرها أو بقائها.
وإضافة لذلك، فقد أشارت نتائج النمذجة الحاسوبية إلى أن إصابة الحيوانات بهذه الديدان الطفيلية قد أسهمت في استقرار دورة النباتات التي تأكلها الحيوانات العاشبة. ولكن لو أثرت هذه الديدان الطفيلية على قدرة الحيوانات العاشبة على التكاثر، فمن المرجح أن يزعزع ذلك من استقرار هذا النظام البيئي.
وتضيف كولتز أنه "مع العلم أن الديدان الطفيلية توجد داخل جميع الحيوانات المجترة (كالبقر والماعز والخراف والزراف والأيل والجمال) والتي تعيش بحرية في المراعي، فإن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن معدلات هذه الحيوانات عالميا تعد أقل مما يمكن أن تكون عليه بسبب الإصابة بهذه الديدان الطفيلية". ومن ثم فإن انخفاض أعداد الحيوانات العاشبة المجترة -بسبب هذه العدوى الطفيلية- قد تساهم في عالم أكثر خضرة.