أقوى زلزال في العالم تسبب في هجرة البشر لأكثر من ألف سنة

تمكن فريق بحثي دولي من الكشف عن زلزال قديم، حدث قبل 3800 سنة، يساوي في درجته أقوى زلزال مسجل في العالم إلى الآن متسببا في موجة تسونامي هائلة دفعت البشر الذين عاشوا قبالة ساحل صحراء أتاكاما في دولة تشيلي إلى هجرة طويلة.

وتحدث الزلازل عندما تحتك صفيحتان تكتونيتان ببعضهما البعض ويتمزق ما بينهما، وعلى قدر هذا التمزق تكون قوة الزلزال. والصفائح التكتونية هي طبقات القشرة الأرضية العليا التي يبلغ سمكها حوالي 100-150 كيلومترا، وتتحرك بشكل بطيء ودائم.

وبحسب الدراسة الجديدة، التي نشرت بدورية "ساينس أدفانسز" Science Advances يوم 6 أبريل/نيسان الجاري، فإن قوة هذا الزلزال بلغت حوالي 9.5 درجات على مقياس ريختر، وأنتجت تسونامي هائلا، وكانت هذه الأمواج الهائلة من القوة بحيث حركت صخورا بحجم السيارات لمسافات كبيرة، وضرب تسونامي بلدانا بعيدة مثل نيوزيلندا.

ووجد الفريق كذلك، بحسب بيان صحفي نشرته جامعة ساوثامبتون الإنجليزية (University of Southampton) والمشاركة بالدراسة، أن هذا الزلزال تسبب في ارتفاع الساحل الشمالي لتشيلي عن مستوى سطح البحر لمسافة حوالي ألفي متر.

رحلة الألف عام

وللتوصل إلى تلك النتائج، قام الفريق بدراسة عدد من الرواسب البحرية وحفريات الكائنات التي كانت تعيش في البحر، وتبيّن أنها تحركت إلى داخل البحر بسبب تسونامي، وقد استخدم الباحثون هذه البيانات لتقدير آثار هذا الزلزال.

اكتشف الفريق كذلك وجود مبان حجرية دمرتها الأمواج ملقاة تحت رواسب تسونامي، كانت تخص مجتمعات عاشت على ساحل صحراء أتاكاما تلك الفترة.

وبحسب الدراسة، فإن مسحا أكثر عمقا بيّن أن اضطرابا اجتماعيا هائلًا أعقب الزلزال، حيث انتقلت المجتمعات إلى الداخل بعيدا عن الشاطئ، ومرت ألف سنة كاملة قبل أن يعود الناس للعيش على الساحل مرة أخرى، وهي فترة زمنية كبيرة جدا خاصة بالنسبة لمجتمعات اعتمدت على البحر في الغذاء.

أقوى زلزال بالتاريخ

الغريب أن أقوى زلزال مسجل في تاريخ القياس حدث سنة 1960 في تشيلي أيضا، بالقرب من مدينة فيفالديا Valdivia جنوبا، حيث تغوص الصفيحة التكتونية للمحيط الهادي تحت صفيحة أميركا الجنوبية. وسجل هذا الزلزال نفس قوة الزلزال القديم (9.5 درجات على مقياس ريختر).

وحدث الزلزال مساء، ونتج عنه تسونامي بارتفاع حوالي 25 مترا (مبنى 8 طوابق) وسافر إلى مناطق متفرقة مثل هاواي واليابان والفلبين وشرق نيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا وولاية ألاسكا، وأوقع خسائر كبيرة في الأرواح، حيث تسبب في وفاة حوالي 3 آلاف شخص مع خسائر مادية تجاوزت مليار دولار.